مسقط - عمان اليوم
تاتي مشكلة المخدرات و إيجاد وسائل كفيلة بمعالجتها في طليعة أولويات السلطنة و دول العالم، لما لهذه المشكلة من آثار سلبية واسعة النطاق على الصحة والأمن والاقتصاد ورفاهية الشعوب، فهي من التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي أجمع، ونظرا للأحداث الأخيرة التي شهدها العالم والأزمات الاقتصادية التي مر بها برزت وسائل التواصل الاجتماعي كأسلوب جديد من الأساليب التي يستخدمها المتاجرون والمروجون للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية بين أوساط المتعاطين.
وقال المقدم سليمان بن سيف التمتمي مدير شؤون القضايا بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بشرطة عمان السلطانية" تقوم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بمكافحة مروجي هذه السموم عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال فريق عمل تم تأهيله فنياً للتعامل مع جرائم الترويج الإلكترونية، حيث تمكن الفريق من ضبط عدد من المروجين يتبنون هذا الأسلوب، وبالنظر للخطورة التي تشكلها وسائل التواصل الاجتماعي واستغلال مروجي المخدرات لهذه المواقع فإنه لا بد من التصدي لها باتخاذ الإجراءات والبرامج الوقائية والتوعوية التي من شأنها أن تسهم في الحد من خطرها على الناشئة وتشمل هذه الإجراءات تعزيز الدور الأمني الكبير الذي تقوم به الجهات المختصة في متابعة مروجي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيع التعاون مع الجهات الأمنية المعنية من قبل المواطنين والمقيمين للإبلاغ عن أي حسابات مشبوهة أو استخدامات غير مشروعة، إلى جانب تفعيل دور الأسرة الرقابي على الأبناء وتحذيرهم من خطورة التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والمعرفات المشبوهة، إضافة إلى تعزيز دور المؤسسات التربوية والتعليمية في تضمين المناهج التعليمية برامج وقائية وتوعوية حول المهارات الإيجابية في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، ورفع الوعي المجتمعي من خلال زيادة الوعي بخطورة المخدرات وتأثيرها على النواحي الجسدية والعقلية والنفسية ومشاركة مختلف وسائل الإعلام في التوعية عن مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي."
دون رقابة
وأوضح المقدم سليمان التمتمي أن انتشار الأجهزة الإلكترونية الذكية بين مختلف فئات وشرائح المجتمع ساهم في تنامي هذه الأزمة إلى جانب ضعف الرقابة الأسرية على أبنائهم علاوة على عدم وجود التوعية الجيدة حول كيفية استخدام هذه الأجهزة وما يبث خلالها من محتوى ضار لذلك لا بد على الأسرة من تنشئة أبنائها التنشئة الاجتماعية السليمة القائمة على أسس تعاليم الإسلام الحنيف والأخلاق الحميدة.
وأضاف: في وقتنا الحالي أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي إحدى الوسائل السريعة لاكتساب عادات سيئة وثقافات غير مقبولة في مجتمعاتنا ومن بينها التعرف على الكثير من الأصدقاء الذين لا نعرف عنهم شيئا، ثم بعد فترة قصيرة تظهر حقيقة البعض ليتضح أنهم أصدقاء سوء ومنهم الذين يسعون لترويج المواد المخدرة والمؤثرات العقلية من خلال بعض المواقع ويظهرونها على أنها منشطات غير مضرة وتكون موجهة للمراهقين بشكل أساسي.
فشبكات التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم عاملاً مؤثراً في تكوين شخصية الإنسان وقيمته وسلوكياته، وعصابات تهريب وترويج المخدرات لا تألو جهداً في استغلال كل هذه المتغيرات التقنية الحديثة لتسهيل وتزيين ونشر المخدرات والمؤثرات العقلية .
اساليب و حيل
وأشار المقدم سليمان التمتمي إلى أن من بين الأساليب والحيل التي يستخدمها مروجو المخدرات عبر شبكات التواصل الاجتماعي إنشاء حسابات بأسماء وصور نسائية جاذبة بهدف إيقاع الشباب في فخ المخدرات أو نشر مسميات للمخدرات ترمز إلى القوة والنشاط أو إقناع الشباب بتأثير أنواع معينة من المخدرات في القدرة على الحفظ والفهم في أوقات المذاكرة أيام الامتحانات، أو في زيادة القدرة على السهر لفترات طويلة أو قيادة المركبات لمسافات بعيدة دون تعب أو الحاجة للنوم، أو استغلال حاجة بعض المراهقين لتقوية عضلاتهم دون جهد، كما يستغل المروجون صيدليات الإنترنت غير المشروعة التي تبيع وتروج للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية.
قد يهمك ايضاً
التنمية الاجتماعية العُمانية تنظم حلقة عمل حول توعية العاملين في مجال حماية الطفل
بيان حول قضية تعرض أطفال عمانيين لانتهاكات غير إنسانية
أرسل تعليقك