القوات الحكومية السورية تستعيد تدمر التراثية
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

"داعش" دمّر الواجهة المنحوتة للمدرج القديم

القوات الحكومية السورية تستعيد تدمر التراثية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - القوات الحكومية السورية تستعيد تدمر التراثية

داخل تدمر بعد احتلال داعش الثاني لها
 دمشق ـ نور خوام

نجحت القوات الموالية للحكومة السورية، بدعم من القوات الروسية، في استعادة مدينة تدمر التراثية القديمة، المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي من أيدي تنظيم "داعش"، للمرة الثانية في غضون عام. والتقط الجنود الروس صورًا للمدينة المحطمة بعد استعادتها. وأوضح مأمون عبد الكريم، مدير الآثار في سورية، والذي نقل بالفعل الآثار في متحف المدينة إلى دمشق، قائلًا "هذه المرة لا يبدو أن متطرفي "داعش" دمروا المدينة بشكل سيئ كما كنا نخشى".

وساوى "داعش" ركائز تيترابيلون بالأرض خلال الشهرين الماضيين، ودمر الواجهة المنحوتة للمدرج القديم، وأجبر "داعش" السكان المحليين على مشاهدة قتل 25 جنديًا، أثناء الاحتلال الأول للمدينة، ولا يزال متطرفو التنظيم، يقاتلون هذا الأسبوع بالقرب من قلعة تدمر، وشاهد الجنود دخان متصاعد على بعد 6 أميال خارج المدينة حيث موقع المتطرفين، فيما سُمع دوي قذائف مورتر بعد لحظات قليلة.

القوات الحكومية السورية تستعيد تدمر التراثية

وأضاف سمير محمد، الرائد في الجيش السوري، وبجانبه مجموعة من الصخور في قاعدة القلعة التي تعود للقرن 13، "أنهم يقاتلون داعش محاولين دفعهم إلى الوراء"، وفي الاحتلال الأول فجرت "داعش" الموقع حتى خطوات من القلعة ما يعني أن الوصول إليها، لم يعد ممكنًا إلا عبر سلالم مدعومة مع مجموعة من الأنقاض للتسلق عليها، وفي الأسفل تتردد أصداء الدعوة للصلاة في المساجد الفارغة في المدينة ذات الشوارع المهجورة، وربما يقف أحد الجنود الأتقياء بدلا من المؤذن الغائب، وتم تدمير المسجد الرئيسي في البلدة باستثناء المئذنة التي لا زالت واقفة وتحمل الهلال، ويقع جزء من الهلال الأخضر وسط الأنقاض الرمادية فيما لا تزال مكبرات الصوت معلقة.

وأضاف محمد "داعش تفعل ذلك، يحاولون تدمير المساجد ويتظاهروا بأننا من نفعل ذلك"، كما تم تدمير كل قبر في المقابر بشكل منهجي لكونه مرتفعًا للغاية، وهو نفس السبب الذي استخدمه المقاتلون المتطرفون في غرب أفريقيا، لتبرير تدمير المقابر القديمة في تمبكتو، وبغض النظر عن الجنود الروس تقف تدمر فارغة، وعندما سارت امرأة سورية كاسرة حاجز الصمت إلى المدرج القديم للمرة الأولى منذ 3 أشهر، وصفقت بيديها على فمها عندما رأت الواجهة المزخرفة للمرد، والتي أصبحت كومة من الأحجار على المسرح، وفي الزاوية يمكنك مشاهدة جرار مربى استخدم كحامل للشموع، عندما عزفت فرقة سميفونية روسية الموسيقى في المكان احتفالًا باستعادة المكان مرة أخرى، بينما رصد قفص ذهبي للعصافير خاليا على مسافة قصيرة من الطريق بين المدرج ومعبد بيل، بعد أن كان السياح يلتفون من حوله ويقيمون في فندق تدمر إلا أن تلك الأيام انتهت".

القوات الحكومية السورية تستعيد تدمر التراثية

وعلى الرغم من التدنيس والدمار، إلا أن مدينة تدمر الرومانية لا زالت مهيبة، إلا أن مدينة تلمود التي تقع بالقرب منها والتي اعتادت على الحياة والضجيج بآلاف السياح، بدت خالية من الناس، وزار المكان بعض السكان السابقين الذين يعيش الكثير منهم في حمص على بعد 160 كيلو غربًا، لرؤية ما إن كان يمكنهم العودة لوطنهم هذا الأسبوع، إلا أنهم وجدوا الأمر مستحيًلا، نظرُا لعدم وجود ماء أو كهرباء، ويمكنك مشاهدة الستائر تتأرجح من نوافذ فندق تيترابيلون الذي تضرر كثيرًا، وتم تفجير عدة أجزاء منه، وبدت أبوابه مفتوحه على مصراعيها، وأعلن الجيش السوري أن "داعش"، قامت بدهن المصاريع المتبقية باللون الأزرق، وشوهدت كلمة "لا ألغام" بالروسية على أحد جوانب المبنى، وشوهدت ثريا متربة ملقاه بجانب زجاجة بيبسي فارغة في فندق آخر، فيما بدت رسومات "داعش" على جدران الحوائط على عجل، وفي الردهة كانت هناك آثار أقدام لقطة اتخذت طريقها خلال الأنقاض الرمادية.

وتبدو أطلال تدمر قليلة، مقارنة بمقتل أكثر من 400 ألف شخص، وتشريد الملايين خلال الأزمة السورية المستمرة منذ 6 أعوام، إلا أن المحاولة الممنهجة لتدمير الموقع القديم وصفت من قبل الأمم المتحدة باعتبارها جريمة حرب، ووفقا لعبد الكريم تهدف إلى ترويع الشعب السوري، وأردف عبد الكريم "تدمير تراثنا مثل قتل أطفالنا". وأوضح عبد الكريم أنه يمكن إعادة بناء جزء كبير من المدينة القديمة ولكن بغض النظر عن الاستقرار العاجل يتعين الانتظار حتى يعود السلام  للبلاد.

وظلت الجنود هذا الأسبوع على بعد خطوات من متحف تدمر، تحرس القليل مما تبقى من التماثيل التي تركت بعد بذل جهد كبير في إخراجها، فيما بدت وجوه معظم التماثيل محطمة، وقال أحد الجنود مازحًا "إنه نائمًا" في إشارة إلى تمثال مستلقيًا دون وجه، وقامت "داعش" عام 2015 بقطع رأس خالد الأسعد، 82 عامًا، مدير متحف تدمر عندما رفض إخبار المتطرفين عن المكان الذي نُقلت إليه القطع الأثرية الثمينة.

وتمتلئ سورية بالقطع الأثرية القديمة مثل تلك الموجودة في تدمر، وتمثلت مهمة عبد الكريم في محاولة إنقاذ هذه الآثار، ويوضح عبد الكريم أن مهمته الدبلوماسية الثقافية بين أطراف النزاع والقوى الأجنبية ليست سهلة، مشيرًا إلى أن الناس يتهمونه بتبييض وجه حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، لكنه على الرغم من ذلك يقول "غالبية الشعب السوري، يقبلني والوظيفة التي أقوم بها تكون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، ومناطق غير خاضعة للرقابة الحكومية"، ويشير عبد الكريم إلى أنه يشعر بالاستنفاذ من محاولة الهرولة لحماية تراث البلاد طيلة 5 أعوام، محاولًا تقديم استقالته عدة مرات لكنه قوبل بطلبات للبقاء.

وتابع عبد الكريم "حاولت الاستقالة 4 مرات، ولكن كل مرة يحدث شيء ما، وتعبت من مئات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني أسبوعيًا ورسائل واتس أب حتى منتصف الليل يوميًا، لم أتناول الغداء مع زوجتي منذ 5 أعوام، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني قلت الأن نحو 90% من الأثار التاريخية في دمشق، وتم تعبئة وتصوير 320 ألف منهم، هل يمكنني المغادرة الأن"، وبعدها احتلت داعش المدينة للمرة الثانية، ودرس عبد الكريم علم الآثار منذ عقود اعتقد أنه سيحفر للعثور على الكنوز وليس لمحاولة إخفائها، ويضيف عبد الكريم "لقد كانت الحياة هادئة جدا وساحرة لكنها الأن مظلمة"

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوات الحكومية السورية تستعيد تدمر التراثية القوات الحكومية السورية تستعيد تدمر التراثية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab