كلاب شرسة لمؤانسة النواعم في المغرب
آخر تحديث GMT15:52:54
 عمان اليوم -

كلاب شرسة لمؤانسة النواعم في المغرب

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - كلاب شرسة لمؤانسة النواعم في المغرب

الدار البيضاء - سعيد بونوار

قبل أن تشرق شمس صبيحة كل أحد لتلفح وجوه الكادحين القادمين إلى سوق "لقريعة" (وسط الدار البيضاء)، يسرع عشرات الشباب إلى اتخاذ مواقعهم في جانب من هذا السوق العشوائي، والذي تشبه مساحته ملعب كرة القدم، محاطة بسياج حديدي تتحول في لحظات إلى تجمع مزدوج تطغى فيه أعداد الكلاب الشرسة و"الوديعة" على أعداد البشر من مربي وبائعي الكلاب الذين يأتون من كل مدن المغرب.  هذا هو "سوق الكلاب"، والمزايدات العلنية تبدأ قبل أن تفتح أبواب مؤسسات السلطة الإدارية والشرطة أبوابها على الساعة الثامنة والنصف صباحا، فتجارة "الكلاب" ممنوعة"، والمنع يطال أصنافا خطيرة تطل كل أحد من السوق المذكور دون أن تقوى السلطة على وقف تجارة تدر على أصحابها الملايين.. إنه نوع من غض الطرف عن تجارة محظورة لكنها تغلق أفواه عدد من الأسر الفقير التي تدين في معيشتها للكلاب. غير بعيد عن باب "السوق" المحكوم بسلطة "فتوات" المتاجرين بأنياب الكلاب، تصطف عشرات السيارات الفاخرة، تشرئب من نوافذها "نواعم" يبحثن عن كلاب شرسة للمؤانسة في الخفاء، والحماية في العلن. حيث تبدأ المساومة بإلقاء نظرة منها عقب تجربة مبارزة، وتنتهي بدس المبلغ في جيب بائع الكلب ليقفز في السيارة، ابتسامة يرمي بها البائع كلبه وهو يخرج لسانه إيذانا بحياة رفاه جديدة. ظاهرة تهافت فتيات جميلات على شراء كلاب شرسة في المغرب، لم تعد حبيسة أحاديث المقاهي، وتكفي زيارة خاطفة إلى أشهر الشواطئ أو المنتزهات لترمق عشرات الفتيات يركضن أو يتمشين برفقة كلاب شرسة، والدافع المعلن حماية هؤلاء من اللصوص والمنحرفين، بيد أنها حماية تنطوي على مخاطر كبيرة. وتروي رشيدة لـ"المغرب اليوم" "عندما أكون برفقة كلبي ماكس، أشعر بطمأنينة أكثر من شعوري بها رفقة زوجي، فقبل أشهر اعترض سبيلنا لص هنا في شاطئ عين الذئاب، لا أخفيكم أني خجلت كثيرا، فزوجي اكتفى بتسليم كل متعلقاتنا الثمينة إلى اللص نظير أن يكف عن إيذائي بمطواته..اليوم لا يجرؤ أحد على الاقتراب مني بفضل كلبي، وهو من نوع "البيتبول"، بدأت أشعر كما لو أنه رفيقي في الحياة". تكاد تجمع العشرات من الفتيات المالكات لكلاب شرسة وممنوعة عالميا، على أنهن يشعرن بالأمان في الشارع رفقة كلابهن، وأن زمن تأبط ذراع الحبيب أو الصديق أو الزوج والتنزه في الشارع ولّى، والبديل رفيق بلا مشاكل أو ثرثرة وبشجاعة "أبناء البلد"..يعني الكلب. مرافقة فتاة أو امرأة لكلب في المغرب وهي بملابس السباحة أو في كامل أناقتها لم تعد صورا نادرة، فالظاهرة في توسع، أمام تنامي حالات اعتراض النساء وسلبهن متعلقاتهن أو معاكستهن، ذلك أن اللصوص والنشالين وحتى "بصاصين" يتخوفون كثيرا من الإقدام على خطوة قد تنتهي بهم في قسم المستعجلات، فكلاب من نوع "البيتبول" أو "الودويلر" أو"البريجي" لا ترحم، ومجرد عضة من هؤلاء تسبب عاهة مستديمة. لا يتطلب من الفتاة الراغبة في رفيق "ابن كلب" إلا زيارة خاطفة لسوق "لقريعة" المحاذي لمحلات بيع الحلي والمجوهرات، واقتناء النوع الشرس المناسب، تجارة أصابت باعة الذهب بالبوار، وباتت المرأة تفضل أن تزيين عنق الكلب بقلادة جلد على أن تعرض حياتها للخطر بقلادة ذهب. ويمنع قرار لوزارة الداخلية المغربية كل مالك أو حارس لأحد هذه الأصناف الشرسة التجول بها في الشوارع أو عرضها أمام العموم، كما تمنع المادة الخامسة من هذا القرار "امتلاك أو تربية وترويض الكلاب المفترسة، لأجل مسابقات المصارعة الخاصة بالكلاب، وكذا المتاجرة فيها أو استيرادها وتصديرها"، بل "إنه يمنع أيضا بطريقة قاطعة وجود هذه الفصيلة من الكلاب في الأماكن العمومية ووسائل النقل العمومي أو السكن الجماعي والملكية المشتركة"، ومع ذلك تتغاضى الشرطة ومصالح حفظ الصحة بمجالس المدن وجماعاتها عن اعتقال هؤلاء وتقديمهم للمحاكمة. وحددت هذه الأصناف من الكلاب في (صطافورد، بيتبول، روتويلير، بويربول، مولوس، بوربولس ..) التي تتميز بمعايير مورفولوجية قريبة من بعضها وتتلخص في المظهر القوي والفكين القويين وعضلات الخدين منتفخة، وعلو جسم يصل إلى حدود 50و 70 سنتيمترا ووزن يتجاوز 40  كيلو غراما. وتتقاذف الشرطة ومسؤولي المحافظات مسؤولية محاربة هذا النوع من الكلاب، التي يصل ثمن أكثرها شراسة إلى 10 آلاف درهم (قرابة 1200 دولار)، بينما لا يتعدى ثمن صغارها4000درهم (قرابة 500دولار).

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلاب شرسة لمؤانسة النواعم في المغرب كلاب شرسة لمؤانسة النواعم في المغرب



GMT 20:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 20:08 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 07:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

4 صور أيقونية تخدم دونالد ترامب في كسب ثقة الناخبين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab