طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية
آخر تحديث GMT15:14:11
 عمان اليوم -

طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية

ربوة دمشق تحيا من جديد
دمشق – العرب اليوم

أصر سكان المدينة العريقة أن يجدوا لأنفسهم مساحة للفرح ويحافظوا على عادة السيران الدمشقي، رغم آصوات المدافع التي تخترق هدوء دمشق بين حين واخر ورغم أزمةالماء والكهرباء والغلاء الشديد، وبسبب احتراق الريف الدمشقي بنار الحرب أصبحت منطقة الربوة هي الوجهة الوحيدة للباحثين عن الراحة والاسترخاء، ضمن مطاعمها  ومنتزهاتها، التي قاومت وبقيت كما هي.

طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية

ولا يمكن لقاصد ربوة دمشق إلا أن يستوقفه منظر ازدحام السيارات والناس وامتلاء المطاعم والمنتزهات برجال ونساء وأطفال يبحثون عن مساحة أمل، ومما يثير الدهشة أن سكان العاصمة لازالوا يتمسكون بطقس الفرح ويصرون عليه حتى إن من قصد الربوة ورأى احتشاد الناس فيها يكاد أن يجزم أن الحرب لم تمر من هنا.

وفي جولة للعرب اليوم على مطاعم الربوة توقفنا عند مطعم أبو شفيق الشهير الذي ينقسم إلى طوابق علوية وسفلية متداخلة مع الجبال وشلالات المياه ومطلة على المناظر الجميلة واستوقفنا الازدحام الشديد في المطعم الذي أكد أحد العاملين فيه أنه موجود كل أيام الاسبوع والعمل يزداد في الجمعة والأعياد .

ولفت إلى أن المطعم لم يغلق أبوابه طوال أعوام الحرب، وحافظ على رواده، مشيرًا إلى أن العامين الأخيرين شهدتا عودة قوية لطقوس السيران الدمشقي  في كل مطاعم الربوة، ولم يختلف المشهد كثيرًا في مطعم جنة الربوة، حيث أشارت عبير إلى أنها اعتادت أن تقصد المطعم مع أولادها في الجمعة والأعياد مشيرة إلى سعادتها لعودة الحياة إلى دمشق.

وامتلأت مقاعد المطعم التي تتسع لأكثر من ألف زبون، وتشتهر مطاعم الربوة بتقديم المشاوي واللحمة بالعجين والمقبلات والتبولة ورغم ارتفاع أسعارها أضعاف مضاعفة نتيجة غلاء المواد الاساسية إلا أنها تبقى مقبولة بالنسبة إلى شريحة واسعة من الدمشقيين، ومع استمرار المعارك المحتدمة في مناطق عين الخضراء والفيجة والزبداني تبقى  الربوة المتنفس الوحيد لسكان العاصمة السورية سواء بمطاعمها أو منتزهاتها.  

وتعني كلمة الربوة بحسب النصوص الآرامية الأرض أو الدار المسقية والبعض يفسرها بمكان الراحة و الأمان، و كانت ملهمة للشعراء والعلماء والرحالين  بينهم عالم الجغرافيا الملقب بشيخ الربوة الدمشقي الذي ألّف كتاباً للجغرافيا سماه"نخبة الدهر في عجائب البر والبحر"، وفيه وصف الأقاليم السبعة وفصول السنة والأنهار وممالك الشرق وطبقات الأرض .

وقبل أربعمئة عام ضمت الربوة أربعة مساجد تاريخية ومدرسة قديمة وقصرًا على رأس الجبل يدعى التخوت، حيث توجد زاوية خضر العدوي التي بناها الظاهر بيبرس. كما بنى فيها نور الدين الشهيد قصرًا للفقراء ووقف له قرية داريا جنوب دمشق، و في الربوة اشهر مقاهي دمشق الصيفية منها مقهى أبو شفيق الذي كان مقصدًا للكتاب و الشعراء و مقهى العجلوني و الوادي الأخضر و الشلال و القصر و غيرها، وكلها معالم تستقبل أهل الشام في أحضانها علها تنسيهم عتمة الحرب، وتبعث فيهم أمل الحياة و تعيد أمجاد الشام القديمة في هذه البقعة التي يراها البعض جنة الله فوق الأرض.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية



GMT 20:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 20:08 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 07:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

4 صور أيقونية تخدم دونالد ترامب في كسب ثقة الناخبين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab