القاهرة ـ محمود حماد
تعتبر مدينة مرسى مطروح، ميناء بحري ساحر على ساحل البحر المتوسط، نظراً لتمتع شواطئه بالرمال الناعمة البيضاء والمياه الشفافة الهادئة، وتحميه سلسلة من الصخور الطبيعية وفي وسطها
فتحة تسمح بمرور السفن الخفيفة، وهي عاصمة محافظة مطروح المصريّة، ومصيف يرتاده ملايين السياح، وبنيت المدينة على خليج يحميه من هيجان البحر امتدادًا من الصخور التي تُشكّل حائلاً طبيعياً للأمواج، إلا وابوراً صغيراً تمر من خلاله المراكب الخفيفة. وتعد مرسى مطروح من المدن التاريخية، حيث كانت في عهد المصريين القدماء مدينة صيد صغيرة، وعُرفت في عهد الإسكندر الأكبر باسم "أمونيا"، وفي في عهد البطالمة والإمبراطوريّة البيزنطية عرفت باسم "بارايتونيون"، وعرفها الرومان باسم "بارايتونيوم"، وأصبحت في عهد الرومان ميناءً مهماً يتاجر ويصدر السلع والمحاصيل إلى روما، وأثناء الحرب العالميّة الثانية، وبنى الإنجليز حصناً عسكرياً يقع إلى شرق المدينة اسمه "Baggush Box".
وتضم مرسى مطروح أربعة شواطئ، هي شاطئ الأبيض، ويبعد عن مرسى مطروح بحوالي 18 كيلو مترغرباً، ويمتاز هذا الشاطئ بالرمال البيضاء، وشاطئ عجيبة، ويبعد عن مرسى مطروح بحوالي 24 كيلو متر غربًا، ويمتاز بالمناظر العجيبة الخلابة، وشاطئ روميل، ويقع في جزيرة روميل أمام الميناء الشرقي لمدينة مرسى مطروح ويبعد عنها بمسافة 2.5 كيلو متر تقريباً، وشاطئ كليوباترا.
وتتميز بمناخ متوسطي، ذي شتاء بارد وصيف دافئ جاف، ويرتادها صيفاً ملايين السياح المصريين والعرب والأجانب، وتهطل الأمطار عادة في فصل الشتاء وأحياناً في الخريف والربيع، وقد يهطل البرد أيضاً.
ويدعم المدينة، مطار مرسى مطروح، حيث تبعد قرابة 524 كيلو متر من القاهرة، وإلى الغرب من مدينة الإسكندرية بحوالي 298 كيلو متر، وإلى الشرق من الحدود الليبية بحوالي 217 كيلو متر على الطريق الساحلي الدولي، ويربطها طريق يخترق الصحراء الغربية حتى واحة سيوة التي تقع على بعد 300 كيلو متر إلى الجنوب، ويتفرع منه طريق واحة القارة، ومن بعد سيوة يستمر الطريق إلى الواحات البحريّة، ويربطها خط سكة حديد ببقية أنحاء مصر المتصلة بالشبكة الوطنيّة.
وتضم معالم وآثار، تتمثل في معبد رمسيس الثاني، ومدينة يوليوس قيصر الغارقة، وقصر كليوباترا السابعة الغارق، وآثار الترسانة البحريّة للبطالمة الكائنة غرب الميناء الحديث، والكنيسة القبطيّة المنشأة في أول العهد القبطي وفيها مغارات ذات نقوش.
ويوجد في المدينة التي تتمتع بالهدوء والإنسياب المروري التام، مخبأ روميل، وهو كهف محفور في الصخر، حيث خطط روميل لعملياته العسكرية، وحولت اليوم إلى متحف عسكري، والمقابر البريطانية والألمانية والإيطالية.
أرسل تعليقك