عيادات العرافات في المغرب تحتاج لردع الحكومة والدين
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

عيادات "العرافات" في المغرب تحتاج لردع الحكومة والدين

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - عيادات "العرافات" في المغرب تحتاج لردع الحكومة والدين

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

يسود اعتقاد جازم في مجتمعات الخليج أن المغربيات "ساحرات"، وأن "عرّافي" المغرب "يجدمون الماء" ويحولون النار إلى كرات ثلج، وأنهم قادرون على إتيان المعجزات، ودليل ذلك هذا التهافت على زيارة مشعوذين من قبل خليجيين يتطلعون إلى فك السحر وجلب السعد وترسيخ المحبة وأمور أخرى، بينما آخرون يقبلون على وصفات  سحر التفريق. تنتشر في المغرب أوكار مشعوذين يتخذون من دور سكنية مآوى لعيادتهم "الظلامية"، فالسلطات تكاد لا تحارب هؤلاء الذين يعملون في واضحة النهار، لكن من دون إثارة الانتباه، عيادات شبيهة بكهوف يعمد فيها كل مشعوذ، (يطلقون عليه في المغرب الفقيه) أو مشعوذة (ويطلقون عليها "شوافة") على إبراز مظاهر تفوقه في تسخير الجان وتحقيق الأماني حتى ولو كانت شريرة. ولايجد عدد من "مشعوذي" المغرب حرجا في إبراز مهاراتهم في مجال "التفريق بين الزوجين"، والغاية عندهم تبرر وسيلة النيل من استقرار  الأسرة، إذ يكفي الراغب في إحداث التفريق توفير المال الكافي الذي قد يصل إلى 10آلاف درهم(حوالي 1200دولار)، لكن بعض الدجالين البسطاء يطلبون أقل من ذلك بكثير، والوصفة المعروفة أن  تحضر الراغبة في تفريق زوج عن زوجته شعر الزوجة، وتبخير إناء ماء لم يسبق أن شرب منه أحد، فيشرب الزوج، لتتحول زوجته إلى أكبر عدو له، ويرنو مشعوذون آخرون إلى دس جزء من كبد ذئب في طعام الزوجة لتكره زوجها إلى الأبد، ويطلب مشعوذون آخرون أجزاء من لباس الزوج أو الزوجة.  والوصفات متعددة وغالبيتها تنجز من بقايا عظام حيوانات ميتة أو أعشاب، وقد تتحول إلى"تولة" يحرقها الراغب في التفريق. في البداية، يرى الباحث الاجتماعي مصطفى واعراب أن "سحر التفريق يندرج ضمن وصفات السحر الأسود التي تُتداول مهموسة من فم لأذن، أو في عيادات السحرة كغيرها من وصفات الشر التي تروم إلحاق الأذى بالغير، وتلجأ إليها في الغالب نساء أو (حتى رجال)  ينوون تفريق شريكين في علاقة زواج أو حب أو أعمال بهدف الاستفراد بأحدهما".  وطفت حكاية تفوق المشعوذين المغاربة في مجالات السحر، ومنها التفريق  على سطح التداول الإعلامي عندما حلت العارضة  الشهيرة "كارن" وكمئات من النجوم الذين يزورون خفية المغرب بحثا عن " فقهاء" مشعوذين يملكون عصا شق الصخر؟ في مراكش لزيارة " المشعوذ" الكبير الذي حدثوها عنه، وفي جلسة، وكطبيب محترف كتب لها وصفة "تدجين" الزوج، من دون أن تدرك المسكينة أن "الوصفة" ستتحول إلى "فاجعة" دمرت مستقبلها. ولقد اشتهر المشعوذون المغاربة عربيًا بأعمالهم "الشيطانية" التي يعتقد الكثيرون أنها أشبه بمعجزات، لكن هؤلاء غالبا ما يتورطون في قضايا نصب واحتيال وتدليس، وتعمل السلطات المغربية التي تتعامل بنوع من اللين مع هؤلاء بشكل دائم على اعتقال البعض منهم خاصة أولئك الذين يتورطون في جرائم اغتصاب لنساء بدعوى أن " الجان" يأمرون بذلك للمرأة الراغبة في الإنجاب، أو العانس الراغبة في الزواج. وتحكي" عايشة" أنها اضطرت إلى زيارة "شوافة" أو عرافة بتارودانت بعدما علمت أن إحدى جاراتها "عملت لها سحرًا" بهدف التفريق بينها وبين زوجها، ولاحظت المسكينة أن الزوج أكثر من شجاره مع الزوجة على أتفه الأسباب، وبات يهدد في كل لحظة بالرحيل عن البيت، وأخبرت "الشوافة"  عايشة أن سحر التفريق مدفون عند عتبة البيت وأن عليها استخراجه. ويؤمن الكثير من المغاربة و المغربيات بقدرة المشعوذين الخارقة، ويلجأ عدد منهم إلى صفات غريبة لضمان الاستقرار في العمل أو البحث عن زوج أو الحظوة في منصب، وفي الغالب تنتهي قصص هؤلاء في السجن أو بارتكاب حماقات. وعن علاج السحر بزيارة السحرة والمشعوذين قال الإمام أحمد النابلسي  إن "السحر من الكبائر، وقد قرنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشرك في قوله "اجتنبوا السبع الموبقات، ومنها قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات" فالساحر كافر ولا يجوز شرعًا الذهاب إلى العرافين والسحرة والمشعوذين، ولو لمجرد السؤال".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيادات العرافات في المغرب تحتاج لردع الحكومة والدين عيادات العرافات في المغرب تحتاج لردع الحكومة والدين



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab