تُشارك سلطنة عُمان ممثلةً "باللجنة العُمانية لحقوق الإنسان" المجتمع الدولي في الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي يُصادف العاشر من ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي تم فيه اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948م.
ويُعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أحد أهم مبادئ ومشاريع الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، هذا وتقوم المنظمة الدولية بدعوة جميع الدول الأعضاء، والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، ومؤسسات المجتمع المدني، والأفراد للاحتفال بهذه المناسبة، كما تنظم الهيئات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة عبر مكاتبها احتفالات وفعاليات متنوعة في مختلف دول العالم، ويتم الإعلان فيه عن الفائزين بجوائز الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان.
ويُعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وثيقة حقوق دولية، حيث تتألف من ديباجة، و30 مادة تُمثل حقوق الإنسان العامة المكفولة لجميع الناس، وهي حقوق إنسانية قابلة للتطبيق لجميع البشر، كما أنها متأصلة، وغير قابلة للتصرف، وتضم مجموعة واسعة من الحقوق السياسية، والمدنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. كما يتم الاستعانة بمواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في إعداد الدساتير والقوانين الوطنية، والمعاهدات والصكوك الإقليمية والدولية، وهي الوثيقة العالمية الأكثر ترجمةً؛ حيث تم ترجمتها إلى أكثر من 400 لغة حول العالم، وتستخدمها المنظمات واللجان الوطنية المعترف بها دوليًا لتعريف الناس بحقوقهم، وواجباتهم.
وفي سلطنة عُمان قامت "اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان" بطباعة وتوزيع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على العديد من الهيئات، ومؤسسات المجتمع المدني، والأفراد، كما وضعت هذه الوثيقة على موقعها الإلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية التزاما وإيمانًا منها بما جاء في الإعلان، ودعمًا لمبادئه الإنسانية الهامة.
علمًا أن "اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان" حاصلة على تصنيف أممي معتمد من قبل "التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان" التابع للأمم المتحدة، وعضو فاعل في أعمال واجتماعات التحالف مما يساهم في تعزيز ممارستها لاختصاصاتها على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.كما أن "اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان" عضو في منتدى آسيا والمحيط الهادي، وعضو رئيسي بالشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وفي اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية.
وتأكيدًا لالتزام "اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان" بواجباتها على الصعيد الإقليمي والدولي شاركت هذا العام في العديد من الفعاليات واللقاءات التي تم معظمها عبر تقنيات الاتصال المرئي (عن بعد) بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، كما كانت حاضرةً في فعاليات ( الاستعراض الدوري الشامل ) الذي قدمتهُ حكومة سلطنة عُمان أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف مطلع هذا العام؛ حيث تقوم جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باستعراض تقاريرها مرة واحدة كل أربع سنوات، بمشاركة اللجان الوطنية المعنية بحقوق الإنسان بصفة مراقب، حيث يتم من خلال الاستعراض توضيح أهم الإجراءات التي تتخذها الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، ومدى الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صادقت أو انضمت إليها أو وقعت عليها، إضافةً إلى استعراض جهودها في إطار تعزيز المرأة، والطفل، وذوي الإعاقة، والمُسنون، والعمَّال، والفئات الأخرى المستهدفة من المجتمع.
الاجتماعات واللقاءات الإقليمية والدولية
وفي السياق نفسه الذي يحقق المزيد من التناغم مع الجهود الدولية في مجال حقوق الإنسان شاركت "اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان" هذا العام في العديد من الاجتماعات واللقاءات الإقليمية والدولية التي شملت حضور ممثلين عن الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، والتحالف العالمي، وإدارة حقوق الإنسان بجامعة الدول العربية، ومنظمة الاسكوا، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والاتحاد الأوروبي.
وهدفت الاجتماعات واللقاءات التي تمت هذا العام إلى دعم التعاون مع كبار المسؤولين التنفيذيين بالمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، وتعزيز المعرفة المهنية، واستعراض الخطط الاستراتيجية، ودعم المعرفة التعاونية والتشاركية، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان وإدارة المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان..
وتم خلال تلك الاجتماعات التعريف بدور المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وتبادل الخبرات، وكيفية الاستفادة من تجارب المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان. كما تم استعراض تعزيز تنفيذ المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة، وخطة العمل العالمية للتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان بشأن المدافعين عن حقوق الإنسان والفضاء المدني، وتعزيز المساواة بين الجنسين، ومكافحة التمييز ضد المرأة، وتعزيز حق الصحة الجنسية والانجابية للنساء والفتيات.
تعزيز البرامج التدريبية
وفي إطار تعزيز الشراكة والتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان شارك موظفو "اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان" هذا العام في دورات تدريبية هدفت إلى التعريف بمبادئ باريس، واختصاصات اللجان الوطنية لحقوق الإنسان، والمهام التي تقوم بها من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وتوضيح دورها في التوعية والتثقيف، وبناء القدرات، إلى جانب التعريف بأنواع البلاغات، وكيفية تفعيل وسائل الرصد وتلقي البلاغات، والآليات الإقليمية والدولية الخاصة بذلك.
كما شملت تلك الحلقات التدريبية تعزيز المعرفة والفهم للتربية على حقوق الإنسان، وتيسير التدريب، وتشجيع فهم وتطبيق المعايير والمبادئ والآليات، ومعرفة الوسائل المناسبة للتخطيط والتثقيف في مجال حقوق الإنسان.هذا ومن خلال ذلك النشاط الخارجي والداخلي للجنة العُمانية لحقوق الإنسان، فإنها لتؤكد حرصها الدائم لدعم الجهود الإقليمية والدولية، ملتزمة بالمبادئ والأهداف الدولية النبيلة، ومشاركة في الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يستذكر تلك المبادئ، ويؤكد العمل بها.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك