الكيبوتسات الإسرائيليّة تخشى فقدان الشقراوات السويديّات
آخر تحديث GMT15:14:11
 عمان اليوم -

"الكيبوتسات" الإسرائيليّة تخشى فقدان الشقراوات السويديّات

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "الكيبوتسات" الإسرائيليّة تخشى فقدان الشقراوات السويديّات

"الكيبوتسات"
القدس المحتلة – وليد ابوسرحان

تخشى القرى الزراعية والتعاونية الإسرائيلية المعروفة باسم "الكيبوتسات" أن تفقد الشقراوات السويديات، اللواتي يأتين كل عام كمتطوعات للخدمة، وتبادل الخبرات، في تلك التجمعات الاشتراكية في الدولة العبرية، التي بدأت تفقد أهميتها في المجتمع الإسرائيليّ، لاسيّما بعد تقلص دعم الحكومة لها.
 
وجاءت الخشية الإسرائيلية من فقدان الشقراوات على خلفية اعتزام السويد الاعتراف بدولة فلسطين، الأمر الذي أثار حفيظة إسرائيل، مما خلق نوعًا من الأزمة ما بين الدولتين.
 
ومجيء المتطوعات السويديات إلى القرى التعاونية في إسرائيل هو تقليد منذ أعوام، إذ تأتي الفتيات الشقراوات والمليئات بالحيوية بغية تبادل خبرات الحياة، القروية والاشتراكية، لحلب الأبقار، وقطف الثمار وتناول طعام الغداء في غرفة مخصصة للأكل مع مئات الأشخاص.

وأصبح خوض مثل هذه التجربة، على مدار الأعوام، أمرًا شعبيًا جدًّا، وقد أحبَّها الجانبان؛ الفتيات السويديات حيث قضين صيفًا حارًّا، مثيرًا للاهتمام وقيّمًا في هذه القرى، وكذلك استمتع أهل هذه القرى من ثمار ما أنجزنه، والحقيقة فقد كان الأمر جميلاً جدًّا، في بعض الأحيان، تحاول إحداهن التقرب من شاب مفتول العضلات من أهل القرى التعاونية، ويقررن الزواج منه من أجل البقاء والعيش في إسرائيل، بعضهن يغيّرن ديانتهن إلى اليهودية.
 
وتغيّر المزاج العام في السويد عقب العدوان الأخير على قطاع غزة، وإعلان الحكومة السويدية اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، دعمًا لمبدأ حل الدولتين، الأمر الذي أدى لتصاعد حدة التوتر بين إسرائيل والسويد، ودفع وزير الخارجية الإسرائيلي أفغيدر ليبرمان، لتأنيب السفير السويدي لدى إسرائيل.
 
وكانت وزير الخارجية السويدية مارغوت فالستروم، أكّدت أنَّ "كل من له اطلاع على الوضع السياسي في السويد يعلم موقفنا الواضح تجاه قرار اعترافنا بدولة فلسطين"، مشيرة إلى أنَّ "ذلك الأمر لم يكن من قبيل المفاجأة لأي طرف بقرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
 
وأضافت الوزير، في مقابلة تليفزيونية، أخيرًا أنه "قد آن الأوان أن نتحرك من الأقوال إلى الأفعال، ولو أنَّ المجتمع الدولي يؤمن بأنَّ حل الدولتين هو المطلوب وهو الهدف فعلينا أن نتحرك نحو الاتجاه في الشرق الأوسط".
 
وعبّرت الكثيرات من المتطوعات من مختلف القرى التعاونية الزراعية "الكيبوتسات" في إسرائيل عن التغييرات السلبية في الرأي العام السويدي ضد إسرائيل.
 
يذكر أنَّ "الكيبوتس" هو تجمع سكني تعاوني، يضم جماعة من المزارعين أو العمال اليهود، الذين يعيشـون ويعملون سـويًا، ويبلغ عـددهم ما بين 40 و1500 عضو.
 
ويُعدُّ الكيبوتس من أهم المؤسسات التي تستند إليها الحركة الصهيونية في فلسطين، قبل 1948، والتي أثرت على الحياة السياسية والاجتماعية في إسرائيل حتى بداية الثمانينات وقتما بدأ انحطاطها، وهي مؤسسة فريدة مقصورة على المجتمع الصهيوني، إذ لا توجد أية مؤسسة تضاهيها في الشرق الأوسط أو خارجه.
 
و"الكيبوتس" هو كيان مستقل إداريًا على السلطات المحلية ويوفر خدمات تعلمية وصحية وحرفية معتمدًا على جهود ذاتية للمقيمين فيه ويلقى دعم من الدولة العبرية، وقد أخترع هذا الأسلوب في الإدارة لكي يعالج أشكالية تواجد الأقلية اليهودية في فلسطين بحيث يحتكم اليهود فيما بينهم لقواعد وقوانين وتشريعات تخصهم وحدهم ولا يلجؤون إلى أجهزة الدولة، إذ انهم لا يؤمنون بمعتقدات تلك الدولة أو شرائعها.
 
وتأسّس الكيبوتسات الأولى عام 1909 على ساحل بحيرة طبريا، على بعد 10 كيلومترات جنوب مدينة طبريا، وسمي "كفوتسات دغانيا" أي "مجموعة دغانيا"، وتأسست بعده 300 كيبوتس تقريبًا، آخرها عام 1998.
 
وفي عام 2004 كانت في إسرائيل 278 كيبوتسًا، سكن فيها 126800 نسمة، أي 2% من مواطني إسرائيل، أكثريتهم الساحقة من اليهود، وغالبيتهم من اليهود الغربيين، أي المهاجرين من أوروبا إلى فلسطين.
 
ورغم تنوُّع انتماءات الكيبوتسات السياسية، تأسست عام 1999 "الحركة الكيبوتسية" من منظمتي "الحركة الكيبوتسية الموحدة" (تاكام) و"حركة الكيبوتس القطرية" (أو هاشومير هاتساعير).
 
وتتمثل أهمية الكيبوتسات داخل إسرائيل، في العقود الثلاثة الأولى لقيام الدولة، عبر الإحصاءات التي قد تعطي فكرة عن مدى إسهام هذه المؤسسة في المجتمع الإسرائيلي في ذلك الحين، حيث بلغت نسبة أعضاء الكيبوتس في النخبة الحاكمة، أي بين قيادات المجتمع الإسرائيلي، سبعة أضعاف نسبتهم في المجتمع، ويكفي أن نذكر أنَّ دافيد بن غوريون وموشيه ديان وشيمون بيريس ويغآل آلون وغيرهم من أبناء الكيبوتسات.
 
وكان ثُلث الوزراء الإسرائيليين من 1949 حتى 1967 من أعضاء الكيبوتس، كما أنَّ 40% من إنتاج إسرائيل الزراعي و7% من صادراتها في ذلك الحين كانت من إنتاج الكيبوتسات، و8% من إنتاجها الصناعي، هذا يعني أن نوعية سكان الكيبوتسات كانت من النخبة الصهيونية ومن الفئات القوية في المجتمع الصهيوني، ثم الإسرائيلي، أكبر بكثير من نسبتها في المجتمع.
 
وفي نهاية سبعينات القرن الـ20 ظهرت موجة من الحفيظة ضد الكيبوتسات، لاسيما بين اليهود الشرقيين، الذين يعيشون في المدن الصغيرة.
 
ومعظم الأراضي التابعة للكيبوتسات هي في ملكية الدولة، من بينها أراض صادرتها الدولة من عرب فلسطينيين هُجّروا أثناء حرب 1948، وكانت سياسة الدولة منح الكيبوتسات حرية للاستثمار من أراضي الدولة ما دامت الكيبوتسات تستخدمها للزراعة والصناعة.
 
وفي نهاية التسعينات أخذت بعض الكيبوتسات تستخدم هذه الأراضي لبناء مراكز تجارية، وطالبت الدولة بالاعتراف بالكيبوتسات كمالكة الأراضي بالفعل، وقد نشأت حركة يهود شرقيين تطالب بإعادة تقسيم الأراضي من جديد، بسبب إحساسهم بالإجحاف في هذا الأمر، معتقدين أن من حقهم الاستفادة بصورة أكبر من الأراضي التابعة للدولة.
 
ومنذ فوز حزب "الليكود" في الانتخابات الإسرائيلية العامة عام 1977، والأزمة الاقتصادية التي شهدتها إسرائيل في الثمانينات تقلص دعم الحكومة الإسرائيلية للكيبوتسات، وتقللت أهميتها في المجتمع الإسرائيلي.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكيبوتسات الإسرائيليّة تخشى فقدان الشقراوات السويديّات الكيبوتسات الإسرائيليّة تخشى فقدان الشقراوات السويديّات



GMT 20:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 20:08 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 07:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

4 صور أيقونية تخدم دونالد ترامب في كسب ثقة الناخبين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab