أول شيخة حارة على مستوى اليمن تؤكّد أنّ النساء يتفوقنّ في مجالات القيادة
آخر تحديث GMT13:49:58
 عمان اليوم -

أوضحت أنّ منصبها أتاح لها معرفة الأوضاع المعيشية للأسر الفقيرة

أول شيخة حارة على مستوى اليمن تؤكّد أنّ النساء يتفوقنّ في مجالات القيادة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - أول شيخة حارة على مستوى اليمن تؤكّد أنّ النساء يتفوقنّ في مجالات القيادة

النساء
صنعاء - عمان اليوم

فكرية خالد عبده، امرأة يمنية من مدينة عدن، اقتحمت عالما ظل حكرا على الرجال اليمنيين، ولم تتجرأ امرأة قبلها على الاقتراب منه، ونُصبّت فكرية من قبل محافظ محافظة عدن الأسبق الدكتور يحيى الشعيبي قبل نحو 17 عاما، عاقلة (شيخة) لحارة الوحش في حي التلال، بمديرية صيرة، شرق المحافظة، وسط ترحيب كبير من أهالي حارتها.لتصبح بذلك أول "عاقلة حارة" ليس في عدن فقط، ولكن على مستوى اليمن بشكل عام، فكيف وصلت إلى منصبٍ كهذا، كان مقتصرا على الرجال لا غير؟

بوابة العمل المجتمعي

تحكي فكرية قصة وصولها إلى "سدة حارتها"، وتبدأ بالإشارة إلى خبرتها في العمل المجتمعي والشعبي، من خلال تأسيسها مع مجموعة من نسوة عدن جمعية المرأة للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى شغلها إدارة الشؤون الإدارية في مركز الأسر المنتجة المعني بتدريب النساء والأسر الفقيرة على بعض الحرف والأشغال اليدوية والتدبير المنزلي.

وأتاحت هذه الأعمال أن تصبح فكرية قريبة من الناس، وملتصقة بحياتهم اليومية واحتياجاتهم، وبدأت التحرك في القضايا الخدمية التي تهم مجتمعها، ليس فقط في مديرية صيرة حيث تقطن، بل حتى في غيرها من مديريات عدن.تقول: "لم آتِ مباشرةً وشغلت منصب عاقل حارة من فراغ، بل من خلال الجهد الذي قدمته خلال سنوات طويلة عبر العمل المجتمعي، الذي عرّفني على الناس واحتياجاتهم، وعلى احتياجات مجتمعي، وما الذي يعانيه".

وتواصل فكرية سرد قصتها، لتضيف: "في عام 2003 وقع حادث حريق في حارة الوحش، فكنت أبرز المبادرين في طلب الإسعافات وعربات الإطفاء وتنسيق عملية الإنقاذ، وكنت في صدارة المشهد".

ومثلت هذه الجهود في احتواء الحريق منعطفا حقيقيا في استصدار محافظ عدن حينها الدكتور يحيى الشعيبي قرار تعيين فكرية في منصب "عاقل حارة".تصف فكرية هذا القرار بأنه كان صعبا حتى بالنسبة لها، لأنه كانت تعتقد أن الرجال يحتكرون هذا المنصب المحلي، وتساءلت وقتها "كيف أستطيع اقتحام هذا المنصب، وكسر حاجز سيطرة الذكور عليه؟"."لكن الإرادة قوية في داخلي إلى جانب الداعمين من الشخصيات الاجتماعية والتربوية والسياسيين والنساء الفاعلات مجتمعياً، بالإضافة إلى ترحيب أهالي حارة الوحش الذين تقبلوا القرار بكل رحابة صدر"، تقول فكرية.

فئة رافضة

لم يكن طريق أول عاقلة حارة معبدا أو سهلا، فقد لاقت رفضا من مجموعةٍ صغيرة على توليها هذه المهام، انطلاقا من محاولات نشر اللغط وتفسير الدين بشكل مخالف، معتبرين أن تعيينها يتناقض مع الدين الإسلامي، وربطوا وجودها "كعاقلة حارة" بفتاوٍ أصدروها، بهدف إقصائها عن هذه المهمة تحت مبررات مختلقة لا أساس لها.

وأكدت فكرية أن المواطنين وأهالي الحارة لم يتقبلوا تلك المغالطات، وزادت "كما أني لم أعطِ أي اهتمام لهذه الفئة البسيطة وما روّجت له، وعملت على التواصل مع الشريحة الأكبر من المواطنين الذين ساعدوني على النجاح في خدمتهم وحل مشكلاتهم".

تميز وقرب من الناس

اعتبرت عاقلة الحارة أن طبيعة عملها لم تكن بتلك الصعوبة، حيث ترى أن المرأة تستطيع ولوج البيوت، والتعرف على احتياجات النساء وحل المشكلات الأسرية بأدق تفاصيلها، والاقتراب من الفتيات والأطفال والشباب والأمهات والأباء، ومعالجة قضايا المطلقات والأرامل، والعنف الاجتماعي والأسري إن وجد، أفضل بكثير من الرجل.

وتضيف: "وكوني امرأة أعطيت لمنصب "عاقل الحارة" ميزة إضافية بحكم معرفتي بما يدور داخل البيوت، وبين العائلات والأسر، كما ساعد تعييني على معرفة الأوضاع المعيشية للأسر الفقيرة المتعففة التي لم يكن يعلم بحالها أحد".

وتؤكد فكرية أن المرأة قادرة على أن تكون قريبة من أحوال الناس أكثر من الرجل، كما تستطيع تشجيع النساء والفتيات على الحديث عن مشاكلهنّ وما يتعرضنّ له من تعنيف من قبل ذويهنّ أو غيرهنّ، بينما يتحفظنّ على الحديث مع الرجال عن خصوصيات كثيرة قد تحدث لهنّ.

ولفتت إلى أن هذه "الميزة" ساعدتها في التعرف على تفاصيل دقيقة وتقديمها للجهات التي تحتاجها؛ بهدف الإسهام في مشكلات النساء والفتيات والمعضلات الأسرية، خاصة في قضايا العنف الأسري والنفقات والطلاق وغيرها، وهو ما تحقق واقعًا بالتعاون مع مؤسسات متخصصة مثل اتحاد نساء اليمن.

أولويات مجتمعية

تطمح فكرية إلى الوصول لمناصب محلية وإدارية أكبر مما وصلت إليه، وأشارت إلى أن استقرار الأوضاع سيساعد على تحقيق الأحلام والطموحات نحو مزيد من خدمة المجتمع والمحيط الصغير الذي نعيش فيه.

كما حددت عاقلة الحارة أولوياتها الخدمية في: "إصلاح ما تمزق من النسيج الاجتماعي بعد تحرير مدينة عدن من المليشيات الحوثية الانقلابية، ومعالجة الظواهر السلبية التي برزت خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي والنفسي".

جيل جديد من عاقلات الحارات

تحمل فكرية خالد أول عاقلة حارة في اليمن مسؤولية صناعة عاقلات حارات جدد، يواصلنّ ما قامت به خلال قرابة عقدين من الزمن.

فستان زفاف بسعر رمزي.. مبادرة لتيسير زواج الفتيات باليمن

حيث تؤكد أنها تقوم حاليا بدعم فتيات ونساء محليات على الوصول إلى ما وصلت إليه، والعمل على تدريبهنّ بشكل عملي على حل المشكلات المحلية والأسرية في حارات صيرة ومديريات عدن.وتكشف عن وجود مجموعة من النسوة يعملنّ بالفعل كنائبات لعقّال الحارات، يقمنّ بمساندة جهود عقّال الحارات ومساعدتهم في حل بعض القضايا الأسرية والاجتماعية.كما أكدت أنها تقوم بإعطاء هؤلاء النسوة من نائبات العقّال خبراتها وتقدم لهنّ استشارات لتحسين أعمالهنّ كنائبات عاقل حارة، حتى يستطعنّ مستقبلاً من الوصول إلى أن منصب "عاقلة حارة

قد يهمك أيضًا:

اكتشفي ثمانية دلائل على إخلاص الزوج لزوجتة واحترامة لها

الفتيات البريطانيات لا ترين الزواج من محددات النجاح

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أول شيخة حارة على مستوى اليمن تؤكّد أنّ النساء يتفوقنّ في مجالات القيادة أول شيخة حارة على مستوى اليمن تؤكّد أنّ النساء يتفوقنّ في مجالات القيادة



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab