الرياض - العرب اليوم
استطاعت مجموعة من المصورين توثيق مسيرة مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود بالكاميرا، حيث وثقتها وصورتها شخصيات بارزة وعالمية أمثال: محمد صادق، دوما، بونفيس، زنجاكي، ميرزا، تشرلييه، روشيستر، فيريلو، فيرت وغيرهم. وتعتبر هذه الصور الفوتوغرافية، التي تصل إلى 260 صورة، من المجموعات النادرة التي تؤكد تاريخ الملك المؤسس - طيب الله ثراه - الحافل بالمنجزات، والمحفز للعديد من المؤرخين في الكتابة عن جوانب متعددة من سيرته.
وتعتبر صور الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- حاضرة بشكل كبير، حيث تحتفظ مكتبة الملك عبدالعزيز بمجموعات متنوعة من هذه الصور، تشكل المساحة البصرية الكبيرة التي تسجل للباحثين والمعنيين بالتاريخ السعودي، صورًا ومشاهد للحياة السعودية، تبين مرحلة البناء والتأسيس، كما تبين مواقف الملك المؤسس عبر مقابلاته ولقاءاته عددًا كبيرًا من المسؤولين من الرؤساء والملوك والوزراء والسفراء والشخصيات الدولية المعنية بقضايا العالم العربي وأحداث منطقة الشرق الأوسط.
وتشكل هذه الصور تاريخًا بصريًا متسلسلًا لأحداث ووقائع مهمة، وتبرز أهمية كل صورة في مدى ما تشكله من أفق تاريخي يمكن لمن يعنى بتاريخ المملكة العربية السعودية الاجتماعي والسياسي، أن يستعين بها في تعزيز فكرة، أو صياغة رأي، أو التعبير عن حدث تاريخي، باعتبار الصورة من أبرز العناصر في تسجيل الحدث، وقد تكون وثيقة تاريخية.
وتكشف مجموعة من الصور للملك عبدالعزيز – رحمه الله – كيف كان حريصًا على اللقاء بالمواطنين وتوجيههم، واللقاء بشيوخ القبائل والأعيان في لقاءات مباشرة ومفتوحة. كما تُبين إحدى الصور عنايته بالتعليم، وتكريم العلماء وطلاب العلم على حد سواء، فيما تبرز مجموعة من الصور في مواسم الحج، عنايته الكبيرة بشعيرة الحج وبتوجيهاته للتيسير على حجاج بيت الله المعمور، ولقاءاته بوفود الحجيج القادمين من البلاد العربية والإسلامية.
وهناك مجموعة أخرى من الصور تضم مقابلاته – رحمه الله – الرسمية، حيث التقى عددًا كبيرًا من المسؤولين والسياسيين خلال أحداث تاريخية مهمة، ولعل أبرز هذه اللقاءات تمت مع كل من الملك فاروق ملك المملكة المصرية، وونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا، والرئيس الأميركي روزفلت.
يذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقتني مجموعة قيّمة من الصور الفوتوغرافية بطبعاتها الأصلية والمصورة، تمثل مختلف مجالات الحياة في حقب تاريخية مهمة، تمتد من منتصف القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، ويمثل جزءًا من هذه المجموعة مشاهد من الشرق الأوسط.
ويتخلل المجموعة مشاهد من الجزيرة العربية، وأيضاً تتضمن سجلًا بصريًا مهمًا لعدد من دول العالم العربي والإسلامي، وتغطي الصور مناظر تمثل مختلف مجالات الحياة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وشمال غرب المملكة، وما تحويه من أماكن تراثية وأثرية تؤكد على تاريخية المنطقة وما شهدته من حقب حضارية، فضلاً عن مجموعة من الصور للمسجد الأقصى ومشاهد ترصد الحياة الاجتماعية آنذاك، كصور قوافل الصحراء وصور الأسواق وأماكن التجمع، وتعكس المجموعة الكثير من الفنون المعمارية للمنطقة في تلك الفترة، كما تجسدها صور تصاميم المساجد والقصور والبنايات الأثرية، وكذلك الفنون الجميلة والأزياء والعادات الاجتماعية، والحرف اليدوية، والنماذج المعمارية المتنوعة.
أرسل تعليقك