القاهرة ـ هبة محمد
يقودُ العالم المصري و مخترع علاج السرطان بجزيئات الذهب الدكتور مصطفى السيد فريقا من الباحثين المصريين في سباق لصالح البشرية ينطلق من أرض مصر وبالتحديد من داخل "المركز القومي للبحوث"، حيث يتابع حاليا اختبار استخدام العلاج على البشر بعد انتهاء كل مراحل تطبيقه على الفئران بنجاح، مما يعطى بارقة أمل كبيرة ويبشر في إنهاء معاناة ملايين من البشر في مواجهة أكثر أمراض القرن شراسة، فيما قال في حديث خاص إلى "العرب اليوم" "لدي فريقي بحث يعملان في الوقت ذاته على أبحاث تطبيق العلاج على الإنسان، أحدهما في أميركا مكون من جنسيات عديدة، والآخر مصري، ويجب أن أؤكد أن الفريق المصري تفوق ووصل لنتائج مبشرة بخصوص هذا النوع من العلاج مقارنة بفريق الولايات المتحدة الأميركية الذي يقوم بإجراء التجارب على النوع ذاته من العلاج".
وأكد العالم المصري أن طريقة العلاج بسيطة جدا، حيث يتم حقن الجسم بمادة نانو الذهب التي يكون عليها مواد تتعرف بطبيعتها على الخلايا السرطانية في الجسم، حيث أن هذه الخلايا السرطانية تتواجد عليها جزيئات تتفاعل مع الجزيئات المتواجدة على الذهب، ثم يتم تعريض جزيئات الذهب للضوء الذي يحولها إلى حرارة تتسبب في ذوبان الخلايا السرطانية تماما، دون الإضرار بالخلايا السليمة، بعكس العلاج الكيميائي الذي يؤثر على الخلايا المصابة والسليمة على حد سواء.
واستبعد أستاذ الكيمياء في جامعة جورجيا تأخر تطبيق العلاج على الانسان رغم اكتشافه منذ نهاية 2007 قائلا " من الطبيعي أن يتم البحث بكل دقة قبل تطبيق العلاج على الإنسان، وهذا ما يتم في الخارج عند اكتشاف أي علاج جديد، حتى يتم التأكد من عدم وجود أي آثار جانبية، مع العلم أنه سوف يجرى اختباره على الحالات المتأخرة التي إذا لم يفيدها العلاج فبالتأكيد لن يضرها.
و أشار الدكتور السيد إلى أن "تكلفة العلاج لن تكون باهظة بأي حال من الأحوال، ومن المؤكد أنها ستكون أقل بكثير من تكلفة العلاج الكيميائي، الذي يحتاج إلي كمية كبيرة من المواد الكيماوية لعلاج المصاب الواحد، بينما نحتاج نحن في علاجنا بالذهب إلى كمية ضئيلة للغاية حتى أن مقدار ذهب في دبلة يد يمكنها أن تعالج 6 إلى 7 حالات".
وأوضح أن مؤسسة مصر الخير هي التي تمول الأبحاث التي تجري حاليا في المركز القومي للأبحاث، بالإضافة إلى امكانيات المركز القومي للبحوث المتاحة لفريق البحث بلا أي مقابل، فمؤسسة مصر الخير لها فضل كبير في ظهور هذا العلاج للنور، فقد مولتنا حتى الآن بمليون وستمائة ألف جنية وهو سلوك راق من جمعية أهلية أن تتبنى حل مشكلة صحية وتنفق عليها بل والأكثر من ذلك أن المؤسسة عرضت علينا أن يستمر تمويلهم حتى بعد التطبيق، لتستمر الأبحاث لتطوير وتحسين العلاج.
قال الدكتور السيد " أما أمريكا فيوجد أشخاص مسؤولين عن القيام بالتمويل، حيث يأتي لهم رجل الأعمال ويقول لهم أنه يريد أن يستثمر مبلغا معينا في اختراع جديد، فيقوموا هم بدورهم في تجميع الأبحاث المنشورة والمحفوظة بحقوق ملكية لصاحبها ومن ثم يرشحون له إحداها، ويجرون على هذا البحث دراسات بحيث يتوقعون لرجل الأعمال الربح العائد من المشروع، وعلى أساس تلك الدراسة وبعد لقاء رجل الأعمال بالباحث يتم إنشاء مصانع، يعمل بها المئات إن لم يكن الآلاف ف، ثم يدفعون ضرائب للحكومة، وبالتالي فإن أمريكا لديها الوعي الكافي بأن البحوث إذا ظلت حبيسة الأدراج فلا قيمة منها، والآن فإن كل دولار تنفقه أمريكا على البحث العلمي يعود إليها خمسة دولارات، في مصر الأمر يختلف كثيرا فالحكومة لا تنفق ورجل الأعمال ليس لديه الوعى الكافي لقيمة المخترعات الجديدة والأبحاث، ومع ذلك فالصورة ليست شديدة القتامة، فهناك باحثة تدعى منى بكر محمد، حصلت على الدكتوراة من أميركا وعندما عادت إلى مصر تبناها رجل الأعمال أحمد بهجت وفتح لها معمل داخل مدينة دريم، وأحضر لها أجهزة نانو تكنولوجي لتكمل أبحاثها في مصر، ورغم العروض التي تنهال عليها بآلاف الدولارات لتعمل أبحاثها خارج مصر إلا أنها ترفض، وأنا أعتقد أن التاريخ سوف يتوقف أمام تلك السيدة طويلا، فهي أول سيدة مصرية تجري أبحاث مع رجال أعمال ومع المصانع الحربية باستخدام النانو تكنولوجي مما سيتسبب في رفعة حال البحث العلمي في مصر.
و تحدث الدكتور السيد إلى حال البحث العلمي في مصر قائلا "بالمقارنة بما يخصص له من موازنة فهو عظيم، لأن العقول المصرية تستطيع أن تتحدى الصعاب وتعمل بأقل الإمكانيات لتحصد أعظم النتائج، وكثيرا ما كنت أسأل زملائي من أساتذة الجامعات كيف تقومون بعمل التجارب المعملية فيجيبون نكتفى بها نظريا لعدم وجود تمويل!، حتى الطلبة الذين يتقدمون للحصول على درجات علمية سواء ماجستير أو دكتوراه ينفقون على أبحاثهم من جيبهم الخاص!، لدرجة أنني عندما أخبرت الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق بحال هؤلاء الباحثين الصغار طلب مني أن أبلغهم أن إنفاقهم على أبحاثهم يعد من باب الزكاة لأنه عمل يفيد الإنسانية، ورغم أن الحال تحسن قليلا الآن إلا أنه لم يصل إلى المستوى المطلوب".
ثم تطرق إلى التعليم في مصر قائلا "للأسف التعليم لابد أن يتم تغيره جذريا، فمن الممكن أن نحتذى بالتجربة التركية في هذا المجال حيث قرر الخبراء هناك أن يبدأوا من النشأ الجديد بتغير مناهج التعليم الأساسي من الحفظ والتلقين إلى الفهم والتدبر، وهذا ما يبنى العقول، أما الحشو والتلقين فلن يبنى عقلا ولن ينهض بمصر، والحال ينطبق على الجامعات أيضا فلابد من النظر إلى ما يتم تدريسه داخلها وفقا لما يطلبه سوق العمل".
أما عن إمكانية استقراره في مصر فقال "وضعي أنا مختلف، ومن الأفضل لي أن أذهب لأمريكا وأعود لمصر كل فترة لأني أنقل كل جديد إلى مصر، كما أنني أخذ طلبة معي إلى هناك ليكملوا دراستهم في أمريكا ومن ثم يعودوا إلى مصر وهكذا" .
وعن موقع المعامل البحثية الـ3 التي قام بافتتاحها في مصر والتي تعمل بتقنية النانو تكنولوجي فقال " أحدهم في مركز الأبحاث الزراعية، والآخر في البترول للأبحاث، وهناك ثالث في الاسكندرية، بالإضافة إلى معمل دكتور منى بكر الموجود في دريم، وبالطبع لن يتخصصوا جميعهم في أبحاث علاج السرطان، فالنانو تكنولوجي بحوره واسعة وعلاج السرطان به جزء بسيط جدا منه".
أما على الصعيد السياسي فتمنى الدكتور مصطفى أن يضع الرئيس الجديد نموذج ماليزيا نصب عينيه، فهي دولة مسلمة ومتدينة وفي نفس الوقت لديهم اهتمام كبير بقيمة البشر وقيمة البحث العلمي، فرئيس الوزراء هناك يجلس مع الباحثين كل بداية عام ، ليسمع منهم ماهي احتياجاتهم، ويعطيهم إياها، لذلك فالأبحاث تسير بمعدل ممتاز، وبالتالي ارتقت الصناعة وزاد دخل المواطن وفي الوقت ذاته فهم يقيمون شعائر دينهم ويفهمون الإسلام الفهم الصحيح، فليس عيبا أبدا أن يستقدم الرئيس القادم خبراء من ماليزيا ليطبقوا تجربتهم في مصر وأنا واثق من نجاحها.
وتحث الدكتور مصطفى عن سر نجاحه قائلا " زوجتي رحمها الله هي سر نجاحي، فهي السبب في اكتشاف العلاج الذي سوف ينقذ الملايين بمشيئة الله من المرض اللعين، فبداية اهتمامي بمزج النانو تكنولوجي مع مرض السرطان، كان بسبب تجربتي الشخصية مع زوجتي الأمريكية والتي وافتها المنية بعد إصابتها بمرض السرطان، ومن بعدها بدأت أجري الأبحاث على مرض السرطان بمساعدة ابني الدكتور أيمن الذى يشاركني الآن في تطبيق النتائج" .
أما بشأن أسرته فقال "أبنائي جميعهم يعملون في البحث العلمي بفضل الله، فلدي من الأبناء أربعة ، أكبرهم جراح السرطان دكتور أيمن الذى أسلفت ذكره، يليه دكتور ليلى وهى مديرة بحث علمي في أكبر شركة أمريكية لتحسين الصناعات، وابني الذى يصغرها يعمل في قسم البحث العلمي في شركة "كلوركس"، وابنتي الصغرى درية تعمل أيضا أبحاث في عمل ميزانيات الشركات الكبرى وهى تعمل في سان فرانسسكو".
وردًا على سؤال عن أيهما أفضل في البحث العلمي الرجال أم النساء أجاب "السيدات في مجال البحث العلمي أفضل من الرجال بلا منازع، لذلك فأغلب من يعملن في فريقي من الباحثات، فلديهن أفكار مبتكرة ولاسيما في البيولوجي والنانو تكنولجي، وأخص بالذكر الباحثة المصرية فهي سيدة في منتهى العظمة، فهي أم وزوجة تحضر الطعام وتوصل الأبناء لمدارسهم وفي الوقت ذاته تعطي أفضل النتائج في البحث العلمي، وللعلم الأمريكان مبهورين بالباحثة المصرية".
أرسل تعليقك