لبنان ملجأ شيعة سورية من عنف المليشيات المتطرفة
آخر تحديث GMT15:52:54
 عمان اليوم -

لبنان ملجأ شيعة سورية من عنف المليشيات المتطرفة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - لبنان ملجأ شيعة سورية من عنف المليشيات المتطرفة

لندن ـ ماريا طبراني

تشن الجماعات السُنية المسلحة في سورية حملات "إرهابية" ضد الأحياء التي يسكنها الشيعة، من خلال رسم شارات الصليب على أبواب المنازل، واغتيال القيادات الدينية الشيعية في الشوارع. ونشرت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية تحقيقًا تناولت فيه أحوال اللاجئين السوريين من طائفة الشيعة، كما أجرت لقاءات مع اللاجئين الشيعة، الذين فروا إلى لبنان، كاشفة، من خلال شهاداتهم وتصريحاتهم، كيف تحولت الثورة الثورية إلى صراع طائفي عميق الجذور، في الوقت الذي تعتزم فيه الجماعات السنية المتشددة إقامة دولة إسلامية ذات طابع متشدد. وتقول عواطف، وهي امرأة عمرها 60 عامًا، أنها سمعت إمام المسجد المجاور لها يدعو إلى الجهاد ضد النظام السوري، وضد الطائفة العلوية، والشيعة السوريين، وكانت تلك الصيحات تعلو من مآذن المسجد، مضيفة أنهم "أشعلوا النيران في الحي المجاور لها، وأن أصدقائها وجدوا علامات الصليب مرسومة باللون الأحمر على أبواب منازلهم، وأنهم تعرضوا بعد ذلك لهجمات إرهابية"، لافتة إلى أن "ذلك كان كافيًا لكي نعرف أننا لابد وأن نغادر المكان". وتوضح الصحيفة أن عواطف وزوجها علي، البالغ من العمر 70 عامًا، كانوا من بين آلاف العائلات الشيعية، الذي فروا إلى الحدود مع لبنان، ولجأوا إلى قرية مشغرة الجبلية اللبنانية، ويقع بيتهم في دمشق، قرب مسجد السيدة زينب، الذي يُعد بمثابة أحد المزارت المقدسة للطائفة الشيعية، لاعتقادهم بأنه يضم رفات حفيدة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وفي بداية الثورة السورية، قبل عامين، كان بعضهم يؤيد ضمنًا الرئيس بشار الأسد، الذي تنتمي عائلته العلوية إلى الإسلام الشيعي، بينما كان البعض الآخر أقل تأييدًا له، لسبب قيامه بقتل خصومه، إلا أنه، وبعد المعاناة من الاضطهاد على يد الجماعات السُنية المسلحة، يقول هؤلاء الشيعة أن بقائهم ونجاتهم يعتمد على حماية نظام الأسد، الذي يقوم الآن بتمويل قوات الدفاع في أحيائهم. وتعتقد فاطمة ميرهي (77 عامًا)، التي تعيش وحدها في غرفة في منزل في قرية مشغرة اللبنانية، "نحن الآن أننا أصحاب قضية دينية، لأن الشيعة الآن باتوا مستهدفين، كما طالبتنا العصابات السُنية بأن نأخذ معنا مزار السيدة زينب ونرحل"، وقالت أيضًا "لقد عشنا في كنف العديد من الأنظمة، ولهذا فمن غير العدل أن يقال أننا موالين لنظام الأسد، فأنا موالية لبلدي، وأنا أشعر بالأسى لما ألمَ بها من دمار، إننا ندافع الآن عن أنفسنا، ولو ذهب نظام الأسد فلن يكون لنا مستقبل"، باكية وهي تنظر إلى الصورة التي كانت تجلس تحتها، وهو صورة لابنها رضوان ميرهي (53 عامًا)، الذي مات على يد قناصة المقاومة السُنية، أثناء تواجده ضمن وحدة شيعية في دمشق، وتوضح أن "ابنها الباقي يحارب هو أيضًا ضمن اللجان الشعبية"، وتضيف أنها، وعلى الرغم من خوفها الشديد على حياته، إلا أنها لازالت تحثه على القتال. وكانت المنطقة قد تعرضت، في بداية عام 2012، لموجة من هجمات الجماعات السُنية المتطرفة، وقد بدأت تلك الهجمات بالتهديدات، ثم أعقب ذلك عمليات عنف، شملت هجمات انتحارية، وهي سمة من سمات هجمات تنظيم "القاعدة"، الذي ترتبط معه "جبهة النصرة" في سورية، كما قام مسلحون، في نيسان/ أبريل 2012 باغتيال الشيخ سيد نصر العلوي، وهو من علماء الدين الشيعة، وإمام مسجد "الحسينية"، القريب من مسجد "السيدة زينب". ويقول أبو حيدر (29 عامًا)، القائم على مسجد "الحسينية"، أنه تلقى تهديدات بالموت، لأنه يخدم المسجد، وكانت التهديدات تأتيه عبر رسائل ملقاة خارج بوابة المسجد، وكانوا يصفونه بعبارة "الشيعي الكلب"، أما في الخطاب الثالث، فقد أمهلوه 72 ساعة فقط كي يغادر، وإلا قطعوا رأسه وعلقوها على باب مسجد السيدة زينب. ويضيف أنه "بعد ثلاثة أيام جاء رجال مسلحون ملثمون، وقاموا بخطف رجل من مقهى، (كانوا يعتقدون أنه أبو حيدر)، كما شهدت الشوارع اغتيال العديد من رجال الدين، وبعض من أصدقاء أبو حيدر". وعلى الرغم من مشاركته هو عائلته ضد المقاومة السورية، إلا أن هذا القتال لا يأخذ الطابع العقائدي الداعم لنظام بشار الأسد، فهو يلوم حكومته في أعمال القتل، التي تعرضوا لها في الأيام الأولى، وكانوا قد طلبوا تزويدهم بالأسلحة لحماية أنفسهم، ولكن الحكومة رفضت، ويقول أبو حيدر أنه "بعد عام من تدهور العلاقة بين السُنة والشيعة في سورية، فإنه لم يعد أمامه خيار آخر سوى القتال"، موضحًا أن "النظام السوري يقوم بتنظيم الناس، في وحدات عسكرية مسلحة، كما يقوم بتنظيم الأحياء، حتى يتمكن كل فرد قادر على حمل السلاح أن يشارك في القتال". ويختتم أبو حيدر حديثه بقوله أنه "حتى يحصل على راتبه من الجيش، وهو مدني، فقد تم اعتباره ضابطًا في الجيش، وهو يتلقى الآن ما يعادل مبلغ 150 دولارًا شهريًا".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان ملجأ شيعة سورية من عنف المليشيات المتطرفة لبنان ملجأ شيعة سورية من عنف المليشيات المتطرفة



GMT 20:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 20:08 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 07:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

4 صور أيقونية تخدم دونالد ترامب في كسب ثقة الناخبين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:12 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 عمان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 عمان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab