انشقاق السلفية في الصومال عن الشباب قاصمة ظهر البعير
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

انشقاق "السلفية" في الصومال عن "الشباب" قاصمة ظهر البعير

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - انشقاق "السلفية" في الصومال عن "الشباب" قاصمة ظهر البعير

مقديشو ـ عمر مصطفى

آثار انشقاق  الزعيم الروحي لـ"السلفية الجهادية" في الصومال حسن طاهر أويس عن حركة "الشباب المجاهدين" موجة من التساؤلات والتداعيات، حيث يرجح محللون في تصريحات خاصة لـ"العرب اليوم " أن خروج أويس عن حركة "الشباب" يعد قاصمة ظهر البعير للحركة التي كانت تحتضن عددًا كبيراً من القياديين البارزين في المشهد الحركي الجهادي في القرن الأفريقي. وكانت حركة "الشباب المجاهدين" تشهد في الفترة الأخيرة موجات انشقاقات وخلافات سياسية بين القياديين البارزين فيها، ما أدى إلى نشوب حرب عسكرية أدت إلى مقتل أكثر من 14 مقاتلاً في صفوفها، ومن بين القتلى عدد من القياديين المطلوبين دولياً من بينهم "إبراهيم الأفغاني". ويقول الكاتب الصومالي محمد عبده لـ"العرب اليوم "، أن موجة الانشقاقات الحادة داخل "الشباب المجاهدين" تؤدي إلى مزيد من الانفصام والانقسام، وخاصة في المرحلة المقبلة، وأن خروج أويس عن "بوتقة" الحركة يمهد الطريق للقياديين الآخرين الذين يخشون  أن يطالهم سيف الحركة، خاصة بعد مقتل اثنين من القياديين البارزين في مدينة براوي في الأسبوع الماضي .  ويوضح قائلاً " إن المثل القائل، النار تأكل بعضها بعضاً إن لم تجد ما تأكله، ينطبق حالياً على حركة الشباب المجاهدين، التي بدأت بدحر أي تمرد عسكري أو سياسي في داخلها للحيلولة دون أن يوقف قطار الجهاد في القرن الأفريقي". ويؤكد محمد عبدي أن خروج "أويس " يسقط شرعية الجهاد لحركة الشباب والتي استقطبت الحركة بسببها آلافاً من الأنصار والمقاتلين الأجانب، إذ يعتبر حسن طاهر قائداً روحياً له أتباع في صفوف المقاتلين المنتمين لحركة الشباب الصومالية التي انطلقت مسيرتها الجهادية في عام 2007 بعد الغزو الإثيوبي على الصومال أواخر عام 2006. ويعتقد الخبير بشؤون الحركات السلفية نبيل البكيري في تصريح لـ"العرب اليوم "، أن مستقبل مثل تلك هذه الحركات الأيدلوجية غير المسيسة، هو دائماً التشظي والانقسام ومن ثم الذوبان والتلاشي في محيطها الرافض لمثل هذه الأفكار التي يلفظها واقعها. ويشير "البكيري "، قائلاً "إلى أن الخلاف الحاصل بين القاعدة و طالبان ما هو إلا نتيجة طبيعية لذلك وكل حركات العنف هي حركات عدمية تحمل بذور فنائها في ذاتها".  ومن جهته يرى عبدالقادر محمد  المدير التنفيذي لمركز الراصد للبحوث والدراسات الصومالية، في تصريح خاص لـ"العرب اليوم" أن حركة "الشباب" الآن وبهذه الأحداث الأخيرة تبين اسمها الحقيقي وتحول إلى حركة "الشتات " والتمزق والانزلاق، ويعنى هذا أنها تنزلق إلى الهاوية المدّوية.  ويوضح قائلاً  "حسب تقديري فإن حركة الشباب شارفت على النهاية لأن الانقسام الداخلي هو الذي ينهي الخلطة السرية لتركيبة حركة الشباب، ويؤكد أن مهما بلغت قوتها فإن شمسها بدأت تأخذ في الأفول" . ويعتقد كثير من المراقبين أن أويس، لم يكن له تأثير قوي في داخل حركة "الشباب"، وأن خروجه منها لن يؤثر سلباً على نهج الحركة المسلح ضد الحكومة الصومالية، غير أن غالبية المحللين يرجحون أن خروجه من الشباب تظهر تجلياً في صفوف الحركة، وأنه كاف لإحداث شرخ في صفها والتي عرفت بقوتها الداخلية.  أويس .. المصير المجهول . لكن الأمر المحير بالنسبة للمتابعين للشأن الصومالي هو مصير حسن طاهر أويس الذي فر من مدينة براوى التى تخضع لسيطرة حركة الشباب على متن سفينة محلية الصنع إلى مدينة عدادو التى تديرها ولاية حمن وحيب القريبة من حكومة مقديشو، ويرى المحللون أنه يواجه مصيراً مجهولاً إذا لم تتضح ملامح مستقبلة في الأيام القليلة المقبلة . ويرى الخبير بشؤون الحركات الجهادية في القرن الأفريقي محمد عمر في حديث خاص لـ"العرب اليوم " إن على الحكومة الصومالية أن تدرك جيداً هذا الملف الساخن حالياً بشكل جيد، وأن تبدي تعاملها مع قضية "أويس " كمواطن صومالي وليس على شخصية ذات زخم سياسي حفاظاً على هيبتها وسمعتها، وأن تستعيد شعبيتها المتآكلة . ويضيف قائلاً : أن مصير بقايا حركة الشباب مرهون بمايواجهه حسن أويس من معاملة من قبل الحكومة الصومالية سواء عبر مثوله أمام العدالة الصومالية أو المراوغة في فرض العدالة على رقبة "أويس " .  ويشير "عمر " إلى أن الحكومة الصومالية تمتلك حالياً قدرة شرعية لمحاكمة أويس، لكن إذا لم تتخذ قرار حاسماً بشأن أويس، فإن الغرور سيدفعه إلى ارتكاب مزيد من الحماقات السياسية بحق الوطن والعباد ـ حسب تعبيره ـ . ويعتقد كثير من الصوماليين أن أويس يدور حالياً في حلقة مفرغة بسبب مواقفه السابقة وخاصة في عهد الحكومة الصومالية السابقة التى طرحت فكرة التفاوض مع "أويس " إلا أنه رفض بكل الجهود الدولية والإقليمية، وتمسك برأيه، إما خروج القوات الأفريقية من البلاد وإما الحرب على القوات الأجنبية . وفي المحصلة فإن حركة الشباب المجاهدين التى لاتزال تحمل السلاح ضد الحكومة الصومالية تواجه مستقبلاً غامضاً بعد انشقاق أويس، ووجود احتمالات أخرى ترجح امكانية انسحاب مقاتلين جدد من هيكلها وتسليم أنفسهم للحكومة الصومالية، وذلك مايعكي رصيداً سياسياً للجهود الدولية للتخلص من الحركات المسلحة المصنفة في قائمة الإرهاب .

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انشقاق السلفية في الصومال عن الشباب قاصمة ظهر البعير انشقاق السلفية في الصومال عن الشباب قاصمة ظهر البعير



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab