نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف
انتقدت حركة "تحرير أزواد" التصفية العرقية التي تستهدفهم في شمال مالي، في ضء الحرب الدائرة بين الجماعات المسلحة والقوات الفرنسية والأفريقية، مؤكدة في بيان لها، الجمعة، نيتها رفع دعوى قضائية إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، لغرض الدفاع عن مصالح أعضائها، مضفية أنها قررت الاستعانة بمحامين في أمستردام وباريس لهذا الغرض.
وأكدت حركة "التحرير" أن محاموها، الذين استعانت بهم، قد تقدموا بطلب إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الأسبوع الماضي، بغية التحقيق في حادثة مقتل 31 عضوًا في المجلس الانتقالي لدولة أزواد، التابع للحركة "التحرير"، فيما دعا المحامون إلى التحقيق في ما اسموه "جرائم التصفية العرقية"، التي يتهمون الجيش المالي بالتورط فيها ، أثناء الأحداث الأخيرة في شمال مالي، مؤكدين أنها استهدفت الطوارق والعرب،بالإضافة إلى شريحة السونغاي، في كل من مدينة تمبكتو، ودوينتزا، وغاو، وسيفاري، وبوني، وكونا.
وكشفت مصادر مطلعة أن القوات الفرنسية تحاول، بمساعدة الوحدات العسكرية المالية والأفريقية المتحالفة معها، عدم التعرض لأمير جماعة أنصار الدين إياد أغ غالي، من أجل تحييد قبيلته الطارقية، التي قد تثور في حالة تصفيته، بعد وجود اسمه على لائحة المطلوبين دوليًا، وقالت مصادر محلية من شمال مالي "إن القوات الفرنسية، والقوات التشادية والمالية المتحالفة معها، تحاول قدر المستطاع عدم الاشتباك بصفة مباشرة مع قوة الحماية الشخصية، التي تتحصن مع زعيم جماعة أنصار الدين إياد أغ غالي في المنطقة، وذلك خوفًا من انتقام قبيلته طوارق إيفوغاس،التي سميت عليها الكتلة الجبلية أدغاغ إيفوغاس".
وتجري المعارك، منذ بداية العملية العسكرية الفرنسية في شمال مالي، لطرد الفصائل المسلحة، وتركز العمليات العسكرية على 10 من مسؤولي وقادة "القاعدة" والفصائل السلفية المسلحة كما تلاحق القوات المتحالفة بقوة كبيرة المدعو"ذو اللحية الحمراء"، أحد أخطر القادة العسكريين المحليين المتحالفين مع أنصار الدين، وهو أغوما عبد الله، أبرز معاوني إياد غالي، كما تلاحق قائدي حركة "التوحيد والجهاد" في غرب أفريقيا، الموريتانيين حماده ولد محمد الخيري، وأحمد التلمسي، اللذان انشقا عن "القاعدة" نهاية 2010، والأهم في قائمة المطلوبين للفرنسيين كان عبد الحميد أبو زيد، مسؤول الاختطافات ومختار بلمختار، وجمال عكاشة الشهير بـ"أبو الهمام"، وعضو مجلس أعيان القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد الرحمن التندغي الموريتاني، وأبو محمد التونسي وتومي ناصر الجزائري.
هذا، ويرى خبراء عسكريون مختصون في الشأن الأمني في شمال مالي "إن مفتاح انتصار الحملة العسكرية على القاعدة يكمن في تدمير النواة الصلبة للقاعدة، وذلك من خلال قتل أو أسر قادتها وزعمائها الرئيسيين".
أرسل تعليقك