الأطفال المدمنون على المخدرات في أفغانستان ضحايا زراعة الأفيون
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

الأطفال المدمنون على المخدرات في أفغانستان ضحايا زراعة الأفيون

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الأطفال المدمنون على المخدرات في أفغانستان ضحايا زراعة الأفيون

جلال آباد ـ أ.ف.ب

  يسعى مركز وادان لمكافحة المخدرات إلى مساعدة الاطفال الافغان على التخلص من الادمان المتنامي في البلاد، وهو يعمل مع اطفال مدمنين تتراوح اعمارهم بين ثلاث سنوات و12 عاما. ويقوم الاطفال في المركز بنشاطات مختلفة تهدف إلى إعادة البريق الى حياتهم، من الالعاب الرياضية الى العاب الفيديو. فيشاركون فيها بحماسة وحيوية تختلف تماما عن حالهم في الايام الاولى من وصولهم الى هذا المركز الواقع في مدينة جلال آباد شرق افغانستان. وتقول معصومة خاتمة احدى العاملات في المركز "عندما التقيت هؤلاء الاطفال للمرة الاولى، رأيتهم مكتئبين وتعساء، لا يلعبون ولا يهتمون بنظافتهم". وتضيف زميلة لها "عندما يأتون الى هنا يكونون كالأشباح". لكن 45 يوما في مركز وادان، الذي يضم 25 طفلا و35 امرأة معظمهن من والدات الاطفال المدمنين، كافية لاعادة الامور الى نصابها. مروة هي من بين هؤلاء الاطفال وهي في العاشرة من عمرها، وقد تلقت علاجها من الادمان في مركز وادان. وتقول "انا اتناول الاقراص المنومة منذ طفولتي...كنت دائما متعبة واعاني من صداع في الرأس، وكان رفاقي يسخرون مني لانني اشعر دوما بالنعاس". وتضيف هذه الفتاة التي تحلم بأن تكون مهندسة "الان اصبحت افضل، بالرغم من أنني لم استعد عافيتي تماما". وتخبر بريكنا ذات الاعوام السبع انها تناولت اقراصا منومة على مدى سبع سنوات، واحيانا أخذت موادا منومة ممزوجة بالحليب، او استشفت ماء مغليا بالافيون، وهو شائع جدا في ولاية نانغرهار وعاصمتها جلال آباد، بحسب مدير المركز فضل الواحد طاهري. وتروي هذه الطفلة لمراسل فراس برس "كانت امي مريضة جدا، فكانت تعطيني الاقراص المنومة" لترتاح. ويعرب فضل الواحد طاهري عن اسفه لانتشار ظاهرة اعطاء المخدرات للاطفال لابسط الاسباب، ويقول "هنا في المناطق الريفية يعطون المخدرات للاطفال اذا اصيبوا بآلام في المعدة او بالزكام، مثل الافيون المتوافر بكثرة لدرجة أن السكان لا يتعبرونه مخدرا يؤدي إلى الادمان". ففي افغانستان التي تصدر 90% من الافيون للعالم، يبدو ان اولياء الامور هم المسؤولون مباشرة عن ادمان الاطفال على المخدرات. فأطفال كثيرون يصبحون مدمنين على الافيون بسبب تدخين آبائهم لهذا المخدر على مقربة منهم، وفق ما يشرح زربادشاه جبرخيل الطبيب العامل في مكتب الامم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات. فبسباري (28 عاما) أم لخمسة اطفال، ثلاثة منهم اصبحوا مدمنين. اما الآخران، رضيع يبلغ من العمر عشرة اشهر وطفل لم يتجاوز العامين، فهما مدخنان سلبيان. وتقول هذه الشابة "اعرف ان هذا الامر سيء، وقد قال الطباء لي انه يتعين علي ان اكف عن ذلك، وسأمتثل لتوصياتهم". وتصف هذه الشابة التي تعمل مع زوجها في زراعة الافيون، بشيء من الفكاهة اثر المخدرات على اطفالها "احيانا يرقصون، واحيانا ينامون ثلاثة ايام متواصلة". وتضيف "لقد فعل اهلي الشيء نفسه معي عندما كنت صغيرة. على كل حال، عندما تفتقر إلى المال، لا يوجد امامك خيارات كثيرة". لكن الامهات في بعض الولايات يعطون المخدرات عمدا لاطفالهن حتى يبقوا هادئين، ليتسنى لهن متابعة اعمالهمن في جني الافيون او حياكة السجاد. ويقول الطبيب "العائلات الفقيرة لديها الكثير من الاولاد، ولا يمكن الاعتناء بالاطفال من دون الحصول على المال، لكنهم لا يعلمون ان اعطاء المخدرات للاطفال يعني قتلهم". ويعاني من الادمان 1,6 مليون افغاني من اصل عدد السكان الاجمالي البالغ 30 مليون نسمة، من بينهم 300 الف طفل مدمن، بحسب دراسة اميركية. وقد تضاغف عدد المدمنين على الهيرويين في أفغانستان بين العامين 2005 و2009 ليصل الى 150 الفا. اما عدد المدمنين على الافيون فيصل الى 230 الفا، بحسب معطيات الامم المتحدة.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطفال المدمنون على المخدرات في أفغانستان ضحايا زراعة الأفيون الأطفال المدمنون على المخدرات في أفغانستان ضحايا زراعة الأفيون



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab