مدينة الموصل أصبحت ركامًا بعد المعارك الطاحنة مع داعش
آخر تحديث GMT15:14:11
 عمان اليوم -

مدينة الموصل أصبحت ركامًا بعد المعارك الطاحنة مع "داعش"

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - مدينة الموصل أصبحت ركامًا بعد المعارك الطاحنة مع "داعش"

سيدتان تحاولان العثور على جثة والدتهما
بغداد ـ نهال قباني

أصبحت مدينة الموصل العراقية أكوامًا من الرماد والحطام، بعد المعارك الطاحنة التي دارت بين تنظيم "داعش" والجيش العراقي في العام الماضي، فقد عاد سكان الموصل القديمة إليها، ليجدوها مُدمرة بالكامل، حتى شعروا أن الأشباح تطاردهم، وذهب رجل وفتاة صغيران في السن يبحثان عن بطاقات هوياتهم المفقودة تحت الأنقاض؛ ليتمكنا من الزواج، حيث أكدا أنهم ليس لديهم أي أوراق إثبات شخصية، كما حاولا بداء وخولة ، وهما شقيقتان أرامل في منتصف الستينات، العثور على جثة أمهما المتوفاة.

"داعش" رفضت دفن الجثة وأمرتهما برميها
وقالت خولة " قُتلت في العاشر من رمضان في يوليو/ تموز الماضي، لم يكن لدينا طعام أو ماء، وكانت والدتي مصابة بمرض السكري، ولم تستطع أخذ الأدوية، كنا قريبين جدًا من الحرية، ولكنها توفيت، وطلبنا من تنظيم "داعش" الحصول على إذن لدفنها، لكنهم قالوا لنا القوا جثتها في أي مكان". ووضع الأختان جسد والدتهما تحت الأرض بجوار منزلها، على ضفاف نهر دجلة، وتركتا حجرًا لتمييز المكان، وهما الآن يدخران الأموال لدفعها لسيارة الأجرة للانتقال من مخيم اللاجئين في جنوب الموصل إلى منزلهما القديم.

ولم ينته الأمر عند ذلك، وتحول الحي كله إلى ركام، وتحدق الأختان في التلة ذات الجدران المرتفعة والطوب، حيث كان منزلهما، وكلما اقتربتا، شمتا رائحة تعفن الجثث، وكذلك كانتا تخشيان العبوات الناسفة غير المتفجرة.وأضافت خولة "في كل مرة نأتي فيها إلى هنا نحاول العثور عليها، ونأمل في تنظيف المنطقة، ولكن لن يحدث ذلك، نريد فقط دفنها في مكان ما، حيث نتمكن من زيارتها، نعطيها بعض الاحترام".

وأبعد شرطي عراقي السيدتين عن المكان، قائلًا" إنه مكان خطر، لا يمكنكما  الوقوف هنا"، وردت الأختان وهما تبكيان "ولكن أمنا"، رد الشرطي " انسوا أمرها".وليس الأختان أول الأشخاص الذين يأتون إلى هذا المكان، ويطلبون الطلبات نفسها، فالبعض يسحب الجثث، ويحدث ذلك منذ قرابة العام، بعد انتهاء معركة تحرير المدينة، وأثناء عملية البحث، يجدون المزيد من الجثث يوميًا.

جثث لا عدد لها تحت الحطام
ولا توجد إحصاءات رسمية لعدد المتوفين في الموصل، فهي مجرد قوائم تقريبية لعائلات الضحايا، مثل الثانون، والذين فقدوا أقاربهم أيضًا.وفي هذا السياق، قال أحد عمال البلدية، وهو عضو في فريق مكون من ستة أشخاص" وجدنا نحو 900 جثة قتلتهم "داعش"، في الأشهر الماضية، وهناك نحو 1000 آخرين".ويقول فرد آخر إن الجثث لمدنيين، وجدوا أيضا 750 شخصًا، ويعتقدون أن العدد نفسه يوجد في كل مكان به حطام".

ويعمل هؤلاء الأفراد مقابل 20 دولارًا في الشهر، ويقولون إن رغم ضآلة الراتب، يتأخر غالبية الوقت.

وكان قرابة المليونين شخص يعيشون في الموصل، ويبلغ عدد سكانها الآن 700 ألف نسمة، ويعتقد أن حوالي 40 ألف منزل وبناية دُمرت بالفعل، معظمهم في الجانب الغربي من المدينة.

المدينة تحتاج لإعادة إعمار بالكامل
ويجب إعادة بناء ثلاثة أرباع طرق المدينة، وكل جسورها، و65% من شبكتها الكهربائية، ومع ذلك، يبدو أن أعمال إعادة الإعمار الوحيدة في الموصل يقوم بها رجال الأعمال الأثرياء العراقيين.وفي هذا السياق، قال عمدة الموصل، زهير محسن الأعرجي " ما يزال لدينا أحياء دون بنية أساسية، ودون ماء وكهرباء، وهناك جثث ميتة تحت الأنقاض"، مضيفًا" المشكلة ليست مع  بغداد، إنها مع الموصل، فبغداد لا تثق بنا بسبب الفساد، حيث منُحت الحكومة المحلية صندوقًا لإعادة إعمار واستقرار الموصل، من الأمم المتحدة وبعض المنظمات غير الحكومية الأجنبية، ومجموع هذه الأموال قرابة الـ60 مليار دينار عراقي، ولكن حتى الآن ضاع الكثير منها، على سبيل المثال، قال مكتب محافظ بغداد إن تكلف إعادة إصلاح مبنى البلدية مليار دينار، وبعد ذلك عرفنا أنه يتكلف 100 مليون فقط".

وأشار ألا نعرف أين ذهبت بقية الأموال، لكنه لم يتم إعادة إعمار المدينة، ضاعت الـ60 مليون، وليس لدينا شيئ، ماذا نفعل؟؟.. هذا هو العراق، إذا كان لدينا كل الأموال المخصصة، لكان بإمكاننا أن نبدأ بداية جيدة ونعيد البناء، وفي الحد الأدنى، لن يكون بحث تحت الأنقاض، ولا ماء ولا كهرباء في كل المناطق".

مع المبالغ الطائلة .. لا إعمار
وقال مسؤولو بغداد إنهم يحتاجون إلى 88 مليار دولار لإعادة بناء واستقرار جميع المناطق المتضررة من "داعش"، بما في ذلك الموصل والرمادي والأنبار.وأعطت الولايات المتحدة، التي تقود تحالفًا ضد "داعش "في العراق، مبلغ مليار دولار، و3 مليار خط ائتماني، وتعهدت المملكة المتحدة بدفع 13 مليار دولار، ولكن المبالغ تبدو صغيرة جدًا مقارنة بـ60 مليار دولار، أنفقتها واشنطن على العراق السنوات العشر التي أعقبت غزو العراق في عام 2003، ولم تسفر عن نتائج ملموسة.

وتتردد العديد من الجهات المانحة في الاستثمار في العراق، الذي يعد من بين أكثر دول العالم فسادًا، وفقًا لمنظمة الشفافية الدولية، والتي حذرت من مخاطر الفساد في العراق، حيث يُفاقم ضعف القدرة على استيعاب تدفق أموال المساعدات، حتى أن المنظمات غير الحكومية الأجنبية في الموصل، بدأت العمل غير المباشر مع الجمعيات المحلية؛ بهدف القضاء على الفاسديين.

السياسيون فسدة يريدون فقط البرلمان
ولم يرغب السيد الأعرجي في نصح الدول الأجنبية التي تقدم الدعم المالي بالعدول عن قرار، ولكنه قال إن العراق بحاجة إلى التنظيم الداخلي أولًا.ومن جانبه، قال بلال وهاب، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في السياسة العراقية، الجميع لديه مصلحة في بقاء الدولة، ولكن أيضا إبقائها ضعيفة، ويفهم السياسيون قواعد اللعبة، ولسوء الحظ يلعبون اللعبة وكأن محصلتها صفر".

ويقول الكثير من العراقيين إنهم لن يشاركوا في الانتخابات، نتيجة الفساد والسرقة في البلاد، وتحاول الأحزاب السياسية الممزقة فعل المستحيل للفوز بالأغلبية المطلقة، أو حتى عدد من المقاعد في البرلمان المقبل.

وتعد قائمة "عبادي نصر" المتصدرة الأولى في 18 محافظة عراقية حتى الآن، ولكن قليلون في الموصل يثقون في المرشحين.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة الموصل أصبحت ركامًا بعد المعارك الطاحنة مع داعش مدينة الموصل أصبحت ركامًا بعد المعارك الطاحنة مع داعش



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab