البراميل المتفجرة في سوريّة تاريخها وأنواعها
آخر تحديث GMT15:52:54
 عمان اليوم -

"البراميل المتفجرة" في سوريّة تاريخها وأنواعها

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "البراميل المتفجرة" في سوريّة تاريخها وأنواعها

دمشق - جورج الشامي

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن البراميل المتفجرة، التي خلفت خلال الأعوام الثلاثة من الأحداث السورية آلاف القتلى، إضافة إلى دمار هائل في كل مكان أصابته، وتحمل الأحياء السورية الكثير من القصص عن آثار تلك البراميل، على أجساد البشر وأرواحهم وجدران منازلهم. ولكن ماذا عن هذا السلاح وخلفيته وأسباب استخدامه، تنقل الهيئة العامة للثورة السورية عن أحد المحللين العسكريين، الذي يؤكد أن تلك القنابل التي تسمى بـ"البراميل المتفجرة"، ليست كما يعتقد البعض بأنها مجرد خزانات تسخين مياه دائرية الشكل، تملأ بالمتفجرات والشظايا من مختلف الأنواع، وتلقى من المروحيات، بل هي عبارة عن سلاح درس وصمم ليناسب العقلية العسكرية لأضخم جيوش العالم، خلال مرحلة الحرب الباردة، وهو الجيش السوفيتي، ولا تزال تلك القنابل جزءًا من الترسانة العسكرية للجيش الروسي. وأوضح أن "تسمية البراميل الجديدة جاءت فقط من شكل خزانات تسخين المياه تلك، وهي إحدى مفرزات العقل الإجرامي، حيث عمد النظام إلى استخدام وإلقاء كل شيء يمكن إلقاءه من الطائرات، فصنع خبراؤه قنابل ترمى حصرًا من داخل المروحيات، لأن الخصائص الآيروديناميكية للبرميل لا تسمح له أن يعلق أسفل طائرة نفاثة، تسير بسرعة فوق صوتية". وأشار إلى أن "هذه البراميل تأتي بحجم اسطوانة الأوكسجين، ترمى من الطائرة بعد إشعال فتيل مربوط بها، وهناك كم من الفيديوهات توضح العملية، وهذه القنابل لا تندرج تحت أي بند أو نطاق سوى الأسلحة المرتجلة، والتي يبدو أن النظام لجأ إليها خلال فترة شح في الذخائر". وبيّن أن النوع الأصلي لتلك القنابل، والتي أسماها السوريون بطريق الخطأ براميل، فهي تعرف باسم سلسلة قنابل "fab"، سوفيتية التصميم والصناعة، ومرت تلك القنابل بمرحلتين أساسيتين من التطور في عام 46 وعام 54، لتصلنا بشكلها الراهن الفتاك، موضحًا أنها "عبارة عن قنابل طائرات غير موجهة، تستخدم الزعانف وحلقة دائرية للتوازن أثناء سقوطها الحر، وهي تستخدم تقنيات وعقيدة عسكرية موروثة عن الحرب العالمية الثانية، ترمى من الطائرات المروحية والثابتة الجناح، وتستطيع معظم الطائرات السوفيتية الصنع حملها ورميها، ويختلف العدد لكل طائرة فالميغ 21 تحمل أربعة فقط، أما سوخوي 22 تحمل بعض نسخها 18 قنبلة منها، وتحمل الميغ 23 ستة منها، وقد صممت النسخ الأساسية لتلك القنابل لتكون قابلة للرمي من ارتفاعات تبدأ من 500 متر وتصل لأكثر من 10 كيلو مترات". ووصف القنابل بأنها من القنابل ذات الاستخدام العام، فهي عبارة عن غلاف معدني سميك، قد تصل سماكته في بعض الأنواع إلى مئة ملي متر، وداخله كمية كبيرة من المتفجرات، غالبًا ما تكون "tnt"، أو أنواع أكثر فاعلية في النسخ الأحدث، وآلية التفجير والتي تتكون من صاعق واحد (صمام طرقي)، ينفجر عند الاصطدام بالأرض أو أكثر، حسب النوع، وقد يكون الصاعق في مقدمة القنبلة أو في مؤخرتها عند قاعدة الزعانف، والذي يعزى إليه فشل الكثير من القنابل بالانفجار عند اصطدامها بالأرض. وأضاف لهذه القنابل اسم واضح يدل على مواصفات القنبلة يتكون من اسم السلسلة "fab"، مرفق برقم يدل على وزن القنبلة، ثم 46 أو 54 (سنة النموذج)، فمثلا القنابل الأكثر استخدامًا في سورية من طرف النظام هي قنابل "fab500"، و"fab250"، ومن الواضح أن وزنها هو على التوالي 250 و500 كيلو غرامًا، ويكون نصف وزنها من المتفجرات، وتوجد أحجام متعددة حسب الحاجة، ابتداء من "fab100" مرورًا بـ"fab1000"، وصولاً إلى "fab9000"، وهناك قنابل وزنها تسعة أطنان، وقد استخدمت سابقًا خلال الحرب العراقية الإيرانية، من العراقيين ضد المنشآت الإيرانية الثابتة، كما استخدمت الأنواع الأخرى خلال مختلف الصراعات والحروب التي استخدم فيها سلاح الطيران ذو المنشأ السوفييتي. وتابع أنه "يتراوح الضرر الذي تسببه هذه القنابل حسب وزنها، وطبيعة مكان سقوطها، فهي تسبب عند انفجارها موجة ضغط شديد، مترافقة بلهب وحرارة عالية، مع كم هائل من الشظايا الناشئة من جسم القنبلة، ومن الأجسام المحيطة بالقنبلة، والتي تتفتت نتيجة الضغط الهائل الناشئ عن الانفجار، ويتراوح نصف قطر دائرة الخطر واحتمال الأذية بين 7 إلى 250 مترًا، حسب وزن القنبلة". واستطرد "هذه القنابل مثلها مثل كل الأسلحة غير الموجه، يزيد معدل الخطأ في الإصابة نظرًا لأخطاء التسديد والعوامل المؤثرة على مسار المقذوف، من سرعة رياح ولزوجة الهواء، ومن ثم فإن استخدامها بطريقة دقيقة غير ممكن عمليًا، فهي مناسبة فقط لضرب التجمعات السكنية، والأرتال العسكرية، وغير مفيدة في استهداف أبنية صغيرة محددة، أو أهداف متحركة". وأشار إلى أن "النظام يقوم باستخدامها كسلاح عقاب جماعي، ضد المناطق الثائرة، لأن لها، إضافة إلى الأثر التدميري المرعب، أثرًا نفسيًا هائلاً، يمكن أن يتجلى في صدمات نفسية دائمة، أو موقتة، لاسيما على الأطفال، كما أن لها فاعلية عملياتية أكبر من صواريخ السكود، التي تحمل وزن الرأس المتفجر نفسه، والذي يصل لألف كيلو غرام".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البراميل المتفجرة في سوريّة تاريخها وأنواعها البراميل المتفجرة في سوريّة تاريخها وأنواعها



GMT 20:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 20:08 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 07:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

4 صور أيقونية تخدم دونالد ترامب في كسب ثقة الناخبين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab