إزدياد نسب العنف في تونس وأسبابه
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

إزدياد نسب العنف في تونس وأسبابه

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - إزدياد نسب العنف في تونس وأسبابه

الشرطة التونسية
تونس- عمان اليوم

في آخر تقرير له حول نسب العنف في البلاد، أكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ارتفاع العنف الإجرامي عام 2020 بنسبة تزيد على 63 في المئة عما كانت عليه عام 2019.

ويتصدّر هذا النمط من العنف المتمثل في القتل، والاعتداءات، والسرقات، والتعنيف، الأنواع الأخرى المسجلة في تونس، ويليه العنف الانفعالي ثم الجنسي.

كورونا كشف عن هشاشة المنظومات

ومثّل الأطفال والقُصّر والنساء الفئات الأكثر تضرّراً من هذا العنف، وفي ما يتعلق بالتوزيع الجغرافي لنسب العنف عام 2020، استأثرت ولايات تونس العاصمة وسوسة والقيروان، بما يناهز نصف الحالات المرصودة.

واعتبرت نجلاء عرفة، منسّقة المرصد الاجتماعي التونسي، التابع للمنتدى في تصريح لـ"اندبندنت عربية" أن جائحة كورونا كشفت عن مشكلات بنيوية تعود إلى أرضية مهيّأة جاهزة لتفشي الظواهر العنيفة، وأرجعت تزايد منسوب العنف إلى ما تعيشه المنظومة التربوية العامة والمنظومة الصحية من تهميش.

وأضافت أن المعطيات التي قُدّمت هي نتيجة عملية رصد، يقوم بها المرصد الاجتماعي، لافتة إلى صعوبة الحصول على أرقام رسمية حول تنامي ظاهرة العنف، وأشارت عرفة إلى أن العنف ضد المرأة، تضاعف بدوره ثماني مرات خلال عام 2020، بسبب الحجر الصحي، وتحدثت عن ضرورة وضع سياسات عامة لمعالجة الظاهرة، وفق مقاربات شاملة سوسيولوجية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية.

حالة من التردد وعدم الثقة

وأثّرت حالة الإرباك السياسي، التي تعيشها تونس، في المزاج العام للتونسيين، وساد مناخ من عدم الثقة والعنف، وأصبح ردّ الفعل العنيف هو الأقرب في الحياة اليومية.

وأكد محمد الجويلي، المتخصص في علم الاجتماع والمدير السابق للمرصد الوطني للشباب، أن الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، بما فيها من صراعات وتجاذبات، أثّرت بشكل مباشر في المواطنين وفي طريقة تعاملهم مع واقعهم.

وشدد على أن الوضع الاقتصادي المتدهور، خلق حالة من التردد وعدم الثقة، جعلت التونسي في موقف دفاعي لشعوره الباطني بالتهديد، وأصبح رد فعله عنيفاً حتى على إثارة بسيطة، معتبراً ذلك حالة عاطفية، فيها الكثير من اللايقين، ما خلق هشاشة نفسية واجتماعية، يشعر الفرد خلالها بالضعف والتهديد، في أي لحظة، فيكون ردّ فعله عنيفاً تجاه الآخرين، أو حتى تجاه نفسه، وقد يدخل في مرحلة تدمير الذات، من خلال اللجوء إلى السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، كالانتحار أو استهلاك المخدرات.

من جهة أخرى، رأى الجويلي أن الشعور بضعف الدولة ومؤسساتها وتفشّي ظاهرة الإفلات من العقاب، يدفع الشخص إلى التعويل على الذات في استرجاع الحقوق أو في الدفاع عن النفس، معتبراً ذلك أمراً خطيراً لأنه ينسف مقومات البنية المجتمعية الطبيعية ويؤسس للفوضى.

دولة القانون والمؤسسات

ودعا الجويلي إلى ضرورة استرجاع مؤسسات الدولة أدوارها، من المدرسة إلى المعهد إلى الجامعات، إلى مكوّنات المجتمع المدني، معتبراً ذلك قاطرة التأسيس لمشروع مجتمع يقوم على القانون والمؤسسات.

وأكد أن المقاربة السياسية من خلال هيبة الدولة، والفعل السياسي المتوازن والهادف والخالي من العنف، هي الحل نحو تنقية المشهد من شوائب العنف، كما اعتبر أن عودة الحركة الاقتصادية تدريجاً بعد التعافي من جائحة كورونا ستقلّص من نسب هذه الظاهرة، بعد الانصراف إلى العمل وتحصيل القوت.

حوار وطني واستقرار سياسي

من جهته، قال بالعيد أولاد عبد الله، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية إن المجتمعات المتوازنة هي التي تنتشر فيها ثقافة العمل والاجتهاد والمثابرة، بينما في تونس يتم تبخيس جهود الابتكار والتجديد، مقابل الترويج لثقافة التواكل، داعياً إلى إعادة النظر في دور المؤسسة التربوية وتنقية محيطها من خلال توفير الأمن، ومعتبراً أن المدرسة لم تعُد مساهِمة في الرقي الاجتماعي، كما كانت من قبل، وطالب بإطلاق حوار وطني من أجل الاستقرار السياسي، ودفع عجلة الاقتصاد لتقليص نسب الجريمة التي باتت تهدّد الجميع، وشدّد أولاد عبد الله على أن حالة الانفلات الأمني وعدم الشعور بالأمن الاجتماعي والاقتصادي، يدفعان إلى تنامي ظواهر العنف والجريمة.

تحسين ظروف المؤسسة الأمنية

في المقابل، نوّه الأستاذ المحاضر في التاريخ المعاصر في الجامعة التونسية، والمتخصص في التاريخ الأمني والعسكري فيصل الشريف، بجهود المؤسسة الأمنية في التصدي للجريمة، داعياً إلى تحسين ظروف عملها، وتزويد المراكز الأمنية بالتجهيزات الضرورية واللائقة للعمل، علاوة على تأطير عناصرها وتأهيلهم لمواكبة تطورات الجريمة في العالم، واعتبر أن عنصر الأمن هو الخط الأخير لمواجهة من يمارس العنف، ودوره هو الردع، مشيراً إلى أن المسؤولية الكبرى تعود إلى الخط الأول، أي العائلة، ثم الشارع فالمدرسة.

وأرجع الشريف تزايد الجرائم في تونس إلى التصحّر الثقافي الذي تعيشه مؤسسات الدولة من مدارس ومعاهد وجامعات، التي يفترض أن تكون ورشات للتفكير والابتكار والتجديد، لافتاً إلى ظاهرة غريبة، وهي التطبيع مع مظاهر القتل والعنف، إذ تتواتر صوره في مختلف المنصات الاجتماعية ووسائل الإعلام.

قد يهمك ايضًا:

تونس تسجل 290 إصابة جديدة بفيروس كورونا

 

وزارة الخارجية التونسية ترد على تصريحات هشام المدب حول ليبيا

 

 

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إزدياد نسب العنف في تونس وأسبابه إزدياد نسب العنف في تونس وأسبابه



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab