أقدم بائع جرائد في ميدان التحرير يوضح أزمة صحافة مصر مع كورونا
آخر تحديث GMT14:02:44
 عمان اليوم -

كانت تعاني قبل أزمة الوباء من عزوف القراء عن شراء نسخها

أقدم بائع جرائد في ميدان التحرير يوضح أزمة صحافة مصر مع "كورونا"

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - أقدم بائع جرائد في ميدان التحرير يوضح أزمة صحافة مصر مع "كورونا"

الصحف المصريه
القاهرة - عمان اليوم

وباء «كورونا» الذي يشغل معظم سكان الأرض حالياً، بعد قتله للآلاف، لم يتوقف تأثيره عند حدود مستشفيات الحجر الصحي فحسب، بل امتد ليشمل مناحي الحياة كافة، ومن بينها الصحافة الورقية التي تلقب بـ«صاحبة الجلالة»، والتي كانت تعاني في الأساس بمصر قبل أزمة كورونا من عزوف القراء عن شراء نسخها المطبوعة، فكيف حالها الآن في ظل أزمة كورونا؟

قبل أربعين عاماً، اختار العم ناصر شعبان ميدان التحرير (بوسط القاهرة) ليبيع به الصحف والمجلات، ما أتاح له مشاهدة الأحداث السياسية والاجتماعية كافة التي مرت بها العاصمة المصرية عن قرب خلال العقود الأربعة الماضية، قبل أن يتابع أصداء جائحة كورونا من المكان ذاته.

يرتشف عم ناصر الذي يعد أحد أقدم بائعي الصحف بميدان التحرير بالقاهرة، كوب الشاي ويتأمل... تبدل المشهد أمامه من رجال ونساء يغوصون بوجوههم في قلب الصحيفة إلى رجال ونساء أعينهم مسمرة في شاشات الهواتف، وحركتهم محمومة، فلم تعد الجرائد لديهم طقساً يومياً.

 رحلة شاقة يخوضها يومياً من منزله في مدينة السلام (شرق القاهرة)، تستغرق ساعتين صباحاً وساعتين مساء، رغم إعاقته التي ولد بها في قدميه، والتي تمنعه من السير بشكل طبيعي. منذ عام 1980، بدأ عم ناصر رحلته مع الصحافة، قادماً من محافظة أسيوط (صعيد مصر)، وهو بعمر 15 سنة، لينضم لإحدى مؤسسات التأهيل المهني للمعاقين، حيث تم علاجه ليتمكن من السير بـ«عكازين».

يروي: «تعرفت على بائع صحف محطة مترو «السيدة زينب»، ووافق على أن أساعده في البيع، أذكر جيداً النداءات (إقرا المساء) حين كنت أعمل في الجرائد المسائية، ولم تكن هناك نسخ مرتجعة من الجرائد الأربع الرئيسية: الأهرام والأخبار والجمهورية والوفد».

ويعود الرجل الخمسيني بذاكرته إلى ثمانينيات القرن الماضي: «بدأت العمل بميدان التحرير عام 1982. أبيع صحف (الأهرام والأخبار والجمهورية والوفد والشعب)، ثم زادت الصحف في التسعينيات، وانضمت الصحف الخاصة، كلما زادت الجرائد زاد تعبها، من حصرها ورصها للعرض للجمهور، ثم جمعها صباح اليوم التالي، وإعادة المرتجع منها». يضحك ثم يضيف: «الجرائد بضاعة لا تفسد».

لا يهم رياح أو شمس حارقة، يتابع عمر ناصر عمله، وقد بات رمزاً من رموز الميدان، بل كانت «فرشة» الجرائد محطة أساسية لأديب نوبل نجيب محفوظ، إذ يقول: «كان المقهى المفضل لمحفوظ (علي بابا) على بعد خطوات مني. أذكر أن سعر الجرنال وقتها كان 20 قرشاً. كان محفوظ يتسم بالهدوء الشديد، يأخذ 5 جرائد، ويعطيني الجنيه، ويمضي للمقهى».
 
«الجرائد في زمن كورونا حالها يصعب على أي حد»، يقول بأسى كبير، مضيفاً: «ليست الجرائد اليومية التي تعاني من عزوف القراء، بل أيضاً المجلات الأسبوعية والشهرية... كانت للمجلات الفنية (شنة ورنة). أما الآن، فالشباب يتابعون الفنانين من (فيسبوك). كما أن المجلات العربية غابت منذ شهرين بسبب الحظر الجوي، لذلك أتمنى من الله أن تنتهي أزمة كورونا، وتعود الحياة إلى طبيعتها مجدداً».

ووفق ناصر، فإنه الآن لا يبيع سوى 40 صحيفة كل يوم. فرغم أن مبيعات الصحف ازدادت قليلاً قبل تفاقم أزمة كورونا بمصر، بسبب شغف الناس بمتابعة كل ما يكتب عن الفيروس، فإنه لا يبيع حالياً إلا بنحو مائة جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري)، خصوصاً بعد فرض حظر التجول، لا سيما أنه يعتمد في بيع صحفه فقط على كبار السن.

 أيام لا تنسى عايشها عم ناصر مع الصحف: «أكثر يوم بعت به جرائد خلال 40 سنة كان يوم اغتيال الرئيس السادات، كانت الناس تتسابق للحصول على نسخة، أما وفاة مبارك فتابعها الجميع على الإنترنت».

يذكر: «قبل الإنترنت، كان الناس يتزاحمون على الصحف في تمام الثامنة مساء، كانوا يقفون في طابور لشرائها، واستمر هذا الوضع حتى أواخر التسعينيات، فكنت ألقي بجسدي على الجرائد حتى لا تسرق».

تدور السيارات في الميدان، وتدور معها عجلات الزمن مسرعة، بينما يحاول عم ناصر ضبط إيقاعها. يتذكر ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، ويقول: «كانت الجرائد تُخطف، خاصة يوم تنحي مبارك، بعت ما يزيد على 20 ألف جريدة».

قبل أن ينفض عنه غبار المارة والسيارات، يترك العم ناصر الميدان في الخامسة مساء، قبل ساعتين من بدء حظر التجوال.

يخشى عم ناصر من تقلبات الزمن، متمنياً اهتمام الحكومة المصرية بباعة الصحف: «ليس لنا نقابة، وللأسف ليس لنا مهنة أخرى، في وقت انخفض فيه عدد باعة الصحف بشكل كبير جداً في مصر» بحسب وصفه.

 قد يهمك أيضا:

الإمارات تعلن وقف تداول الصحف والمجلات الورقية لمواجهة "كورونا"

موسوعة ضخمة ترصد 112 عامًا من الصحافة السعودية في سلسلة "كتاب العربية"

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقدم بائع جرائد في ميدان التحرير يوضح أزمة صحافة مصر مع كورونا أقدم بائع جرائد في ميدان التحرير يوضح أزمة صحافة مصر مع كورونا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 عمان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 عمان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 عمان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 عمان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 22:03 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 04:59 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab