أسواق السِّلع المسروقة قِبْلَة العائلات الفقيرة في الجزائر
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

أسواق السِّلع المسروقة قِبْلَة العائلات الفقيرة في الجزائر

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - أسواق السِّلع المسروقة قِبْلَة العائلات الفقيرة في الجزائر

الجزائر - سميرة عوام

تحوّلت المدُن الكبرى في الجزائر خلال السّنوات الأخيرة إلى قُطب صناعيّ بامتياز، وإلى مراكز جذب لليد العاملة البسيطة، حيث تعرف إقبالًا واسعًا من طرَف الفئة المهمشّة، لدرجة جعلت هذه المدن تضيق بقاطنيها. وكان من شأن تلك التحوُّلات أن أفرزت ظهورًا قويًّا لكثير من الأنشطة الهامشيَّة ،التي ازداد عدد تجّارها، أبرزها الأسواق الشَّعبيَّة والتي تعتبر القلب النابض لحركة التجّار والباعة المتجوِّلين في الجزائر. وحسب العارفين بتاريخ الأسواق الشَّعبيَّة، فإنّ هذا أغلبها يمتد إلى بداية التِّسعينات، وازداد انتعاشها منذ أن تمّ غلق بعض الأسواق الهامشيّة وتحويلها إلى دكاكين خاصّة ببيع الفَخَّار والنُّحاس . وفي سياقٍ متَّصل فإنّ المتجوّل في أغلب الأسواق الشَّعبيَّة في الجزائر سيلتمس معاناة سكّان هذه المدن، والّذين يقدّرون حسب إحصائيّات وزارة النّشاط الاجتماعيّ بـ600 ألف عائلة تعيش تحت مستوى الفقر، يظهر ذلك جليًّا من خلال هذه الأسواق الشَّعبيَّة والتي هي بمثابة مقياس لمؤشّر المعيشة، فأغلب مرتاديها من الفئة البسيطة، والكلّ بهذه السّوق يتسابقون مع الزّمن ويراهنون على تحقيق هامش ربح قليل. وفي الوقت الذي تجد فيه الباعة يعرضون سراويل وساعات وبراغي، وهدفهم المشترك توفير بعض الدّنانير التي من شأنها سدّ رمق الفقراء في مدن لا تقدِّم نفسها، إلا لمن يمتلك المال، كما توجد كذلك فضاءات مفتوحة على بيع الخردوات المسروقة، هذا ما يكتشفه الزّائر خلال جولته لهذه الأسواق، والّتي تبدأ في أغلبها في التشكُّل بعد الثّالثة زوالا. ومن المفارقات العجيبة أن سكان الولايات الجزائرية يدركون جيدًا أن تلك السِّلع المعروضة في السّوق أغلبها خردوات مسروقة، إلا أن ذلك لا يمنع الزّبون من اقتناء بعض الأشياء مثل الأرائك والطّاولات والثلّاجات، وكلها سلع مناسبة لأصحاب الدّخل الضّعيف والمحدود. هذه هي أسواق الجزائر والتي تروّج سلعها للفقير قبل الغنيّ؛ لأن هذا الأخير يجد البازرات كملاذ لإشباع حاجيّاته لكن الأسواق الشَّعبيَّة هي الوجهة الخطيرة التي تدخل أصحابها إلى أروقة العدالة؛ لأن الخردوات والذَّهب المضروب الذي يجد طريقه إلى بيوت الفقراء والمعوزين هو في الحقيقة مسروق من جهات مجهولة المصدر، وتمّ استلابها بواسطة السِّلاح الأبيض.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسواق السِّلع المسروقة قِبْلَة العائلات الفقيرة في الجزائر أسواق السِّلع المسروقة قِبْلَة العائلات الفقيرة في الجزائر



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab