سان بطرسبرغ أسطورة روسية شامخة تتألق بطقوس الشتاء
آخر تحديث GMT15:52:54
 عمان اليوم -

تشتهر بشراب البانيا المعالج للكبد والعضلات والعجز الجنسي

سان بطرسبرغ أسطورة روسية شامخة تتألق بطقوس الشتاء

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - سان بطرسبرغ أسطورة روسية شامخة تتألق بطقوس الشتاء

سان بطرسبرغ أسطورة روسية شامخة
موسكو - حسن عمارة

تبدو مدينة سان بطرسبرغ الشهيرة وكأنها أسطورة من الروايات الروسية لاسيما في فصل الشتاء، إذ يستمتع السياح بشراب نبات البانيا الروسي كعلاج للكبد والأمراض الجلدية وآلام العضلات والعجز الجنسي، وهو جزء لا يتجزأ من طقوس فصل الشتاء الروسي.

ويعتبر الشتاء في هذه المدينة مميزًا للغاية، فهو يوفر الكثير من المناظر الطبيعية المنحوتة من الجليد والبحيرات المتجمدة مع سماء زرقاء مذهلة، وتبعد المدينة 500 ميل عن الدائرة القطبية الشمالية، وكانت المدينة عاصمة لروسيا مرة في السابق، ويمر فيها نهر نيفا الذي يصبح برية من الجليد في الشتاء تحيط به الأشجار العارية على طول قنواته المتجمدة.

وتتميز المدينة بسكانها الذين يعتمدون على الفراء لتدفئتهم، فيما تبدو خدودهم وردية أثناء تجولهم في الشوارع، وسط مصابيح كبيرة على طول شارع نفيسكي، والنوافذ البلورية المتوهجة في المحال التجارية، ويستطيع المعجبون برقص الباليه التوجه إلى مسرح ماريانسكي المضاء بطريقة خلابة؛ حيث تؤدي كل من فرقتي نجنسكي ونورييف رقصاتهما، ويبدأ موسم العرض في الخريف ويستمر خلال فصل الشتاء.

وتحتوي أيضًا على الكثير من الأماكن التاريخية والأثرية، أشهرها تمثال بطرس العظيم الذي يعتلي حصانه بطريقة شامخة، وفي الوقت الذي لا تعتبر فيه المدينة قديمة أو آسيوية مثل موسكو، حيث أنها بنيت كي تكون نافذة موسكو على الغرب، ففي ربيع العام 1903 انتصر بطرس الأكبر على السويديين ونزل من فوق حصانه في المستنقعات التي يحدها نهر نيفا وقطع شريحتين من العشب وضعها على شكل صليب وأعلن وجوب بناء مدينة في هذا المكان.

وبدأ مشروع بناء المدينة بالفعل في القرن الـ18، من خلال ربع مليون عبد وجنود وأسرى حرب يعملون في مشروع بطرس الأكبر، وقامت ألف أسرة في روسيا ببناء منازل وقصور في المدينة الجديدة.

وتم بناء المدينة خلال نحو 50 عامًا، لتصبح واحدة من المدن الأكثر تطورًا وفخامة في أوروبا، بقصور وأكاديميات وكاتدرائيات ومسارح ووزارات ومؤسسات الدولة.
وأصبحت مدينة بطرس الأكبر بالتأكيد نافذته الجديدة على الغرب، وأدارت ظهرها للإمبراطورية القديمة الآسيوية المتمثلة في موسكو، وينظر إليها أهلها على أنها مدينة رومانسية ويحبونها كثيرًا، ويقال إن بطلة رواية المؤلف الشهير ليو تولستوي "آنا كارنينا"، آنا، وقعت في حب الكونت فرونسكي في هذه المدينة.

ودرس تشايكوفسكي في معهد سان بطرسبرغ وأجرى أول عرض لسيمفونيته السادسة في المدينة قبل 9 أيام من وفاته، ودفن في مقبرة تيخفين جنبًا إلى جنب مع غير من الرومانسيين مثل بورودين وموسورجساكي ويمسكي كورساكوف ودوستوفسكي، ولكن الشاعر الروسي العظيم بوشكين هو من جلب عظمة البسالة الرومانسية للمدينة، فالرجل خاض الكثير من علاقات الحب وجولات القتال، وبارز ما لا يقل عن 28 مباراة واستسلم في الـ29، وأصيب بالرصاص على يد رجل اتهمه بمحاولة إغواء زوجته، وحمل أتباعه جثته إلى منزله على نهر مويكا بعد أن فارق الحياة.

وجعل الشتاء من المدينة عالمًا للتصميم الداخلي، وموطنًا لـ500 قصر، تتميز بعالم من السلالم الواسعة المذهّبة، وغابات من الثريات وقاعات من الرقص عملاقة، ومزينة بالتماثيل الرخامية العارية، من بينها قصر سوسوبوف حيث اغتيل راسبوتين، إضافة إلى قصر بيترهوف وتشارسكوي وبافلوفسك وكاترين، بحدائق كبيرة مكللة بالثلج الأبيض.

ويعتبر قصر الشتاء بمثابة أبو القصور في المدينة، وهو مبنى يجعل من قصر باكنجهام يبدو قزمًا بجواره، ويقال إنه يضم 1500 غرفة و117 سلمًا، ويعود القصر لابنة بطرس الأكبر الإمبراطورة إليزابيث التي حكمت روسيا لمدة 20 عامًا في منتصف القرن الـ18، وكانت خزانة ملابسها تضم 15 ألف فستان، وتسبب إسرافها في عجز موازنة الدولة فأمرت ببناء سلسلة من قاعات البيرة في روسيا لسد هذا العجز.

وتمتلك سان بطرسبرغ طبقة أرستقراطية روسية كبيرة تمتلك شقق مذهلة، الكثير منها يطل على نهر نيفا أو قلعة بطرس وبولس حيث أبقى رومانوف السجناء السياسيين في ظروف القرون الوسطى.

وتمتلك روسيا 10 مناطق زمنية بمساحة 6.5 مليون ميل مربع، ويحتاج المرء إلى 9 أعوام في جولة على كل متاحفها ومعارضها، وكانت الملكة كاثرين العظمى مسؤولة عن جمع الكثير من تحف المعارض، وبدت شهيتها للفن مثيرة للإعجاب، وأحبت المجموعات المصرية وفنون الشرق الأدنى إضافة إلى الكلاسيكيات وعصر النهضة.

ويحب الروس ممارسة رياضة التزلج وهوكي الجليد، ويضم فندق الجليد مباريات للهوكي في فصل الشتاء كي يتمكن الناس من قضاء بعض الوقت في الخارج، ويمارس سكان المدينة والشجعان رياضة السباحة في المياه المتجمدة في النهر أو البحيرة من خلال قطع القليل من الجليد للوصول إلى الماء، وبالرغم من خطورتها إلا أنهم يجدون متعة في أدائها، لاسيما عندما يخرجون لتناول البانيا الحارة فورًا.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سان بطرسبرغ أسطورة روسية شامخة تتألق بطقوس الشتاء سان بطرسبرغ أسطورة روسية شامخة تتألق بطقوس الشتاء



GMT 20:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 10:18 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

10 وجهات سفر بأسعار معقولة يمكنك زيارتها

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab