عمان - إيمان أبو قاعود
كشف رئيس الجمعيّة الأردنيّة لمكافحة انتشار المخدّرات في الأردن الدّكتور موسى داود أنّ دراسة حديثة أثبتت أنّ 83 % من المتعاطين للمخدّرات للمرّة الأولى كانت بسبب رفيق السوء، و80% من متعاطيّي الحشيش لا يعرفون أضراره وأخطاره, في حين أن 76% من مجموعة طلاب وطالبات أقروا بأن أسلوب المحاضرة والتلقين المباشر للتوعية من أضرار المخدّرات لا يجدي، واعتبروه مضيعة للوقت، وأشار داود إلى أن حبوب الكبتاجون هي الأكثر انتشاراً في الأردن يليها الحشيش وأخيراً الهيروين.
وردّاً على سؤال عن كيفية مساهمة الجمعية في الحد من انتشار المخدرات في الأردن، أوضح الدكتور داود أن الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات أخذت على عاتقها مكافحة آفة المخدرات منذ نشأتها قبل ثلاثة أعوام، بالسبل الممكنة كلها في المجتمع الأردني, واستطاعت في وقت قياسي, ضمن منظومة فعاليات تقليدية وغير تقليدية كالرحلات والمسيرات, في الحد من انتشار تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية, في العديد من المدن الأردنية, عن طريق التواصل المباشر, و تقديم الخدمات الاستشارية والإرشادية, إلى أكثر من 22 ألف أسرة في مدن المملكة, كما ساهمت في توظيف طاقات الشباب إلى طاقة إيجابية ليخدموا أنفسهم ومن حولهم.,كما حوّلت أكثر من 249 حالة تعاط إلى مراكز علاج الإدمان المختلفة.
وعن أكثر الفئات العمرية التي تتعامل معها الجمعية قال الدكتور داود إن الجمعية تتعامل مع شرائح المجتمع كافة، وشملت مشاريع وفعاليات الجمعية الطلاب من عمر 13 عاماً إلى 20 عاماً, للعمل على تنشئة سليمة محصنة ضد أي مغريات لتجربة التعاطي، كما نشطت الجمعية مع الأهالي "الأباء والأمهات" في نشاطات توعوية وإرشادية.
وبسؤاله عما إذا كانت هناك حالات شفاء تام من المدمنين على المخدرات، أجاب أنه بالطبع هناك شفاء تام من الإدمان، والعديد من المتعافين يشاركون الجمعية في معظم نشاطاتها, ضمن منظومة العلاج النفسي بعد العلاج الفسيولوجي ويتم إخراطهم في الخدمة المجتمعية, وقد أثبتوا هؤلاء المتعافين قدرتهم العالية في مكافحة المخدرات ونشر الوعي بين المتعاطين من أقرانهم. كما يتم إشراكهم في برامج الرحلات لاحتضانهم وتوظيف طاقاتهم بشكل إيجابي.
وعندما طلبنا منه أن يحدثنا عن فكرة الجمعية في انضمام مدمني مخدرات "المتعافين" إليها، أوضح أن الجمعية تفتح أبواب الانتساب إليها, وترحب بالمدنيّين "المتعافين" وأصحاب قيود التعاطي, وهي فكرة لمد جسور التواصل مع هذه الفئة التي تعرّضت للإقصاء والتهميش, مما أسهم في جعلهم مكررين للتعاطي.
نحن في الجمعية نرحب بهم ، نتواصل معهم، ونجعلهم أصحاب فكر, مما يجعلهم يشعرون بالأهمية وتكريس فكرة أهمية وجودهم في الحياة العامة.
وقال لدى سؤاله عن أكثر أنواع تعاطي المخدرات في الأردن، إن أغلب المدمنين يتعاطون (الحشيش، حبوب الكبتاجون، الهيروين).
ولدى سؤاله عن سبب اختيار العمل ضمن أنشطة لا منهجية في مكافحة المخدرات "كالرحلات" وغيرها، أرجع ذلك إلى أنها أثبتت قدرتها على الوصول إلى الشرائح كافة واستهدفت جمهورا جديدا لا تستهدفه المؤتمرات والمحاضرات.
وردّاً على سؤال عما إذا كان لديه أرقام عن نسبة التعاطي في الأردن، أكد الدكتور داود أنه لا يوجد أيّ إحصائيات دقيقة في مجال تعاطي المخدرات، إلا أن هناك مؤشرات واضحة وجلية في تنامي هذه الظاهرة، وهناك دراسة مهمة أثبتت أن 83% من المتعاطين للمرة الأولى كان بسبب رفيق السوء, و80% من متعاطيّي الحشيش لا يعرفون أضراره وأخطاره, و76% من الطلاب والطالبات أقروا بأن أسلوب المحاضرة والتلقين المباشر لا يجدي ,واعتبروه مضيعة للوقت.
وأكد لدى سؤاله عن الدور التوعوي في الجمعية، أن التوعية بشتى سبلها أحد أهم أعمدة مكافحة المخدرات وآليات خفض الطلب عليها, ويشكل نشاط الجمعية التوعوي ضمن محور الوقاية ما نسبته 45% من مجمل مشاريع وأنشطة الجمعية.
ولدى سؤاله عن أهداف الفيلم التوعوي لمكافحة المخدرات الذي يستعدون لإنتاجه ومن هي الفئة المستهدفة فيه، أكد أن هذا الفيلم "جسر الأوهام" يأتي ضمن مشروع متكامل لاستثمار الدراما في مكافحة المخدرات, بسبب تعاظم دور الإعلام في مكافحة المخدرات, وأهمية إنتاج مواد درامية خالية من المغالطات التي من شأنها إثارة الفضول وحب التجربة، ويستهدف الفيلم أفراد الأسرة كافة حيث أردناه فيلماً عائلياً بامتياز يشارك فيه فنانون أردنيون متميزون.
وعما إذا كان هناك انتشار لنوع معيّن من المواد المخدّرة في الأردن، ومن هي أكثر الفئات التي تتعاطاها، أوضح أنه ينتشر في الأردن بالدرجة الأولى تعاطي الحبوب مثل الكبتاجون، يليها الحشيش بأشكاله كافة، ويأتي الهيروين بعدهما.
وعن محاور المؤتمر الذي يجري الاستعداد له لعقده في حزيران /يونيو قال الدكتور داود إن الجمعية تعقد مؤتمرها السنوي في السادس والعشرين من شهر حزيران/يونيو المقبل, ضمن مشاركة الأردن في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.,وسيشمل المؤتمر محاور عدة منها دور مؤسسات الدولة في مكافحة المخدرات, و دور التشريعات القانونية وتوصيات لتعديلات قوانين لتكون أكثر ردعاً للمروجين والموزعين والتجار, ودور منظمات المجتمع المدني في مكافحة المخدرات, ودور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني في مكافحة المخدرات, ودور الإستراتيجيات في توظيف طاقات الشباب بشكل إيجابي ,ودور المؤسسات التعليمية في مكافحة المخدرات.
أرسل تعليقك