اتهمت منظمة "العفو" الدولية، عددًا من الدول الغربية؛ بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بتزويد التحالف الذي تقوده السعودية وحلفاؤها في اليمن، أسلحة، ما سهل على التحالف ارتكاب "جرائم حرب" محتملة.
و اتهمت الأطراف كافة في حرب اليمن، بإهمال سلامة المدنيين، ذكرت المنظمة أنّ التحالف الذي تقوده السعودية منذ العام 2015، يقف خلف ما وصفته بـ"أحدث سلسلة طويلة من جرائم الحرب المحتملة" التي وثقتها المنظمة الحقوقية، ومقرها لندن.
وقالت لين معلوف مديرة البحوث في منظمة "العفو" الدولية، "هناك أدلة كثيرة على أنّ تدفق الأسلحة غير المسؤولة إلى الائتلاف الذي تقوده السعودية، أسفر عن أضرار بالغة بالمدنيين اليمنيين".
وأضافت "لكن هذا لم يردع الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، ودولًا أخرى، بينها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا من مواصلة عمليات نقل ما قيمته مليارات الدولارات من هذه الأسلحة، بالإضافة إلى تدمير حياة المدنيين، ما يجعل من معاهدة تجارة الأسلحة موضع سخرية".
ووقّعت الولايات المتحدة، وبريطانيا، هذه المعاهدة التي تنظم التجارة الدولية للأسلحة، وبدأ العمل على تنفيذها في 2014، وتشتمل على قوانين تحكم سوق الأسلحة الدولية.
وتنصّ المعاهدة على "الإسهام في السلم والأمن والاستقرار الدولي والإقليمي"، وأيضًا "الحد من المعاناة الإنسانية".
وأطلق تحالف يضم تسع دول عربية بقيادة السعودية، عملية "عاصفة الحزم" للتصدي لتقدّم الحوثيين في اليمن في 2015.
وأسفر النزاع في اليمن، منذ 2015، عن مقتل نحو 9300 شخص، وإصابة أكثر من 53 ألفًا بجروح؛ بينهم أعداد كبيرة من المدنيين، وأدى إلى جر البلد برمته إلى حافة المجاعة التي تطال الملايين من أبنائه. وتقول الأمم المتحدة، إنّ هذه "أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم".
وقالت منظمة "العفو"، إنّها حلّلت أدلة فيديو، تؤكد أنّه تم شن هجومين اثنين على الأقل على أهداف مدنية في أغسطس/آب 2017، ويناير/كانون الثاني 2018، باستخدام قنابل صنّعتها شركتا "لوكهيد مارتن" و "رايثيون" في الولايات المتحدة.
ووثّقت المنظمة 36 هجومًا للتحالف، أدت إلى مقتل 513 مدنياً، قائلة إنّ "العديد منها قد تعتبر جرائم حرب".
و سقطت قنبلة، في 27 يناير/كانون الثاني 2018، على منزل عائلة يمنية في محافظة تعز الجنوبية، يبعد ثلاث كيلومترات عن أقرب موقع عسكري. وقُتل أو أُصيب كل أفراد العائلة المؤلفة من ستة أشخاص.
واستخدم التحالف في هذا الهجوم، قنبلة جوية موجهة بالليزر من طراز "جي بي يو 12"، وزنها 500 رطل، تصنعها شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، بحسب المنظمة.
و أدى هجوم في أغسطس/آب الماضي، على حي سكني في صنعاء، العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون، إلى مقتل 16 مدنيًا غالبيتهم أطفال.
وكانت الأمم المتحدة أدرجت، العام الماضي، التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، على "لائحة سوداء" سنوية للدول والكيانات التي ترتكب جرائم بحق أطفال.
أرسل تعليقك