النازحون الشبك يروون معاناتهم مع النزوح القسري ويرفضون التهجير
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

النازحون "الشبك" يروون معاناتهم مع النزوح القسري ويرفضون التهجير

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - النازحون "الشبك" يروون معاناتهم مع النزوح القسري ويرفضون التهجير

"الشبك" العراقي
بغداد ـ نجلاء الطائي

"الشبك" اسم يُطلق على مجموعة سُكانية تقطن في أكثر من 35 قرية منتشرة في مناطق متنوعة في شمال العراق وبالتحديد في محافظة نينوى.

ويعيش الشبك في القسم الشمالي من محافظة نينوى، وتتركز مناطق سُكناهم في قرى تحيط بأقضية تلكيف والحمدانية، ونواحي برطلة وبعشيقة، ولديهم أيضًا تواجد كثيف في عدد من مناطق مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، وبالتحديد في أحياء القدس والكرامة، والعطشانة، وحي النبي يونس.

ويُدين الشبك بالإسلام، وغالبيتهم العظمى من الشيعة، ومع أنهم يتميزون بلغتهم الخاصة "الشبكية"، لكن منهم من ينتسب إلى عشائر عربية، ومنهم من ينتسب إلى عشائر كردية، رجالهم يرتدون الأزياء العربية التقليدية، ولا تكاد تميز قراهم عن نظيراتها العربية، إلا من حيث اللغة.

وبلغ عددهم في تعداد العام 1977 ثمانين ألف نسمة، وتشير التقديرات غير الرسمية، أنهم تجاوزوا الـ"400" ألف حاليًا.

وتوقّفت ذاكرة الشبكيون عند أخر صباح مرّ على سهل نينوى، مع سقوط صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون على منازلهم وقراهم، فتركوها على وقع رشقات الرصاص وذعر غصت به ذاكرتهم لايام عدّة وهم يسمعون ما حلّ بأهالي سنجار ومخمور وتلعفر، بعد أنَّ مارس مسلحو "الدولة الإسلامية" جرائم بحق الأيزديين.

وهُجّر أبناء المكوّن الشبكي من قراهم ومدنهم في سهل نينوى بعد سيطرة ما يسمى بـ"الدولة الاسلامية"على قراهم في 7 آب/أغسطس، وقصدوا الطرق المؤمنة من قِبل البيشمركة تحت وطأة احتدام القتال بين البيشمركة وتنظيم داعش والضغط المتواصل على كردستان بعد استضافة عشرات الآلاف من النازحين من شتى مناطق العراق.

ويؤكد النازح علي الشبكي لـ"العرب اليوم": "لا أرغب في السفر إلى خارج العراق وأعرِّضّ عائلتي للمجهول بعد نشأتي في هذا البلد وعشنا بسلام مع بقية القوميات العربية والكردية والتركمانية".

وأضاف علي الشبكي، أبٌ لثلاثة أطفال: "الطريق بين سهل نينوى وأربيل أغلق من قِبل قوات البيشمركة لدواعي أمنية، في حين تمّ تأمين الطريق المؤدي إلى مخيّمات أربيل، والمخيّمات المتخّمة بالنازحين، لم تكن قادرة على توفير الخدمات للنازحين الجُدد، فيما تلقينا من قوات البيشمركة بشيء من الضغينة والحقد، ما اضطرنا للتوجه صوب كركوك".

وتابع بِحسرة وألم: "كان الطريق الوحيد أمامنا التوجّه صوب كركوك، لكننا فوجئنا بمنعنا من الإقامة في كركوك من قبل قوات البيشمركة التي سحبت مستمسكاتنا ووثائقنا الثبوتية، وطُلب منا مغادرة المدينة بعد ثلاثة أيام".

ويواصل علي الشبكي سرد معاناته: "انتشرت العوائل الشبكية على طول الطريق المؤدي إلى كركوك للتوجّه إلى بغداد، عبر طريق عسكري أمّنته قوات البيشمركة والقوات العراقية يمرّ من محيط جلولاء خلف محافظة ديالى إلى بغداد، وتوجّهت وعائلتي إلى كربلاء والبعض توجّه إلى النجف".

ونزح الشبك لكونهم من المكوّن الشيعي إلى محافظات الجنوب في العراق.

في محافظة النجف، التقى "العرب اليوم" عددٌ من النازحين من سهل نينوى إلى مدن الجنوب؛ حيث تمّ إسكانهم في المدارس ومخيّمات غير صالحة للسكن، إلا أنهم حصلوا على المعونات التي تضمنت الأفرشة والأغطية والمراوح الهوائية من قِبل وزارة الهجرة والمهجّرين، إضافة إلى المساعدات التي تأتيهم من قِبل منظمات إنسانية محلية ودولية.

ويقيم النازحون الشبك في الوقت الحالي في مدارس ومخيّمات على طول الطريق الممتد بين النجف وكربلاء.

ويعتمد الشبك كغيرهم ممن نزحوا في وقت سابق، على المساعدات الإنسانية والمالية التي تصل إلى مليون دينار لكل عائلة التي تقدمها لهم الحكومة العراقية وبعض المنظمات الإنسانية، فضلاً عن المساعدات الغذائية التي يقدّمها لهم الأهالي ومنظمات المجتمع المدني.

وتحدث أبو مرتضى، هو الآخر الذي نزح وعائلته التي تتكون من خمسة أفراد إلى النجف، لـ"العرب اليوم": "خرجت من منزلي الكبير والذي يقع وسط مركز مدينة الموصل بعد أنَّ طالت أيادي الإثم والعدوان ابني الكبير والذي يعمل موظف حكوميًا مع ابن أخي الذي قتل هو الآخر على الهوية فقط لأنهما من الشيعة الشبك".

ثم يتساءل أبو مرتضى: "ماذا اقترف الشبك في مدينة الموصل لكي يقتلوا الواحد تلو الآخر ويُهجر الآلاف منهم يومًا بعد يوم بعد أنَّ سكنوا في مدينة الموصل منذ آلالاف السنين، واليوم يُهجّرون "عنوة" من منزالهم ومدينتهم نتيجة الصراع السياسي الذي كان الشبك ضحية لهذه المشاكل في مدينة الموصل".

وأضاف حسين علي حسين لـ"العرب اليوم": "لا أعرف ما ارتكبت من ذنب لأترك منزلي قسرًا، اضطررت أنا وأفراد أسرتي لترك كل ما نملكه في الموصل والنزوح إلى الجنوب خشية من تهديدات الجماعات المُسلّحة"، مؤكدًا: "أننا تلقينا منشورات من قِبل تنظيم "داعش" تتضمن تهديدات بالقتل مالم نترك مدينة الموصل".

ويشير حسين إلى أنه اضطر لإخفاء هويته الشبكيّة عدّة مرات خشية من استهدافه، لافتًا إلى أنَّ "مستقبلنا غامض كوننا من الشبك".

وأكد المتحدث باسم تحالف نينوى الوطني، نبيل نذير: "عدد العوائل الشبكيّة التي نزحت منذ مطلع الأحداث تجاوز الـ1022 عائلة وعدد المنازل التي تمّ تفجيرها في عموم مدينة الموصل بلغ90 منزلًا".

النازحون الشبك يروون معاناتهم مع النزوح القسري ويرفضون التهجير

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النازحون الشبك يروون معاناتهم مع النزوح القسري ويرفضون التهجير النازحون الشبك يروون معاناتهم مع النزوح القسري ويرفضون التهجير



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab