تعد رياضة الفروسية من الرياضات الأصيلة التي تمسك بها الإنسان العماني منذ القدم ، وأقيمت لها ميادين السباقات في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة وبرزت في الفترة الأخيرة استعادة هذه الرياضة في ولاية بهلا واهتمام الشباب العماني بهذا الإرث وتمسكهم بهذه الرياضة والسعي جاهدين لتعليمها للأجيال، فأنشأت المرابط ومدارس تعليم الفروسية . وفي ولاية بهلا قام الشاب العماني الطموح الفارس نصر بن ناصر المفرجي بإنشاء مربط بهلا للخيول العربية الأصيلة وعمل على استقطاب أبناء الولاية ومن مختلف الأعمار لتعليمهم هذه الرياضة العريقة وأنشأ مربطه الجديد بمنطقة الفتح بالولاية؛ ليكون مقصدا لزوار الولاية ومكانا للاستجمام وتدريب الناشئة ركوب الخيل ولاستعادة أمجاد الولاية التليدة في هذه الرياضة .
"عمان" حاورت الفارس نصر بن ناصر المفرجي والذي قال في بداية حديثه: تولد لدي حب الخيل منذ الصغر وكان طموحي آنذاك أن أمتلك خيلا خاصة بي وشغفي لها جعلني أعشق قربها إلى أن تيسر الحال -والحمد لله - وامتلكت خيلا خاصة بي وبدأت أتعلم وأتدرب عليها مع أن البداية كانت صعبة وفيها تحديات، ولكن مع العزيمة والإصرار استطعت التغلب عليها بعدها ترسخت في ذهني فكرة تشجيع زملائي باقتناء الخيل مثلما بدأت رغبتهم الظاهرة وحبهم للمضي قدما باقتناء الخيل وتعلم هذه الرياضة العريقة .
مربط خاص للخيل
وأوضح ناصر المفرجي أنه في عام 2012 انشأ مربطا خاصا للخيل في منطقة الغبرة بمزرعة الريان حاليا بولاية بهلا ، وكان حينها يضم المربط ٤ خيول إلى أن توسع وزاد عدد الخيول وانتقل إلى منطقة المسيلة (وقف حارة الخضراء) وتوسع المربط ليضم قرابة 15 إلى 20 خيلا وأطلق عليه اسم (مربط بهلا للخيول العربية الأصيلة) منها ابتدأ تعليم الأطفال والكبار ركوب الخيل وبات معلما يقصده الأهالي والزوار منهم من يجرب ركوب الخيل ومنهم من يأتي ليستمتع برؤية الخيول والتدريبات ، وباتت الأعداد في تزايد ملحوظ إلى أن جاءت فكرة إنشاء (مربط جديد يضم معهد تعليم الفروسية) ويحتضن شريحة واسعة من أهالي الولاية والمحافظة والسلطنة بشكل عام بمستوى يليق بالمشاركين والزوار ومتنفس يساهم من خلاله على تشجيع ركوب الخيل وليكون له دور واسع في مجال السياحة ومقصد ترتاده جميع الأسر والسياح ، وأضاف لقد تم التوسع وفق الخطط التي وضعتها ليكون على مستوى كبير ويخدم شريحة واسعة من الناس في المقر الجديد للمربط في منطقة الفتح بولاية بهلا وهو مكان تجمعت فيه خصائص التوسع وبمساحة طيبة كما يسهل الوصول إليه ، إلى أن جاء انتقالنا إلى المقر الجديد مطلع هذا العام 2021 وتوسعنا في مجال الإيواء لنصل إلى حوالي 30 خيلا والتوسع في أعداد الاستقطاب في مجال تعليم الفروسية للكبار والصغار لمختلف المراحل.
إنتاج سلالات الخيل
وأشار الفارس نصر المفرجي : أن فكرة المربط جاءت بعد التعمق والوصول إلى ميادين السباقات المقامة في السلطنة وفي مجال التوليد وإنتاج أقوى سلالات الخيل العربية الأصيلة ومن خلال اطلاعي على مختلف اسطبلات الخيل في السلطنة وفي أماكن مختلفة ومع هذه الخبرات المتراكمة تولدت لدي فكرة امتلاك مربط خاص يحتوي على جميع المرافق والخدمات والأهم من هذا توفير المكان المناسب للخيل مع الخدمات الأساسية المصاحبة.
وبين المفرجي أن المشروع مر بمراحل عديدة وفترة زمنية طويلة وحتى الوقت الحالي ولا زال المشروع لم ينته وإنما تمكنت من إنهاء الاسطبلات بنسبة 90% والملعب بنسبة 100% ومدارس الفروسية بنسبة 90% و إن شاء الله نكمل المربط في المراحل القادمة ليكون مربطا متكاملا رياضيا وترفيهيا وعائليا ليخدم شريحة واسعة من المجتمع في الولاية على وجه الخصوص وبشكل عام على مستوى المحافظة والسلطنة عامة .
التشجيع على رياضة الفروسية
وقال الفارس نصر المفرجي : أن الهدف من إقامة المربط لم يكن ماديا بحد ذاته وإنما بهدف مساندة أهالي ولاية بهلا من شيبها وشبابها ، وتشجيع أبنائهم على رياضة الفروسية من هنا أحببت أن أغرس وأحيي تراث رياضة الفروسية في شباب وأطفال ولاية بهلا وباقي الولايات وحتى خارج المحافظة لما شهدناه من زيارات خارجية ،ولتنمية قدراتهم ومهاراتهم في الفروسية و لتوسيع ملاك الخيل في الولاية واستقطابهم وتهيئة المكان المناسب وليكون هذا المقر متنفسا للعوائل والزوار.
مكونات المربط
وعن مكونات المربط الجديد قال الفارس نصر المفرجي : يحتوي المربط الجديد على 24 غرفة مغلقة للخيول و8 غرف خارجية خصصت كـمحجر للخيل ولتلقي العلاج وغرفة البيطرة والمحجر وساحتين للتدريب صممتا بمقاسات مدروسة وغرفة خاصة للمتدربين مع دواليب خاصة لحفظ الأمانات لكل متدرب وغرفة مع ملحقاتها للمدربين و مصلى للرجال ومصلى للنساء وسكن سياس الخيول و10 مسابح للخيول وملعب بالعشب الطبيعي وفي نفس الوقت صمم ليكون مسرحا وساحة مزاد للخيل ومجلس للضيوف مع ملحقاته و بوابة مزودة بمكتبين ومحلات ومقهى وآلة مشي للخيل ( walker horse ) واستراحات خاصة للعوائل و مخازن أكل الخيول وبركة سباحة ومنطقة لألعاب الأطفال ومكان خاص للتحذية وتقليم حافر الخيل.
طموحات للتطوير
أكد نصر المفرجي : بأنه يحمل العديد من الطموحات والأفكار من أجل التطوير والتحديث وأهمها توسعة وزيادة ملاك الخيل بالولاية وأن يكون مربط بهلا مربطا متكاملا ومقصدا للعوائل والزوار والسائحين ويعمل على استكمال مراحل المربط ليكون متكاملا ، ويضم العديد من الخدمات التي يحتاجها الزائر مؤكدا أن الخطط المستقبلية لا حدود لها والإنسان مطالب أن يتطور ويواكب العصر ويقدم أفضل ما يملك.
وأشار المفرجي أن هنالك بعض الصعوبات التي تواجهه وفي المقام الأول صعوبات مادية فقط لإنهاء مراحل المربط بالكامل حيث أنها أدت إلى تأخير مدة بنائه ولكن بفضل من الله وبعض من أهالي الولاية تغلبنا على الصعوبات وسنتغلب عليها في المراحل القادمة المتبقية ، وكما ذكرت سابقا توجد مساندة معنوية كبيرة من أهالي ولاية بهلا ومن زملائي ملاك الخيل بالأخص وكلهم مشجعون ومحبون للفروسية و مرتادو المربط متواصلون معنا ومن المساندين للمشاريع المستقبلية .
ممتعة وغير مكلفة
وأكد نصر المفرجي في سياق حديثه أن الاهتمام بالخيل ممتع وغير مكلف كما يظن البعض بأنه لا يملك الخيل إلا من هو ميسور ماديا وهذا غير صحيح ، والخيل تفهم صاحبها وتجعل صاحبها يتعلق بها وكما قيل حب الخيل يسري في الدماء. وفي كلمته للشباب العماني قال المفرجي : رياضة الفروسية هي رياضة غنية مميزة عن جميع الرياضات كونها تشغل جميع العضلات في الجسم وتساهم في تشغيل التفكير والبديهة في الوقت ذاته ،
كذلك لمن يعاني من ضعف شخصية ابنه أو التخوف وعدم الجرأة أو البدانة الجسمانية أو الطاقة الزائدة فعليه ممارسة رياضة الفروسية ؛ لإنها تكسب الطفل الشجاعة والصحة البدنية. وأضاف الخيل مكرمة وعظيمة ويجب أن تعطى حقها وأن الجميع يحب أن يشاهدها ويستمتع بالنظر إليها ، إلى جانب ما لركوب الخيل من فوائد جمة ، ولذا أقول للجميع بأن مربط بهلا يفتح أبوابه للجميع وأهلا وسهلا بهم .
قد يهمك ايضاً
توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية يؤكد إقامة الأولمبياد في موعدها
أسماء الأسد تحث طلاب الأولمبياد العلمي على استثمار التكنولوجيا وخوض المنافسات
أرسل تعليقك