الطائرات بلا طيار تصب الزيت على الخليج المشتعل
آخر تحديث GMT10:57:09
 عمان اليوم -

"الطائرات بلا طيار" تصب الزيت على الخليج "المشتعل"

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "الطائرات بلا طيار" تصب الزيت على الخليج "المشتعل"

الطائرات بلا طيار تصب الزيت على المنشأة النفطية
عدن - العرب اليوم

يقول الحوثيون إنهم مسؤولون عن الهجوم الأخير على منشآت النفط السعودية، ولكن الولايات المتحدة تصر على أن إيران هي المسؤولة. أما الإيرانيون، فينفون أي علاقة لهم به.

تبعت الهجوم المثير على أهم المنشآت النفطية السعودية يوم الجمعة الماضي حربا كلامية متوقعة. ولكن مما لا شك فيه أن الهجوم أظهر بشكل جلي الضعف الفاضح للمنشآت النفطية التي تعد حيوية ومركزية بالنسبة للاقتصاد العالمي.
ومن المعروف أن السعوديين ينفذون منذ فترة طويلة - بدعم أمريكي - حملة جوية مكثفة ضد "المتمردين" الحوثيين في اليمن. ولم يكن للسعوديين أن يتمكنوا من القيام بتلااك الحملة دون دعم من "مقاولين" غربيين. ولكن خصومهم أثبتوا اليوم قدرتهم على تنفيذ رد استراتيجي على تلك الحملة السعودية.

اقرا ايضا : 

روحاني يُؤكد أنَّ الأعداء يشنون حربًا لا سابقة لها في تاريخ الثورة الإسلامية

أحيت المسألة كلها النقاش حول ما اذا كانت إيران تزود الحوثيين بالتقنيات والمساندة. ونظرا للجو المتكهرب أصلا في الخليج، أدى الهجوم الأخير إلى تصعيد التوترات المعتملة في المنطقة عموما. بحسب تقرير لبي بي سي

ولكن، وبشكل متواز، كشف الهجوم عن قصور ادارة ترامب الهادفة إلى تسليط "أقصى الضغوط الممكنة" على طهران.

ففي خضم الادعاءات والادعاءات المناقضة، هناك الكثير مما لا نعرفه عن الصراع الدائر. فقد سبق للحوثيين أن استخدموا الطائرات المسيرة لضرب الاهداف السعودية في السابق.

ولكن تلك الهجمات لم تحقق إلا نجاحات محدودة. أما الهجمات الأخيرة، ونظرا لمداها ودقتها وحجمها، فتعد تغيرا نوعيا كبيرا.

فهل كانت طائرات مسيرة هي التي استخدمت فعلا في تنفيذ الهجمات الأخيرة التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية؟ أم هل كانت الهجمات نتيجة ضربات صاروخية؟ وإذا كانت نتيجة ضربات صاروخية، لماذا لم تتصد لها أنظمة الدفاع الجوي السعودية؟ هل شنت هذه الهجمات من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، أم من أماكن اخرى؟ وهل من احتمال أن تكون المجموعات المسلحة الموالية لإيران في العراق ضالعة في الأمر؟ أو حتى إيران نفسها؟

تسرع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بتوجيه أصابع الاتهام إلى إيران، فقد فعل ذلك قبل توفر أي معلومات استخبارية واضحة. وبالتأكيد، لم يوفر المسؤول الأمريكي أي معلومات موثوقة لاقناع الرأي العام.

بعد ساعات من وقوع الهجمات الأخيرة، اشارت مصادر أمريكية إلى أنه كان هناك 17 موقعا سقطت فيها المتفجرات، وأضافت أن الهجمات جاءت من الشمال أو الشمال الغربي - أي من العراق أو إيران، وليس اليمن الذي يقع إلى الجنوب.

ووعد الأمريكيون بالادلاء بالمزيد من المعلومات بمرور الوقت، بينما يقومون بفحص عدد من المسيّرات أو الصواريخ التي لم تصل إلى اهدافها.

لإيران علاقات وطيدة مع الحوثيين، وما من شك في أنها كانت اللاعب الرئيسي في تمكينهم من تطوير قدراتهم بعيدة المدى، إن كان ذلك من خلال الطائرات المسيّرة أو الصواريخ.

ففي عام 2018، أشار تقرير أصدرته لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إلى الشبه الكبير بين طائرة الحوثيين المسيرة "قاصف-1" والطائرة المسيرة الإيرانية "أبابيل-تي". ففي دراسة معمقة وواسعة النطاق، اتهمت هذه اللجنة إيران بانتهاك حظر الأسلحة المفروض على اليمن وبتزويد الحوثيين بطيف واسع من الأسلحة.

وتوصلت منظمة البحوث في اسلحة الصراعات ( Conflict Armament Research) المستقلة إلى نتائج مشابهة في آذار / مارس 2017، في دراسة ركزت على مساعدة إيران للحوثيين في مجال الطائرات المسيّرة.

ولكن المدى الأقصى لطائرتي قاصف-1 وأبابيل-تي لا يتعدى 150 كيلومترا في احسن الأحوال. وتبلغ المسافة بين الحدود اليمنية وحقل الخريص 770 كيلومترا. ولذا، اذا كانت الهجمات الأخيرة قد نفذت بواسطة طائرات مسيرة، لابد ان تكون تكون هذه الطائرات ذات تصميم مختلف جدا وذات مديات أكبر وموثوقية أعلى.

مما لاشك فيه أن لإيران وربما الحوثيين منظومات تسليحية بعيدة المدى، ولكن لا توجد براهين إلى الآن على استخدام هذه القدرات في الحرب اليمنية. ومن الممكن أن يكون الهجوم الأخير قد نفذ باستخدام صاروخ من طراز "كروز"، ربما أطلق من العراق أو إيران، ولكن تأكيد هذه الأسئلة يتطلب الحصول على معلومات استخبارية موثوقة.

ولكن في بعض الأحوال، ليست التفاصيل الدقيقة ذات أهمية، فالضرر الديبلوماسي قد وقع فعلا. الولايات المتحدة والسعودية عدوان لدودان لإيران، ويبدو أن ادارة الرئيس الأمريكي ترامب قد حزمت أمرها إذ أنها تتهم إيران بمهاجمة السفن في الخليج. وكانت إيران قد احتجزت ناقلة نفط بريطانية في الخليج، ولكن يجب أن يقال إن ذلك حصل بعد أن شاركت القوات البريطانية في احتجاز ناقلة نفط ايرانية قرب جبل طارق.

أما فيما يتعلق الأمر بفريق ترامب، فإن الإيرانيين هم المسؤولون عن الحملة الحوثية الاستراتيجية التي تستهدف البنية التحتية النفطية السعودية.

يتمحور السؤال الآن حول ما الذي سيتمكن الأمريكيون والسعوديون أن يفعلوه، وما اذا كان بامكانهم فعل أي شيء أصلا.

الجواب: ليس الكثير.

فالولايات المتحدة منحازة تماما للسعودية، رغم المعارضة المتصاعدة للحرب اليمنية في الكونغرس حيث يرى عدد متزايد من النواب أن الحملة الجوية السعودية على اليمن غير ذات مغزى، وأن أثرها لا يعدو تحويل بلد فقير إلى كارثة انسانية.

ولكن ثمة جانب محيّر للهجمات الأخيرة التي استهدفت البنية التحتية النفطية السعودية.

فرغم الدعم العلني القوي الذي أبدته ادارة ترامب للسعوديين، ورغم تركيزها على تسليط "القدر الأكبر من الضغط" على إيران، ففي الحقيقة ترسل واشنطن رسائل متباينة إلى طهران.

فيبدو أن ترامب راغب في اجراء لقاء مباشر مع نظيره الايراني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان الرئيس الأمريكي قد فصل منذ فترة قريبة مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، الذي كان من كبار الدعاة الى تغيير النظام الحاكم في إيران.

في الحقيقة أن إيران، وحلفائها الحوثيين، يخوضون حربا كلاسيكية للضعيف ضد القوي، "حربا هجينة" كما تصفها كتب العلوم الاستراتيجية. هذه الحرب تستقي الكثير من التكتيكات الروسية - كاستخدام النفي والوكلاء والحروب الالكترونية والاعلامية.

تعرف طهران أن ترامب، بكل ما معروف عنه من غطرسة وتهديد وتقلب، يريد أن يخرج الولايات المتحدة من الصراعات العسكرية وألا يدخلها في صراعات جديدة. وهذا يسمح للإيرانيين بتسليط "ضغوط قوية" خاصة بهم.

أما الخطر الحقيقي فيتمثل في أن أي خطأ في التقدير قد يؤدي إلى حرب شاملة، وهو أمر لا يريده أي من الأطراف.

قد يهمك أيضًا

قائد الحرس الثوري يعترف بدعم الحوثيين ويُهدِّد مصافي النفط في السعودية

"ريلاينس" الهندية تستعد لبيع 20% من أنشطة التكرير لـ"أرامكو" السعودية

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطائرات بلا طيار تصب الزيت على الخليج المشتعل الطائرات بلا طيار تصب الزيت على الخليج المشتعل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 عمان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 عمان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:33 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
 عمان اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 عمان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:47 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 عمان اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 عمان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 04:59 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 04:12 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab