مسقط-عمان اليوم
ولاية مسقط هي جزء من مسقط المحافظة وهي المدينة العمانية القديمة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام بقرون عدة، ولعبت دوراً مهماً في أحقابٍ تاريخية مختلفة باعتبارها مركزاً تجارياً هاماً ساعد على تنشيط الحركة التجارية في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي بفضل موقعها الإستراتيجي فهي تطل على بحر عمان، وتحيط بها سلسلة من الجبال الرائعة الجمال، وتمتد قراها وجبالها حتى قرية السيفة عند مشارف ولاية قريات في الجنوب الشرقي.
تاريخ وحداثة
حظيت ولاية مسقط في ظل النهضة التي أسسها ـ المغفور له بإذن الله ـ جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ بالعديد من الانجازات التي شملت كافة مجالات الحياة العصرية وأصبح سكانها يرفلون في نعيم هذه الانجازات، وغدت الولاية عامرة بمعطيات النهضة المباركة، ويتجلّى في الولاية التمازج الرائع في بين التراث الحضاري القديم والطابع العصري الحديث المعاصر فترى فيها المنازل والبوابات والمساجد القديمة التي تفوح بالعبق التاريخي الأصيل والدكاكين الصغيرة والطرق الضيقة الملتوية بجانب المنازل العصرية البيضاء والأسواق والمحلات والشوارع ذات التخطيط العمراني الحديث، مما يحفظ لمسقط شخصيتها التاريخية والحضارية من ناحية ويضفي عليها في نفس الوقت روح العصر والحداثة من ناحية أخرى.
حاضنة العمانيين
وللحديث عن تفاصيل الولاية وما نالته من منجزات وما تتمتع به من مقومات التقت (الوطن) بجمع من مسئولي وأهالي الولاية، وكانت بداية الحوار مع أشرف بن أحمد البوسعيدي نائب والي ولاية مسقط الذي استهل الحديث بالدعاء للمغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه، مشيراً إلى أن خبر الوفاة الذي آلم الجميع وكان صدمة للجميع ولكن تلك هي مشيئة الله فهو ليس فقيد عمان والعمانيين فحسب بل فقيد كثير من البشر على رقعة هذه الأرض الواسعة لأن مآثره الطيبة وإنجازاته تجاوزت الحدود، وقال: إن الوفاء لمحبة جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ ترجمت من خلال مبايعة جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ والامتثال لرؤيته واتباع نهجه للارتقاء بعُمان وشعبها في كافة القطاعات والمجالات الداخلية والخارجية.
وذكر في حديثه أن المرحلة السابقة من النهضة المباركة التي قادها المغفور له جعلت ولاية مسقط زاخرة بالتطور في شتى المجالات، فمن معالمها الحضارية قصر العلم العامر الذي يستقبل فيه السلطان ضيوف البلاد وزوارهـا الرسميين، وقد كان يعرف سابقاً ببيت العلم حيث سكنه السلطان سعيد بن تيمور وقبله السلطان تيمور بن فيصل، وعرف بقصر العلم بعدما أعاد بناءه السلطان قابوس، وكذلك وجود مجلس عمان بجناحيه مجلس الدولة ومجلس الشورى، وفي مجال التعليم بلغ عدد المدارس بالولاية (11) مدرسة، وفي المجال الصحي يوجد بها (3) مراكز صحية في مسقط ويتي والسيفة، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات الرسمية بالدولة.
المدينة السياحية
وحول السياحة في الولاية قال البوسعيدي: يوجد بالولاية قصر البستان الذي يُعدُّ أحد أكبر الفنادق في عمان إلى جانب اهتمامه ـ رحمه الله ـ بتاريخ وجماليات الولاية مما أضحت تستقطب أفواج السيّاح من مختلف أقطار العالم للإستمتاع بالمناظر الجميلة والبيوت الأثرية القديمة والأبراج العالية في قمم الجبال المحيطة بمركز المدينة، والقلاع الشامخة كقلعتي الجلالي والميراني، وتشتهر الولاية بسورها القديم الذي يضم ثلاثة مداخل رئيسية تعرف بالأبواب وهي: باب المثاعيب، الباب الكبير، والباب الصغير.
وأردف قائلاً: تعد قرى البستان والجصة والخيران والسيفة من المواقع السياحية ذات الشواطئ الجميلة بمياهها الزرقاء الصافية وطبيعتها الخلابة،حيث تتداخل بها مجاري الخيران المائية مع أشجار القرم الطبيعية لتشكل لوحة بانورامية لجمال ونمو وازدهار الحياة الفطرية، مما جعلها مركزًا لاستقطاب السياح العاشقين للبيئة البحرية، كما توجد بالولاية بعـض الأندية كنادي بندر الروضة البحري الذي يوفر الأنشطة الترفيهية كتأجير قوارب النزهة ودروس الغوص، ونادي عمان للغوص الذي يقع في بندر الجصة قبالة الشاطئ ويتيح تعلم وممارسة رياضة الغوص، ويعرض مركز العلوم البحرية والسمكية كافة المعلومات عن الثروة السمكية في عُمان.
مدينة المتاحف
وأضاف: ومن بين المعالم السياحية أيضًا في ولاية مسقط وجود العديد من المتاحف التاريخية مثل: المتحف الوطني العماني، المتحف العماني الفرنسي، متحف بيت الزبير، متحف بوابة مسقط، ويوثق المتحف الوطني العماني ملامح التطور الحضاري للبلاد، ويعرض نحو (6) آلاف قطعة من التحف والمقتنيات هي نتيجة برنامج للحفظ والصون يعد الأكبر في منطقة الخليج، وتتوزع هذه المقتنيات على 14 قاعة، أبرزها قاعات ما قبل التاريخ والعصور القديمة، والأرض والإنسان والتاريخ البحري وعظمة الإسلام، وعُمان والعالم، كما يضم المتحف اثنين من أكبر صناديق العرض في العالم، ويسعى للحفاظ على الشواهد والمقتنيات المادية والمعنوية المكونة لتاريخ عُمان وثقافتها.
نهضة شاملة
وتحدثت المكرمة لجينة بنت محسن بن حيدر الزعابية عضوة مجلس الدولة وقالت: قد تركت وفاة والدنا ـ المغفور له بإذن الله ـ جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ حزناً كبيراً وجرحاً عميقاً في نفس كل مواطن عماني، وكذلك تركت أثراً بالغاً على العالم أجمع لما له من مكانة مرموقة وحكمة فريدة ونظرة ثاقبة على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، ولا شك أنه فقد كبير وخسارة فاجعة، فقد عشنا في كنفه وتحت رعايته حيث عمل على تسخير كل إمكانات الوطن لخدمة المواطن، ولكن أملنا كبير وثقتنا راسخة في سلفه، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لمواصلة مسيرة التنمية والرخاء.
وتطرقت إلى ما يختص بولاية مسقط قديماً وحديثاً وقالت: الكل يعلم كيف كانت، وكيف أصبحت بفضل التوجيهات السامية للمغفور له بإذن جلالة السلطان ومع بزوغ عصر النهضة المباركة بقدوم ـ المغفور له بإذن الله ـ بدأت أعمال التطوير وتقديم الخدمات وإنشاء المرافق العامة تنتشر في ولاية مسقط والتي كانت تفتقدها مثل: المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية وبناء الطرق خصوصاً وأن الولاية تعتبر جزءاً من العاصمة مسقط وتضم أقدم مدرسة في السلطنة، وهي المدرسة السعيدية والتي تخرج منها الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي وتولوا مناصب كبيرة وحققوا نجاحات مذهلة لأنفسهم ولوطنهم. وأضافت: بالنسبة لي فقد مثلت ولاية مسقط في مجلس الشورى لفترتين،ومن المشاريع التي شهدتها الولاية انشاء الطرق ومن ضمنها شارع يتي وأصبحت الولاية ذات نهضة حضارية شاملة.
خدمات القرى البعيدة
ويسرد الشيخ ناصر بن خلفان بن سعيد الجابري حكاية التطور الذي نالته بلدة السيفة وهي احدى القرى الشرقية لولاية مسقط وبدأ كلامه بالترحم للمغفور له بإذن الله السلطان قابوس طيب الله ثراه، لافتاً بأن ما حققه وأنجزه في ربوع الوطن على مدار خمسون عاما جعلت الإنسان العماني يفخر بهذه المكتسبات والمقدرات والمنجزات، فما من قرية في السلطنة إلا ونالها نصيب التنمية والتطوير والرعاية الكاملة في كل المجالات وأهمها الصحة والتعليم.
وقال: لقد كان نصيب بلدة السيفة من هذه النهضة المباركة نصيباً وافراً، حيث تم شق أول طريق للسيارات عبر جبال مسقط الوعرة في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي ليخدم مواطني قرى السيفة والخيران وينكت في التنقل بأريحية إلى مسقط العاصمة، ومنها ينطلقون إلى وجهاتهم الأخرى في ربوع الوطن، بعدها في عام ١٩٨٣ تم انشاء مدرسة بكامل المواصفات العصرية في ذلك الوقت لينتقل الطلبة من الخيم والعروش إلى مبنى تعليمي نظامي متكامل، ومع ازدياد الطفرة السكانية فقد تم بناء مدرسة أخرى للدفع بمسيرة التعليم، كما أن الحكومة الرشيدة اهتمت بالجانب السياحي بالمنطقة من خلال استثمار حقيقي في إنشاء منتجع سياحي يضم مرسى وفنادق ومجموعة من المطاعم العصرية مما وفّر مجموعة من فرص العمل للمواطنين.
أما ماجد بن ناصر الجابري عضو المجلس البلدي ولاية مسقط فقال: إن الحياة قبل النهضة كانت صعبة في ولاية مسقط والخدمات معدومة من الطرق والتعليم والصحة فقد كان السكّان في الولاية يعملون في البحر والزراعة والتجارة وفي ذلك الوقت لم يكن هناك تعليم إلا تعليم القرآن الكريم على يد بعض المشايخ، وكذلك لم تكن في تلك الفترة مستشفيات حيث كان الناس يتداوون بالطب الشعبي وكان الأهالي يقتاتون التمر والماء والسمك المجفف كغذاء لهم، ويتكبدون العناء والمشقة من أجل التنقل من مكان إلى آخر
مضيفاً بقوله: عندما أشرقت شمس النهضة المباركة وتولى الحكم جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ توفرت العيشة الكريمة وانطلق قطار التطور في كل المجالات على مسقط وأصبح الأهالي يتنقلون بكل سهوله ولله الحمد فقد أنشأت المدارس وشهد قطاع التعليم نقلة نوعية مميزة، كما حقق القطاع الصحي في مسقط إنجازات مشهودة تمثلت في توفير مراكز صحية في قرى الولاية، فرحم الله السلطان قابوس بن سعيد ونسأل الله العلي القدير أن يوفق جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
الحياة الكريمة للمواطن
وبمشاعر خالصة تجاه الفقيد الجلل تحدثت خالصة بنت خلفان الحسنية من أعيان الولاية ببلدة يتي وقالت: بكت عمان بكاءً مؤلماً شديداً على فقدان أبيها وباني نهضتها ومعلمنا وقائدنا المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه وغفر له ـ وإنها لمشاعر حزينة ومؤلمة جداً ملأت قلوبنا وشعرتنا بالضّعف والجرح العميق على فقد هذا القائد الملهم الذي كرّس حياته على مدار خمسين عاماً من بناء عُمان الوطن والانسان، ونسأل الله في علاه أن يلهمنا الصبر والسلوان وأن يعين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد ـ حفظه الله ورعاه ـ وأن يكتب له التوفيق لمواصلة ركب الخير والبناء لعمان الغالية وشعبها الوفي.
واستطردت في حديثها: بالنسبة لولاية مسقط فتاريخها يرجع إلى قرون عدة وتشتهر بدورها التاريخي على مر الزمان في شبه الجزيرة العربيّة، وعندما تزورها ستجد التاريخ ينطق بعراقتها وحضارتها الأصيلة بمجرّد رؤيتك للأبنيه الموجودة فيها وأسواقها العتيقة التي تحكي أروع القصص التاريخيّة العابقة ببطولات أجدادنا وأبنائنا ـ رحمة الله عليهم ، وفي عهد المغفور له تم إنشاء (190) وحدة سكنية للمتضررين بالأنواء المناخية في بلدة يتي في منطقة مرتفعة أطلق عليها (مرتفعات يتي) وهذا ما كان يسعى إليه طيب الله ثراء لإيجاد الحياة الكريمة للمواطن العماني في عهده.
وأضافت: من المعالم السياحية الجميلة في هذه الولاية الجميلة بلدتي (يتي) التي ولدت فيها والتي من الوهلة الأولى سيخطف سحرها بصرك، حيث يوجد شاطئ يتي الذي يتميز بمنظره الجميل ويشعرك بالاسترخاء والهدوء والأمواج الزرقاء الرائعة والأصداف البرّاقة البيضاء والطيور الجميلة مثل طيور البلشون والنورس التي تزين بطيرانها السماء الزرقاء وأشجار السنط المتناثرة على عرض الشاطئ الهادئ، وأكثر ما يشد نظر السائح ويلفت إنتباهه (جبل الشيخ سمعون) في عرض البحر المرتبط بقصص وحكايات من الماضي التليد لدى أبناء المنطقة، مروراً ببلدة السيفة التي يحتضنها (حصن السيفة) المنيع الذي يشرف على البحر من جهة والوادي من جهة أخرى.
المرأة العمانية
وروت لنا سكينة بنت عبدالله الحارثية مديرة مدرسة الزهراء للتعليم الأساسي وقال: إنه لم يكن بولاية مسقط غير المدرسة السعيدية للبنين ثم الزهراء للبنات التي تعتبر أول مدرسة بنات في السلطنة، بعدها افتتحت مدرسة راشد بن النظر صباحاً للبنين ومساء للبنات، ومع بداية الثمانينيات تم افتتاح مدرسة زبيدة ام الأمين، ثم توالى افتتاح بقية مدارس الولاية حتى أصبحت الآن (11) مدرسة، ولأن جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ أولى جلَّ اهتمامه بالتعليم، فكانت المدارس هي اللبنة الأولى والبنية الأساسية التي سعت توجهاته إليها، وركّز ـ رحمه الله ـ كثيراً على أهمية تعليم المرأة كونها احدى ركائز المجتمع .
وأكدت في حديثها على أن المرأة العمانية شغلت العديد من المناصب في العهد الزاهر للمغفور له، وقد كان لي شرف صدور مرسوم سلطاني بتعيني عضوة في المجلس البلدي سنه 2006، وترأست لجان مجالس الأمهات بالولايه لعدة سنوات وتقاليد العديد من المناصب
ومن بلدة سداب نقلت لنا شيخة بنت عبدالله السيابية وهي تربوية متقاعدة قصة تعلّمها وقالت: ولدت في سداب وتلقيت تعليمي إبان تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ ولم يكن يوجد في سداب مدرسة فدرست الصف الأول بمدرسة الزهراء ببلدة مسقط المجاورة لبلدة سداب، حيث كانت هناك مدرستان فقط وهما المدرسة السعيدية للبنين ومدرسة الزهراء للبنات، وكنت أعبر مشياً على الأقدام من سداب الساحل إلى مسقط، ومع تولي جلالة السلطان المغفور له بإذن الله أتت نهضة مباركة بكل ما تعنيه هذه الكلمة فكل شئ كان يتحقق كالحلم
واختتمت قائلة: لا أستطيع أن أحصي المنجزات العظيمة للقائد العظيم الذي أحبّنا فأحببناه، فقد كان حريصاً على تعليم أبنائه المبادئ والقيم، توسّم فينا خيراً وكنّا نحن أبناء النهضة عند حسن ظنه، أتذكر مسقط وقد كان ينقصها الكثير من الخدمات، أما الآن فالزائر لمسقط يجد الطرق المعبّدة والمتنزهات والمتاحف والفنادق والمنشئات السلطانية المختلفة والأندية الرياضية والمراسي وخفر السواحل وجمعية المرأة العمانية بسداب
ومن بلدة البستان وصف لنا الشيخ محمد بن سالم الوهيبي قائلاً: إن الأهالي في المنطقة كانوا يعانون من صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية وكذلك لم يكن من سبيل للوصول الى المدراس الحكومية حيث كانت توجد مدرسة واحدة فقط في مسقط وهي المدرسة السعيدية، فقبل النهضة المباركة للسلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه لم يكن لمنطقة البستان طرق معبدة تربطها مع بقية قرى ولاية مسقط، أما في ظل عهد المغفور له فقد شقت الطرق الى منطقة البستان وتم ربطها ببقية قرى ولايات مسقط وأصبح الأهالي قادرون للوصول الى الخدمات الصحية والتعليمية، وشهدت البلدة مثلها مثل بقية قرى ومدن ولايات السلطنة نقلة نوعية في الخدمات والتطوير،وتم إنشاء فندق قصر البستان الذي يعد من أكبر الفنادق في السلطنة، وتشرفت منطقة البستان بوجود مبنى محافظة مسقط ومبنى مجلس عمان الذي يضم مجلسي الدولة والشورى
وتناول الشيخ طالب بن خلفان الحسني في حديثه مآثر الفقيد الراحل موضحاً أن الله سبحانه حبا عمان بخيرات كثيرة وبرجل حكيم محبا للسلام، فقد سعى ـ طيب الله ثراه ـ إلى توفير الاستقرار وسبل العيش الكريم لأبناء وطنه، فإبان توليه الحكم نادى جميع المغتربين خارج الوطن بأن يعودا إلى أرض الوطن والعمل معا بيد واحدة من أجل البناء والتعمير وقد تحقق ما رسم له ووعد وأنجز وأصبحت عمان في مصاف الدول المتقدمة في مختلف المجالات بفضل السياسة الحكيمة للمغفور له بإذن الله السلطان قابوس ـ طيب الله ثراه.
وأشار في ختام اللقاء إلى أن مسقط تحولت في العهد الزاهر إلى نموذج حضاري في تنظيم المدن يشار إليه بإعجاب متزايد في مجال ما يتم تقديمه من خدمات ضرورية للإنسان العماني، مبرهناً حديثه عبر ما تم إنجازه في تخطيط الأحياء السكنية الحديثة بالولاية ورصف الطرق وتحديث شبكات الإنارة وشبكات الصرف الصحي فضلاً عن إنشاء الحدائق والمتنزهات وتوفير البيئة الحية الملاءمة من خلال النظافة الدورية لمدينة مسقط.
محمد بن سالم بن مبارك الجرادي من سكان بلدة سداب تشابه حديثه مع ما قاله الآخرون من حيث قسوة الحياة قبل عام 1970، حيث قال: إن الولاية لم تكن سوى جبال وعرة وشواطئ رملية لا توجد بها أية خدمات، والمنازل كانت تبنى من الخيام والألواح الخشبية ولا يمكن التجول بها بعد وقت المغرب، وبعد تولي الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ أصبحت مسقط مدينة عصرية متكاملة الخدمات بناها ـ رحمه الله ـ بشكل تدريجي طيلة فترة حكمه وجعلها وجهة حضارية للسائح والمقيم، سائلاً الله عزوجل لعمان التقدم والازدهار تحت ظل صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك