عراقيون حالمون بأوروبا يعودون إلى بلادهم بخيبة أمل
آخر تحديث GMT15:14:11
 عمان اليوم -

عراقيون حالمون بأوروبا يعودون إلى بلادهم بخيبة أمل

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - عراقيون حالمون بأوروبا يعودون إلى بلادهم بخيبة أمل

العراقيون الحالمون بأوروبا
بغداد - نجلاء الطائي

عاد العراقيون الحالمون بأوروبا إلى بلدهم العراق، بعد رحلة شديدة المخاطر، وهم يشكلون 8% من زهاء مليون لاجئ ومهاجر وصلوا إلى القارة العجوز بحرًا.
وأفاد تقرير نشره موقع إيلاف واطلع عليه"العرب اليوم" بأن كان فيصل عدي فيصل (25 عامًا) كان مفعمًا بالآمال حين شد الرحال إلى أوروبا في أيلول/سبتمبر الماضي تاركًا وظيفته البسيطة في وزارة التربية العراقية.

وقال فيصل "كنتُ اتخيل حياة جميلة، حياة آمنة، بشقة وراتب". ولكن فيصل بعد رحلة محفوفة بالأخطار على امتداد شهر تكللت بوصوله إلى السويد قرر العودة إلى العراق.  وأكد مسؤولون عراقيون وأمميون أنه واحد من بين أعداد متزايدة من العائدين.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أنها ساعدت 779 عراقيًا على العودة من أوروبا بإرادتهم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وهو رقم يزيد أكثر من مرتين على عدد العائدين في الشهر الذي يسبقه. ولا تشمل هذه الأرقام العائدين بمفردهم دون مساعدة مثل فيصل.

وقرر بعض العراقيين العودة بعد أن سأموا من عملية طلب اللجوء المعقدة أو أُصيبوا بالخيبة لعدم توفر فرص العمل أو شعروا بالحنين إلى الأهل والأصدقاء فيما أُجبر آخرون على العودة حين رُفضت طلبات لجوئهم.

وقال فيصل لصحيفة "واشنطن بوست" متحدثا عن الشهور التي قضاها في مركز للاجئين قرب مدينة مالمو السويدية "كانت الحياة مملة هناك ، طعامهم لا تأكله حتى القطط". وأضاف "ذهبتُ الى اوروبا واكتشفتُ ان اوروبا مجرد فكرة ، وانها في الحقيقة مثل منطقة الباب الشرقي" وسط بغداد.

 واعترف بأنه غادر لأسباب اقتصادية وقال انه قرر "ان ينسج قصة" عن تعرضه الى تهديد الميليشيات.  وأقر "لو كنتُ في خطر لما عدتُ". أنفق والد فيصل 8000 دولار على إيصال ولده إلى أوروبا وتوسل الابن به ان يرسل اليه نقودا للعودة الى العراق. وقال عدي فيصل محيي والد فيصل أن ابنه "افتقد الخدمات هنا.  ففي البيت يجد كل شيء جاهزا له".

وأكد ستار نوروز المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين "أن هناك آلاف العراقيين الذين عادوا وآلافا أكثر يريدون العودة". مشيرًا إلى أن الكثير من العراقيين الشباب استدرجتهم التقارير التلفزيونية عن توافد مئات الآلاف على اوروبا في الصيف.

وتعمل السفارات العراقية في أوروبا ساعات إضافية  لتوفير وثائق سفر مؤقتة للعائدين. وبحسب أرقام الأمم المتحدة فإن العراقيين يشكلون 8 في المئة من زهاء مليون لاجئ ومهاجر وصلوا إلى اوروبا بحرا هذا العام ، أي نحو 80 الف عراقي.

ولفت نوروز إلى أن هذا "كان له تأثير مباشر على من يحتاجون حقا الى اللجوء" لأن "هناك بكل تأكيد كثيرين عانوا من العنف". ومن هؤلاء ابراهيم عبد الله، الإيزيدي الذي انفق 11 الف دولار للوصول الى المانيا ولكنه بعد ان انتظر اربعة اشهر للنظر في طلبه اللجوء فضل العودة الى مخيم اللاجئين الذي غادره في شمال العراق في تشرين الأول/اكتوبر الماضي.

وكان عبد الله هُجر مع عائلته حين سيطر تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على قضاء سنجار ذي الأغلبية الايزيدية العام الماضي.  وقُتل عدد غير معروف من الرجال الايزيديين ودُفنوا في قبور جماعية فيما باع داعش نساءهم في سوق العبيد بوصفهن سبايا.

واستعادت القوات الكردية السيطرة على سنجار مؤخرا ولكن القتال والضربات الجوية الاميركية احالت المدينة ركاما من الخرائب.  وما زالت قرية عبد الله على اطراف المدينة تحت سيطرة داعش. ورغم أن عبد الله لم يعد يملك شيئا يعود اليه فانه اصبح قلقا من ألا تسمح السلطات الالمانية بلم شمل عائلته وألا يستطيع رؤية زوجته وابنه البالغ من العمر 16 عاما.

وأفاد عبد الله "بأنه مخيم هناك أو مخيم هنا".  واضاف انه لم يفارق عائلته ذات يوم وانهم ألحوا عليه ان يبقى في المانيا ولكنه لم يستطع البقاء.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن عبد الله قوله "كنتُ أُريد نقل عائلتي الى اوروبا حيث السلام والأمن ، حيث نُعامل كبشر.  فنحن هنا كأقلية لا نشعر اننا مقبولون".

وكان وسام رزاق (34 عاما) يعيش في بيت مستأجَر مع زوجته واطفاله الأربعة قبل ان يغادر الى فنلندا في ايلول/سبتمبر الماضي. وباع سيارة التاكسي التي كانت مصدر رزقه لتغطية تكاليف رحلته الشاقة التي استمرت 27 يوما من العراق الى فنلندا. وكان شقيقا رزاق قُتلا في أعمال العنف الطائفي ، احدهما في عام 2006 والآخر في العام التالي.  
وكان الحي الذي يسكنه يُستهدَف دائما بالسيارات المفخخة.

وشعر وسام أن لديه قضية عادلة وحقا مشروعا في اللجوء واستقدام عائلته للالتحاق به. ولكن مقابلة واحدة جرت معه في الاسبوع الأول من وصوله  للنظر في طلبه خلال الخمسة واربعين يوما التي قضاها في فنلندا. وشعر انه شخص غير مرغوب فيه حين نظمت الأحزاب اليمينية احتجاجات ضد اللاجئين.

وقال رزاق "لو وجدتُ 20 في المئة فقط مما كنت أتخيله لبقيتُ" في فنلندا. وبعد ان فقد رزاق مصدر رزقه انتقل مع عائلته الى غرفة في بيت أهله.  وقال رزاق "ها أنا عدتُ وعلي ان ابدأ مجددا من الصفر، كل جهودي ومعاناتي كانت من أجل لا شيء".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عراقيون حالمون بأوروبا يعودون إلى بلادهم بخيبة أمل عراقيون حالمون بأوروبا يعودون إلى بلادهم بخيبة أمل



GMT 20:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 20:08 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 07:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

4 صور أيقونية تخدم دونالد ترامب في كسب ثقة الناخبين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab