صور غير عادية تكشف أنَّ أيتام سوريين شجعان شاهدوا قتل والديهم أمام أعينهم
آخر تحديث GMT15:14:11
 عمان اليوم -

صور غير عادية تكشف أنَّ أيتام سوريين شجعان شاهدوا قتل والديهم أمام أعينهم

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - صور غير عادية تكشف أنَّ أيتام سوريين شجعان شاهدوا قتل والديهم أمام أعينهم

صورة التقطها المصور الأسترالي جاك سيمكين لطفلة سورية نشأت في فترة الحرب
دمشق - نور خوام

يعيش الكثير من الأطفال المصدومين عقب مشاهدتهم مقتل آبائهم وأمهاتهم في مخيم عتمة للاجئين في إدلب على قربة من الحدود التركية، وجرى معظم الأطفال للإختباء بعد أن شاهدوا آبائهم يذبحون أمام أعينهم فيما إحتمى بعضهم من القذائف التي تسقط عليهم من السماء, ونشر المصور الأسترالي جاك سيمكين (36 عامًا) الذي سافر في جميع أنحاء سورية منذ بداية الحرب الأهلية التي إستمرت 5 سنوات مجموعة من الصور المذهلة التي إلتقطها أثناء زيارته إلى دار الأيتام مع جريدة "ديلي ميل" البريطانية، وأضاف سيمكين, "مر الأطفال بتجارب مرعبة من قذائف إلى مجاعة إلى الإعدام، وتحدث بعض الأطفال عن قتل آبائهم أمام أعينهم بواسطة جنود النظام، وأخبرني بعضهم عن القنابل وكيف فقدوا منازلهم وعائلاتهم، وروى البعض عن وجودهم في داخل المنزل أثناء تدميره، وأخبرني بعضهم عن المجاعة حيث لم يكن لديهم طعام وتوقف نموهم".

وإتجه سيمكين في فصل الخريف مع إثنين من العاملين في المنظمات غير الحكومية إلى مخيم اللاجئين في التلال وقاد سيارته من حلب في رحلة إستغرقت 3 إلى 4 ساعات، وأقامت جماعة جبهة النصرة التابعة إلى تنظيم القاعدة نقاط تفتيش على طول الطريق، وتم توقيف السيد سيمكين وسؤاله عن خلفيته، حتى أثيرت أعصابه طوال الطريق إلى حين وصوله إلى المخيم حيث ساعد في الطهي من أجل 400 طفلًا يوميًا، وعلى الرغم من أن المخيم يقع بالقرب من الحدود التركية لكنه موطن لحوالي 80 ألف شخصًا من الفقراء الذين لا يمكنهم دفع ثمن رحلة إلى أوروبا أو لا يستطيعون البقاء في وطنهم، ومن بين أساسيات المخيم الملجأ الوردي حيث يحاول الأطفال نسيان معاناتهم مبتسمين عندما أظهر السيد سيمكين كاميرته، والتقط صور لهم وهم يرتدون ملابس عليها شعارات إنجليزية ويلعبون بين المباني الآيلة للسقوط.

وظهر بعض الأطفال في الصور حفاة مصطفين للحصول على الطعام المقدم من قبل المتطوعين مثل السيد سيمكين في حين أشار أحد الصبية بعلامة السلام بيديه، وبيّن السيد سيمكين, " فقد جميع الأطفال آبائهم، وعندما تتحدث إلى الناس تجدهم يقولو أن الأسد هو من قتلهم فيما تم تشريد البعض بواسطة داعش، بينما يخبرك الأطفال أن منازلهم قٌصفت", وأوضح المصور أن بعض الأطفال لا زالوا يعانوا من إضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بعد أن عاشوا ويلات الحرب، مضيفا, "واجهت بعض المشاكل مع الأطفال ولكني إكتشفت أنها كانت بسبب صدمة شديدة، كان من الصعب العمل معهم مع عدم وجود رعاية نفسية".

ويعيش في المخيم نحو 100 أمًا ممن لا يستطيعون إعالة أبنائهم بعد وفاة أزواجهم ولذلك يعيشون في المخيم ويرعون أطفال آخرين ممن فقدوا والديهم، وأضاف السيد سيمكين, "الناس جعلوا المخيم منزلهم ، إنهم يشعرون بالأمان هنا، وتحدث إلى الأمهات وليس لديهم أموال للهرب إلى ألمانيا، وليس لديهم هذا النوع من الترف، إنهم أفقر من بقي في سورية".

واضطر 4.8 مليون سوريَّا إلى مغادرة البلاد وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة، إلَّا أن الكثيرين منهم دفعوا آلاف الجنيهات للمهربين لتهريبهم إلى أوروبا ولم يعد الأمر خيارا لهم، وفي المجمل نزح نحو 6.6 مليون سوريَّا جراء أعمال العنف، وقُتل وجُرح نحو 11.5% من سكان البلاد منذ اندلاع الحرب في آذار/مارس 2011 وفقًا للمركز السوري لأبحاث السياسات، حيث قُتل 470 ألف شخصًا وجُرح 1.9 مليون شخصًا وانخفض متوسط العمر المتوقع  بمعدل 15 عامًا إلى 55 عاما بين عامي 2010 و2015.

وأفادت مدير الإعلام الإنساني في منظمة إنقاذ الطفولة, كارولين أننيغ والتي عملت مع شباب في شمال سورية أن, "عاش أطفال سورية خلال صراع استمر أكثر من 5 سنوات ودفعوا ثمن الحرب التي شنها البالغون، واضطر نحو 6 مليون شخصا للفرار من منازلهم وانتقل معظمهم إلى مناطق أخرى داخل سورية، وشاهدوا أشياء يفترض آلا يمر بها الأطفال بما في ذلك ضربات جوية وقذائف ووفاة أفراد عائلاتهم وتدمير منازلهم، وواجه الأطفال وعائلاتهم نضال يومي للبقاء على قيد الحياة مع نقص الغذاء المميت والحاجة إلى مياه نظيفة ودواء ووقود من أجل الكهرباء في العديد من المناطق، ويعمل شركائنا في شمال سورية في محاولة لمساعدة الأطفال على التعافي مما مروا به ودعم الأسر وإمدادهم بأساسيات الحياة اليومية من الطعام والرعاية الصحية المجانية".

وذكر مسؤول الاعلام في منظمة مرام التي تسعى لمساعدة اللاجئين وتدير مركز لرعاية الأطفال بالقرب من الحدود, فيليب وينكل, "لقد شاهد هؤلاء الأطفال أشياء لا يصح لأي شخص في أي فئة عمرية أن يراها، حيث شاهد العديد منهم فقد والديهم وذويهم ومنازلهم وبلادهم، ونسمع باستمرار عن دور هذا الصراع في تشريد الأطفال، وفي الآونة الأخيرة أدى الحصار المفروض على حلب إلى تدفق أعداد كبيرة من الأطفال والنازحين داخليا إلى شمال غرب سورية".

وعلى الرغم من ذلك لا يزال هناك شعور بالوطن في المخيم، وأضاف السيد سيمكين " إنهم يشعرون أن سورية هي وطنهم ولا يزالوا فخورين ببلادهم، وتشعر الأمهات بالأمل في العودة إلى المنزل، ويقولو إن الأمر ربما يستغرق سنوات أو عقود لكنهم سيعودون إلى بلادهم".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صور غير عادية تكشف أنَّ أيتام سوريين شجعان شاهدوا قتل والديهم أمام أعينهم صور غير عادية تكشف أنَّ أيتام سوريين شجعان شاهدوا قتل والديهم أمام أعينهم



GMT 20:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 20:08 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 07:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

4 صور أيقونية تخدم دونالد ترامب في كسب ثقة الناخبين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab