يعد حصن بركاء من الحصون التاريخية في ولاية بركاء ويقع على الشريط الساحلي للولاية ويجاوره حاليا (ميناء الصيد) بركاء مارينا الحديثة التي تنشأ حاليًا،
ويرجع بعض المؤرخين بناء هذا المعلم إلى عهد اليعاربة (1646-1741)، في حين يعتقد آخرون أن الحصن شُيد خلال فترة حكم حمد بن سعيد (1784-1792)، وهو حفيد الإمام أحمد بن سعيد (حوالي 1749-1783 )، وحسب الروايات أن بناء الحصن كان على مرحلتين: الأولى في عهد اليعاربة، والثانية خلال فترة حكم الإمام أحمد بن سعيد.
كان الحصن قديما محاطًا في الأصل بسور خارجي مع أبراج في كل زاوية ولا يزال اثنان منها موجودين حتى الآن، تم تجديد المبنى بصورة شاملة في القرن العشرين خلال عهد السلطان سعيد بن تيمور (1932-1970)، كما تم ترميمه في العهد الزاهر عدة مرات.
وصف الحصن
يتميز الحصن بهندسته المعمارية الفريدة، بالإضافة إلى بنيته الضخمة والصلبة وأبراجه المصممة خصيصًا لأغراض دفاعية أثناء المعارك إلا أنه يتميز أيضا بفخامة معمارية ترتكز على جمالية شكله البسيط.
ويتم دخول الحصن عبر بوابة خشبية ثقيلة منقوشة بطريقة تقليدية حسب الطراز العماني القديم وصولًا إلى ممر الحراس (الصباح) الذي يؤدي من خلال رواق ثان محروس إلى الفناء المفتوح المرتفع، ويلاحظ في الجدران التي تعتلي الفناء عدد من النوافذ الخشبية المنقوشة بطريقة رائعة والتي تمت صناعتها وتركيبها بكل عناية.
مكونات الحصن
يتكون حصن بركاء من الأبراج الدفاعية وحجرات الحراس ومخازن الذخيرة الحربية، كذلك يضم مسجدًا وتجهيزات معيشية بما في ذلك أربع آبار داخلية مع مناطق إدارية وسكنية.
وفي الطابق الأول نجد المجلس وهو عبارة عن قاعة استقبال فسيحة كان الناس ينتظرون فيها لمقابلة القاضي أو الإمام في القاعات المحاذية.
والمجلس عبارة عن قاعة جميلة مجهزة بشكل جيد طبقًا للطراز التقليدي.
ومن خلال تغطيتها ووضعها ضمن أقواس طويلة فإن النوافذ الضخمة المحصنة في هذه القاعة تمتد من الأرضية إلى ما يزيد عن منتصف المسافة بينها وبين السقف، وكذلك يضم الحصن جناح الإمام الذي يتكون من غرفة طعام وغرفتين متصلتين وإن كانت إحداها تستخدم كغرفة نوم والأخرى للاستقبال وكذلك لقراءة القرآن الكريم، وتطل الغرف الإدارية وغرف الاستقبال على الفناء في حين أن الوحدات السكنية في الجانب الآخر من القاعة تقع قبالة البحر وتشرف على الشاطئ.
المدافع
المدافع الموجودة بالحصن حاليًا إما أصلية أو نسخة مطابقة، إذ تم العثور على بعضها في الموقع وعلى البعض الآخر مدفونا قريبا من موقع الحصن في الرمال في حين تم إحضار عدد منها من الحصون أو القلاع الأخرى الموجودة في الباطنة.
وتوجد في المدخل الرئيسي للبرج نسختان مطابقتان لمدفع قديم يبلغ طوله 7 أقدام ووزنه 14طنا، أما البرج الثاني المطل على اليابسة فهو برج مدفعي صغير نسبيا يوجد عليه مدفعان وزناهما 12 طنا يعودان إلى أواخر القرن الثامن عشر ويكشف البرج البحري الكبير ذو الثمانية أضلاع عن خمسة مدافع تعود للقرنين الثامن عشر، والتاسع، أما البرج الإضافي الصغير فمجهز بمدافع صغيرة.
جمالية الحصن
ولا تجسد مدفعية الحصن كل عظمته فالحصن في الطرف البعيد من الساحة الداخلية يشكل الدرج العريض بشكل غير اعتيادي بنية أفقية مدهشة تتوازن مع الأقواس المقوسة الرائعة للرواق المعد لمسجد الحصن.
وتوجد مجموعة من الجدران المزودة بفتحات تقليدية في الخلفية، وأبعاد هذه الجدران هي الواجهات الداخلية للبرج الكبير للحصن ذي الثمانية الاضلاع.
من خلال حاجز شرفة هذا البرج الشاهق المواجه للبحر يمكن إدراك الصورة الكاملة للتناسق والإبداع في عمارة الحصن وذلك فضلًا عن القوة والسلطة التي كان يرمز إليها في وقت من الأوقات.
ويظهر البرج الواقع في الناحية الشرقية من الحصن بأنه أكبر وأعلى من البرجين الآخرين وكانت قاعدته مرتفعة في الداخل وتمتد كمنصة لمقر القائد وهو أكبر من نظائره في الحصون الأخرى من النوع نفسه إذ يضم خمسة مبانٍ مطلية بالجير أو الجص اثنان منها مزودان بأسوار علوية قصيرة تتخللها فتحات للمدافع وتوجد في الداخل بئر ومساكن الحامية الصغيرة ذات السقوف المغطاة بسعف النخيل ومطلي بالجير في الناحية الشرقية ويعتقد بأنه كان مخزنا، ويوجد على سطحه منفذ دائري نحو المقدمة ويظهر أنه كان خزانا للماء أو مستودعًا للحبوب.
قد يهمك ايضاً
الطلائع يستأنف تدريباته دون راحة استعدادًا لودية دبا الحصن الإماراتي
حصون حكّام المغول أهم معالم الجذب السياحية في دلهي
أرسل تعليقك