صحافة الجوال في فلسطين بث مباشر من الخطوط الأمامية ونقل الأخبار
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

الهاتف الذكي تحول أداة إعلامية متكاملة لتوثيق الأزمات

"صحافة الجوال" في فلسطين بث مباشر من الخطوط الأمامية ونقل الأخبار

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "صحافة الجوال" في فلسطين بث مباشر من الخطوط الأمامية ونقل الأخبار

الصحافي حسن إصليح،
غزه -عمان اليوم


لا يعرف الصحافي حسن إصليح، الذي يسكن شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، الفرق بين الليل والنهار في عمله، فعلى مدار الساعة يكون جاهزاً، للانطلاق لأماكن الأحداث المتنوعة، سواء كانت اعتداءات من إسرائيل، وفعاليات وطنية وترفيهية ومجتمعية. يحمل حسن هاتفه الجوال فقط خلال تنقله، فمن خلاله يلتقط الصور، ويسجل ويعالج الفيديوهات والمقاطع الصوتية، ويكتب الأخبار، ثمّ يرسلها للمؤسسات الإعلامية التي يعمل لصالحها، وبعد ذلك يتجه لنشرها، لعشرات الآلاف من المتابعين، الذين يعدّونه «المصدر الأول» للأخبار العاجلة، ويتابعونه عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي التي ينشط عليها؛ وأبرزها «تلغرام» و«إنستغرام» و«فيسبوك».

يتحدث إصليح لـ«الشرق الأوسط»: «الهاتف الجوال سهّل علي العمل كثيراً، منذ أن بدأت باستعماله أداة وحيدة للتغطية الصحافية، قبل نحو 6 سنوات، فمن خلاله غطيتُ الحرب الأخيرة على غزة عام 2014، ومسيرات العودة التي انطلقت عام 2018، وجنازات الشهداء، وفعاليات الأسرى، ومختلف الأنشطة المجتمعية، وأزمة (كورونا) في أنحاء قطاع غزة»، مشيراً إلى أنّ جمهوراً واسعاً من الصحافيين والمواطنين، باتوا يدركون أهمية عمله بـ«الجوال» ويُفردون له مساحة جيدة للعمل في الميدان، كما أنّ معظم أصحاب القصص والمواهب، عبروا عن سعادتهم بعدما شاهدوا القصص المتكاملة، التي أعدها بجواله عنهم.

وعلى مدار أوقات عمله، نشر الصحافي الثلاثيني آلاف الصور والفيديوهات، حقق بعضها ملايين التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، وتداولها كثير من وسائل الإعلام الدولية، كما مُنح فرصة الحديث عن تجربته أمام المئات من الصحافيين وطلبة الإعلام في غزة، لإرشادهم للأساسيات التي يجب أن يتقنوها، ليجيدوا استعمال الهاتف وسيلةً للنقل الصحافي، ويلفت إلى أنّ «صحافي الجوال»، لا يحتاج لمعدات ثقيلة، ولا يضطر لانتظار وقت طويل لإرسال مواده، كما أنّه يعدّ حراً على نحوٍ كبير في التنقل والحركة، موضحاً أنّ أبرز العقبات التي تواجهه، عدم توفر شبكة للإنترنت في كلّ مناطق القطاع، إضافة لمحاربة المحتوى الفلسطيني، من قبل الشركات المالكة للتطبيقات الإلكترونية، فحساباته عليها تعرضت للإغلاق أكثر من مرة، كما يصف.

ليست تجربة إصليح الصحافية مع الهاتف الوحيدة التي برزت خلال السنوات الماضية. في فلسطين هناك كثير من الصحافيين، الذين أبدعوا في استعمال «الجوال» للتغطيات الصحافية الميدانية ولإعداد القصص والأفلام، وعدوه البديل لمختلف الأدوات التقليدية التي يحتاج امتلاكها مبالغ مالية طائلة وجهداً كبيراً. ولعل أبرز الأوقات التي يزيد فيها استعمال الصحافيين الهاتف، المرافقة للأزمات والانتهاكات الإسرائيلية، وذلك وفقاً لعدد من الدراسات البحثية، التي تناولت العلاقة بين الواقع الفلسطيني وصحافة الجوال.

ومن بين تلك الدراسات، الدراسة التي ناقشت «اعتماد الشباب الفلسطيني على صحافة المحمول في وقت الأزمات»، والمُعدة من قِبل الباحث سائد رضوان، لنيل درجة الماجستير في الجامعة الإسلامية بغزة عام 2016، وتَبيّن فيها أنّ الشباب الفلسطيني بات يعتمد على «صحافة الجوال» في أوقات الأزمات بنسبة 79.4 في المائة، بينما يثق بالأخبار التي يتلقاها عبر تلك الصحافة بنسبة تصل لنحو 72 في المائة، ورأت الدراسة أنّ تطبيقات التواصل الاجتماعي هي الأداة الأكبر بروزاً التي يتبعها الشباب للوصول إلى المعلومات، وفي المرتبة الثانية تأتي «متصفحات الجوال»، ثم التطبيقات الإخبارية، فالمنصات الصوتية والمرئية.

من جهته؛ يحكي الصحافي هاني أبو رزق، الذي يختص في إعداد القصص الإنسانية «المكتوبة والمصورة» من داخل غزة، أنّه بدأ في استعمال الجوال في عمله قبل أعوام، لإدراكه الجيد قدرته على التقاط الصور الجميلة، ولعلمه المؤكد أن المستقبل له دون منازع. وعلى صعيده الشخصي، التحق هاني بأكثر من دورة تدريبية، تخصصت في تقديم المهارات اللازمة لاستعمال الهاتف في التغطية الصحافية، منوهاً بأنّه يشجع كل من يقابله من زملائه، على استعماله في العمل، ويرشدهم لبعض الأساسيات، التي تجعلهم يخرجون بأفضل منتج عبره.

ويشير أبو رزق إلى أنّ الجدل القائم حول صحافة الجوال والصحافة التقليدية، يدلل على أهمية الأولى وخوف رواد الثانية منها. فالجوال اليوم صار قادراً على بث الفيديو مباشرة بجودة عالية، وبإضافات مميزة، قد تزيد على تلك التي توفرها أجهز البث العادية التي تستعملها قنوات التلفزيون، شارحاً أنّ «جودة الهاتف الذي يملكه الصحافي هي التي تحدد شغفه تجاه استخدامه في عمله، فكلما زادت الميزات والجودة، كان الأداء قوياً وسريعاً ومحفزاً، وينبه إلى أنّ جميع الأدوات المساندة للكاميرا التقليدية، باتت اليوم موجودة بحجم أصغر وسعر أقل للهاتف الجوال، وهذا يُبيّن مدى إدراك الشركات الكبرى التي تختص في صناعتها، أهمية الأخير».

وعمد كثير من المؤسسات الفلسطينية التي تهتم بتنمية قدرات الصحافيين، على عقد دوراتٍ مختصة بصحافة الجوال في السنوات الخمس الأخيرة، واستفاد منها المئات من الصحافيين الذين أنتجوا كثيراً من الأفلام والقصص باستخدام هواتفهم وبعض الأدوات المساندة، ومن تلك المؤسسات، مؤسسة «فلسطينيات»، التي تعمل بفرعين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتهتم بتنمية قدرات «الصحافيين والصحافيات»، من خلال برنامج نادي الإعلاميات، وبعض المشاريع الممولة أوروبياً، وتقول منسقة مكتب المؤسسة بغزة منى خضر إنّ «تركيزنا على صحافة الجوال، يأتي في إطار مواكبة جديد الإعلام العالمي، وللالتحاق بالتطورات التكنولوجية، التي نعمل على تزويد العاملين في الصحافة الفلسطينية بها، لتحسين طبيعة شغلهم».

صحافي البث المباشر»، هذا هو التعريف الذي يسير به الشاب معتصم سقف الحيط، في محافظات الضفة الفلسطينية؛ الشمالية والجنوبية، فلا يكاد يمر يوم دون أن يجد المتابعون له فيديو مباشراً على صفحته على منصة «فيسبوك»، ينقل من خلاله أحداث الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين والاحتجاجات كافّة، ويبيّن أنّ تجربته مع الهاتف الجوال مختلفة، لدرجة أنّها غيّرت نمط حياته بشكل كامل، وفتحت له أفق للعمل مع كثير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والتلفزيونات، والجميع يطلب منه أن يكون «الجوال» هو أداته في العمل، دون زيادة، وذلك لأنهم يعلمون جيداً أنّه كافٍ لنقل جميع الرسائل والصور.

ويرى سقف الحيط أنّ الجوال في المستقبل القريب سيكون قادراً على الحلول مكان الكاميرا وأدوات الاستوديو التقليدية بشكلٍ كامل، «وذلك يظهر لو نظرنا قليلاً لقطار التطور المتسارع، الذي تسير عبره شركات إنتاج الهواتف الذكية، حيث تعمل على رفع جودة الكاميرات، وتحسين الذاكرة والمعالج»، مضيفاً: «بمبلغ 200 دولار، بات يستطيع الصحافي أن يمتلك هاتفاً، يمكنه من إنجاز عمله، بشكلٍ احترافي متكامل».

وعملت الصحافية الحرّة أمل بريكة مؤخراً على إنتاجٍ مجموعة من الأفلام والقصص المرئية باستخدام الجوال فقط؛ إذ عالجت عبره قضايا مجتمعية وقصص تحدٍّ متنوعة، ونشرتها في وسائل مختلفة، كما أنّها شاركت في عدد من المهرجانات المختصة بأفلام الهاتف، حيث كان آخرها «مهرجان المرأة لأفلام الموبايل» الذي نظمه مركز شؤون المرأة في غزة، خلال يوليو (تموز) عام 2019، حيث عُرض خلاله 15 فيلماً جرى إنتاجها جميعها بالهاتف، من قِبل صحافيات خضعن لتدريب مكثف على مدار أيام عدّة.

 

وفي مقالٍ منشور على موقع «المركز العربي للدراسات والبحوث»، أكّد الدكتور شريف اللبان أنّ الهاتف الذكي تحول إلى أداة إعلامية متكاملة، خصوصاً أن صحافة الجوال «باتت في مرحلة نمو بفضل تطوير تقنيات وتطبيقات جديدة، حيث لا تنفك الهواتف الذكية عن اجتياح العالم مؤكدة بذلك مكانتها في العصر المعاصر والحديث، وصارت قادرة على إنتاج الأعمال الإعلامية المتكاملة»، مشيراً إلى أنّ «الهواتف الذكية دخلت ميدان العمل الإعلامي تدريجياً؛ ابتداءً من خدمات الرسائل العاجلة، قبل سنوات عدة، وأخذت بالتطور، حتى أصبح (الموبايل) مؤسسة كاملة لصناعة الأخبار»

 

قد يهمك ايضًا:

انطلاق صفارات الإنذار في مستوطنات محيط قطاع غزة

 

الجيش الإسرائيلي إطلاق صاروخين باتجاه مستوطنات غلاف غزة

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافة الجوال في فلسطين بث مباشر من الخطوط الأمامية ونقل الأخبار صحافة الجوال في فلسطين بث مباشر من الخطوط الأمامية ونقل الأخبار



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab