القاهرة - شيماء مكاوي
أكَّدَت استشاري العلاقات الإنسانية الدكتورة عطيّات الصادق لـ "العرب اليوم" أن الخلافات الزوجية لا بد من حدوثها حتمًا، مشيرة إلى أن هناك عبارات على المرأة تجنُّبها لكي لا تتسع هوّة الشقاق بين الزوجين.
وأعلنت الصادق: "أن تلك الخلافات تعتبر جزءًا من الحياة الزوجية حتى إنها جزء من الحب ولا بد أن تحدث نظرًا إلى الاختلافات في طريقة التفكير بين الرجل والمرأة".
وأوضحت "لكن لا بد أن أشير إلى أن لتلك الخلافات بعض القواعد الاساسية التي يجب ان نسير عليها حتى لا تتفاقم وتكبر فعلى سبيل المثال تمثل الدموع أحد الأسلحة النمطية التي تلجأ إليها النساء، غير أنها لا تضمن لهن الفوز، على الرغم من أن بعض الدمعات يمكن أن تُحدث تأثيرًا ما، ولكن من غير المسموح للنساء اللجوء إلى هذا السلاح في كل مرة، لأنه يفقد سحره وتأثيره على الرجل، بل قد يأتي برد فعل عكسي، فبدلاً من جعل الرجل أكثر رقة أمام هذه الدموع يثور أكثر، لأن الرجال يشعرون أمام الدموع المنهمرة من عيون زوجاتهم أنهم بلا حيلة، لهذا يختارون أسلوب الهجوم".
وأكَّدَت "يجب في الخلافات الزوجية ضبط النفس واختيار الحلول البناءة وليس هجوم طرف على الآخر، ومحاولة سرد سلبيات بعضهما بعضًا".
ولفتت إلى أنه "إذا شعر الزوج أو الزوجة بالرغبة في الصراخ في وجه الآخر فليفعل ذلك، غير أن التجارب العديدة أثبتت أن خيار الحديث بهدوء ومباشرة حلول القضية المختلف عليها، يكسب الطرف المتحدث اعتبارًا واحترامًا أكثر من الذي يصرخ من دون أي داعٍ، حتى إن الصراخ لا يؤدي إلى حلول بل على العكس تمامًا فهو يرهقهما كثيرًا بلا أيّ هدف".
وأعلنت: "ممنوعٌ منعًا باتًّا إهانة الطرف الآخر أو إهانة أهله لأنه بذلك تتتفاقم المشكلة بشكل أكبر، فممنوع استخدام عبارة مثل "أنت من دون أخلاق وغير مسؤول"، ويجب ملاحظة أن من يستخدم السباب والإهانات عادة يكون من النوع الذي لا يمتلك الحجج والذرائع، أو أن مستواه التعليمي والثقافي منخفض".
وأوضحت: "وإذا كان أحد الطرفين يريد أن يبدأ في حل المشكلة موضوع الخلاف، فعليه أن يعطي الفرصة لشريك حياته بأن يتحدث، وأن يستخدم حججه ومبرراته، وأن يدافع عن نفسه، أما ممارسة الصراخ والقذف بالأشياء فلن يؤديا إلى نتيجة<.
وأشارت إلى أنه "يجب ترك الطرف الآخر يتحدث من دون مقاطعته، ثم الرد على مبرراته بهدوء، لأن ما يضمن الفوز في الخلافات الزوجية هو تقديم الحجج والذرائع وليس رفع الصوت والقذف بالأشياء".
وأكَّدت "من الأفضل عدم معايرة أيّ منهما للآخر بمشاكل قديمة أو أخطاء قديمة قد ارتكبها قديمًا وانتهت، لأنه بذلك سيتم إحياء مشكلة قديمة كانا قد انتهيا منها مسبًقا".
وأعلنت أنه "يُنصح أثناء المشاجرة أو المشادّات أن تضع الزوجة يدها على المعدة، الأمر الذي يمكن أن يثيره أكثر ومن المفضل أن تقف في نهاية النقاش، والأيدي بجانب جسمها، أما راحة الكف فيجب أن تكون في اتجاه الزوج، لأنها بذلك تعطيه انطباعا بأنها تقبله وانه حان الوقت لنقاش عملي".
وتؤكِّد الصادق أنه "يجب تجنب المشاجرة والخلاف أمام آخرين حتى لو كانوا من الأصدقاء المقربين أو الأهل، كما يجب تجنب المشجارة في الأماكن العامة، فهناك منزل هو المكان المناسب حتى لا يسمع آخرون بمشاكلكم".
وتنصح الدكتورة عطيات النساء والزوجات بأشياء عدة قائلة: "على الزوجة أن تتجنب بعض الكلمات أثناء الخلافات الزوجية مثل "تصرف كالرجل" فإذا كان الهدف من هذه العبارة أن يتصرف الزوج كما تريد المرأة، فإنها بذلك تحصل على نتيجة مغايرة، لأن في إمكانه أن يظهر رجولته، لكن ليس بهذه الطريقة التي تريدينها".
وأوضحت "هناك عبارة أخرى أيضًا "إذا كان الأمر لا يعجبك يمكنك أن ترحل" فإذا كان الهدف من هذه العبارة التهديد والتخويف، فيجب على المرأة أن لا تتعجب بعد ذلك عندما يهجر المنزل فعلاً، فالزواج ليس حلبة مصارعة، وهذه العبارة يمكن أن تنهي الخلاف بالضربة القاضية".
وأكَّدت "هناك أيضا عبارة " ساعدني على الأقل مرة واحدة" قول هذه العبارة لا يؤمِّن المساعدة المطلوبة، إنما يعتبرها الرجل استفزازًا ولن يقوم بعدها بالمساعدة، حتى لو هبطت الأرض تحت أقدام زوجته".
وأشارت إلى أن "من العبارات أيضًا "امنحني صمتك ولا تهتم بي" قد يبدو بعد أن تقولي هذه العبارة أنك توشكين على الفوز غير أن الأمر ليس كذلك، إنما هو مؤشر على أنك لا تعرفين كيف ستتصرفين".
واختتمت "هناك أيضًا عبارة "لا أستطيع سماع هذه التفاهات" قول هذه العبارة سلاح من النوع الثقيل، لكنه ثنائي الاستخدام، فيمكن للرجل في أقرب فرصة أن يستخدمه في الاتجاه المعاكس ضدّكِ".
أرسل تعليقك