سورية بين النزيف حتى الموت وموقف الغرب المتفرج
آخر تحديث GMT15:52:54
 عمان اليوم -

سورية بين النزيف حتى الموت وموقف الغرب المتفرج

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - سورية بين النزيف حتى الموت وموقف الغرب المتفرج

لندن ـ سليم كرم

يقول محللون إنه باستثناء وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ فإن الزعامات الغربية على نحو مخزٍ تقف موقف المتفرج غير المبالي بالانتهاكات والمذابح التي يتركبها نظام الأسد حاليًا في سورية. ونشرت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية مقالاً للكاتب نيك كوهين في ما يتعلق بمطالبة الغرب التدخل في سورية لدوافع إنسانية فإن السؤال القاتل الذي يمكن أن يتم طرحه في هذا الشأن هو: إذا كان المجتمع الدولي يحاول أن يوقف المذابح التي تجري في سورية، فلماذا لم يتدخل في كوريا الشمالية أو في الصومال وغيرها من الأماكن التي تشهد اضطرابات ومعاناة مماثلة؟ وفي هذا السياق يقول نيك كوهين "إن السؤال يبدو وكأنه يقول إنه لا يمكن عمل أي شيء من أجل السوريين حتى يتطهر الغرب من خطاياه". ويشير أيضًا إلى إعلان حقوق الإنسان الذي يهدف إلى الحماية من الأعمال البربرية التي تثير الضمير البشري، الذي بات اليوم أكثر تسامحًا وغفرانًا، لا سيما وأنه لم يتحرك بعدُ رغم مقتل 80 ألف في هذه الحرب الأهلية، ورغم تشرد 1.5 مليون سوري في مخيمات يضربها الفقر، وتسقط فيها البنات السوريات فريسات لرجال مسنين مقابل الغذاء، ورغم أقوال الأمم المتحدة التي تحدثت عن قيام جنود بإرغام الأطفال على مشاهدة آبائهم وهم يتعرضون للتعذيب والقتل، وعلى الرغم من أن كل الأطراف ارتكبت جرائم حرب إلا أن المقاومة السورية لم تصل إلى درجة كثافة ومعدل المذابح التي ارتكبتها قوات النظام السوري. ويقول كوهين إن روسيا وإيران و"حزب الله" والسعودية قطر تتدخل في سورية من منظور متزمت وضيق الأفق ومتعصب، أما الضمير الغربي فإنه يحجم عن التدخل باعتباره غير معقول، وذلك باستثناء ويليام هيغ ومعه الحكومة البريطانية الذين يتوفر فيهم قدر من التفهم للتساؤلات وعلامات الاستفهام الأخلاقية والدبلوماسية التي تثيرها الكارثة السورية. ويلفت كوهين الانتباه إلى أن الثورة السورية بدأت في صورة تظاهرات سلمية من أجل الديمقراطية وحياة كريمة، وأنها كان أشبه بثورات أوروبا الشرقية وليس الحرب الأهلية في ليبيا، ولكن ردت القوات السورية بالسحق والاغتصاب وتشويه المتظاهرين. وحذّر كثير من الكتاب السوريين من أنه ما لم يتدخل الناتو فإن الحرب السورية سوف تنتقل إلى العراق وإلى لبنان وإلى إسرائيل، وقد تمتد أيضًا إلى الأردن وجنوب تركيا. ويقول كوهين "إن هؤلاء كانوا على حق في هذا التحذير". أما ويليام هيغ فهو يرى أن العالم خذل سورية، ومنح الأسد الوقت والمساحة كي يمارس وحشيته ضد شعبه، لقد استطاعت كل من روسيا وإيران والأسد استغلال كل الفرص المتاحة بينما فشلت الزعامة الأميركية فشلاً ذريعًا وكارثيًا، واكتفى أوباما الذي بات يحمل سمات الرئيس الأميركي الأسبق نيكسون وبات منتهكًا للحقوق المدنية في بلده بهز أكتافه. ويضيف كوهين أنه ليس من مصلحة الغرب أن يصبح الأسد مدينًا بالفضل لإيران على نحو أكثر من ذي قبل. ويقول "إن تسليح المعارضة سوف يبعث برسالة إلى الأسد بأنه غير قادر على الاستمرار من دون أن يدفع الثمن". وتحدث كوهين عن موقف حزب "العمال" الذي يمثل اليسار البريطاني، وقال إنه لن يصغي لويليام هيغ، وفي حرب البوسنة قال وزير الخارجية البريطاني عن حزب "المحافظين" العام 1993 دوغلاس هيرد أنه لن يسمح بوصول الأسلحة إلى المسلمين في البوسنة خوفًا من زيادة معدل القتل هناك، وقد تعرض لانتقادات لاذعة بسبب ذلك الموقف على يد اليسار الليبرالي، لكن الدور هذه المرة بات معكوسًا، فالمحافظين هم من يريدون تسليح المقاومة. ويقول المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب "العمال" دوغلاس ألكسندر إنه لا حاجة لمساعدة المقاومة السورية لأن سورية الآن تعج بالسلاح. ويرى كوهين أنه يناقض نفسه بذلك القول، لأنه لو كان الوضع كذلك فلماذا تطلب كل من بريطانيا وفرنسا بتسليح المقاومة. ويقول كوهين إن روسيا تحاول بكل السبل تعطيل محادثات السلام وإن الرئيس بوتين يريد أن يمنح الأسد أكبر وقت ممكن. أما لو حدث أن انتصرت المقاومة من دون تدخل الغرب فإن الوضع سيكون أكثر طائفية ووحشية ومعاديًا للغرب عندما تسقط دمشق. ويختم كوهين مقاله بترديد الكلمات التي سمعها من أصدقائه السوريين الذين يقولون "لن ننسى أبدًا نيسان الغرب لنا".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية بين النزيف حتى الموت وموقف الغرب المتفرج سورية بين النزيف حتى الموت وموقف الغرب المتفرج



GMT 20:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 20:08 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 07:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

4 صور أيقونية تخدم دونالد ترامب في كسب ثقة الناخبين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab