تسعى الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء إلى توسيع أنشطتها في مختلف محافظات السلطنة، لتنال من الشمولية أكبر الحظوظ، وينال المثقف العماني حُضنًا وبيتا واحدا يجتمع فيه، ومن تلك الجهود إنشاء أفرع للجمعية في مختلف المحافظات، تلك الجهود تكللت بالنجاح في محافظتي البريمي وظفار، حيث لكل محافظة منهما فرع للجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وخطوات قليلة تفصلنا عن تدشين فرع بمحافظة الظاهرة، والأمل معقود بأن يكون لكل محافظة فرع للجمعية. والسؤال الذي يطرح نفسه، بناء على ما نشرته عمان سابقا، وبناء على واقع الحال الذي يؤكد غياب أعضاء الجمعية عن الأنشطة والفعاليات التي تقيمها الجمعية، فهل من المجدي إنشاء أفرع جديدة للجمعية؟
وفي التالي نسلّط الضوء على فرع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء فرع البريمي، في حوارها مع رئيس مجلس إدارة فرع الجمعية بالبريمي محمد بن نجيم البادي.
بداية تحدث البادي بقوله: "عدد أعضاء الجمعية العمومية من الكتاب والأدباء 40 عضوا من محافظة البريمي، هم أعضاء في فرع الجمعية وأعضاء في الجمعية الأم بطبيعة الحال، يقدم لهم الفرع العديد من الفعاليات، وفي العام الحالي 2020 تنوي إدارة الفرع الاحتفاء برواد العمل الثقافي من أبناء محافظة البريمي، في شتى المجالات الأدبية، وحتى الجانب المسرحي، فالجمعية تعنى بالأدب بشكل عام، حيث أقمنا العام الماضي حوارًا مع الرائد المسرحي أحمد الجابري الذي يعد من أوائل مؤسسي المسرح في البريمي، وهذا النشاط (حوار مع رائد مسرحي) تم استحداثه في الجمعية منذ عامين، ونعمل على مواصلته، وفي 2020 تنوي الجمعية استضافة اثنين إلى ثلاثة من الرواد المسرحيين في جلسات حوارية متعددة، إلى جانب ذلك فهناك في الجانب الشعري لقاءات يقيمها فرع الجمعية، ففي عام 2019 كان لنا لقاء مع الشاعر الشعبي الكبير حمود بن هزاع النعيمي، وكذلك مع الشاعرة نورة البادية، ومتواصلون في عقد تلك اللقاءات العامة للجمهور في العام الحالي، ونحاول، من خلال استضافة الشعراء والمسرحيين في تلك اللقاءات، إتاحة المجال للجمهور لمعرفة مسيرة هذا الرائد وكيف تأسس وتأثر بالبيئة المحيطة به، وندع له المجال للحديث عن تجربته الأدبية".
الحضور
واسترسل البادي في حديثه إذ قال: "ربما من أبرز المشكلات التي تواجهنا عدم تفاعل الأعضاء مع فعاليات الجمعية، وعلى سبيل المثال في عام 2018 جاءنا ضيف من مسقط، ولكن للأسف لم يكن هناك حضور أبدا، يحدث هذا العزوف رغم الكثير من الجهود التي نقوم بها، فنحن نقوم بالترويج للفعالية، وارسال رسائل خاصة لأعضاء الجمعية، وهناك مجموعة في برنامج (الواتس أب) وبشكل عام الحضور في ولاية البريمي قليل، وأذكر أنه قبل فترة أقامت إحدى المؤسسات فعالية، ولتلك المؤسسة السيولة المالية الكافية للترويج، وروجت لها من خلال اعلانات الشوارع والبنرات في المراكز التجارية والدوائر الحكومية وطباعة الدعوات الخاصة وغيرها، ولكن مع كل ذلك كان الحضور ضعيفا، وبالنسبة للجمعية فبعض الاعضاء يعتذرون بسبب أشغالهم الخاصة وظروفهم".وتابع: "نسعى إلى إكساب الفعاليات مزيدا من الزخم، لتكون الفعالية متعددة المجالات قدر الإمكان، ففي بعض تلك الفعاليات نقوم بدعوة عازفين، وقد يكون الحضور أفضل ولكن ليس هو الحضور المطلوب، أحيانا الناس تعتب عليَّ أنا، بأننا لا نصل إلى الجمهور ولا نروج للفعاليات، ولكننا نقوم بكل هذه الأدوار ورغم ذلك هناك حضور متواضع للفعاليات".
وأضاف: "من ضمن خطتنا التوسع في نشر الجانب الأدبي، لذلك نصل إلى المدارس والجامعات ونقدم أصبوحات شعرية، وجاءت تلك المبادرة لأن الأمسيات الأدبية للأسف لا تتمتع بالحضور الكبير، لذلك قررنا أن نتوجه إلى الطلاب في المدارس والجامعات ونقدم لهم قراءات أدبية متنوعة".
واسترسل بقوله: "الملاحظ أن الفعاليات التي نقيمها في الأماكن العامة تتمتع بحضور أكبر، وقد أقمنا في المزار السياحي فلج الصعراني فعالية أدبية، استعرض فيه بعض الكتاب من أعضاء الجمعية إصداراتهم الأدبية الخاصة بالأطفال، كما أقمنا في ذات اليوم نشاطًا للأمهات ووجدنا حقيقة التفاعل المقبول والحضور الجيد".
ومما قاله البادي: "هناك بعض الاختلافات في وجهات نظر بعض الأعضاء مع وجهة نظر أعضاء مجلس الإدارة، وأرى أن هذا الأمر صحي بأن تكون هناك وجهات نظر مختلفة بين الاعضاء، وأبواب الجمعية مفتوحة للجميع لطرح آرائه ووجهات نظره، وهذا أمر محل ترحيب، ولا يعني ذلك العزوف عن الجمعية".
إصدارات
وعرجنا بالحديث مع محمد البادي إلى موضوع الاصدارات، وقال في حديثه: "أتحدث عن شقين في هذا الجانب، شق يعنى بالجمعية الأم في مسقط حيث تتبنى طباعة إصدارات الكُتاب الأعضاء بالجمعية بشكل عام، وذلك وفق شروط كثيرة تهدف إلى تلبية الطلبات الكثيرة للأعضاء وتعرض على لجنة من الأكاديميين، والشق الثاني ما يقوم به فرع الجمعية بتبني طباعة طلبات الأعضاء المسجلين في محافظة البريمي، ففي العام الماضي تبنى فرع جمعية الكتاب والأدباء بالبريمي طباعة اصدارين على نفقته، حيث للفرع شروط أقل مما تشترطه الجمعية الأم، وانتهج فرع الجمعية هذا الاتجاه كخدمة للمنتسبين من محافظة البريمي، وللخروج من زحمة طلبات الطباعة التي تكون على مستوى السلطنة ككل، ففي عام 2019 تلقت الجمعية بفرعها الرئيسي ما يزيد على 300 طلب طباعة، وطُبع منها 30 إصدارا".
الإبداع الثقافي
كما تحدث محمد البادي عن الجائزة السنوية للجمعية، إذ قال: "تفتح الجمعية لأعضائها باب التنافس على جوائز المسابقة السنوية للإبداع الثقافي، وفي العام الماضي 2019 نالت رواية (السكراب) الجائزة التشجيعية وهي للكاتب سليمان المجيني أحد أعضاء الجمعية من فرع البريمي، وحقيقة أنا متفائل بالحراك الثقافي بمحافظة البريمي، وأرى أن المحافظة ولادة بالكتاب والمثقفين، ومنهم ما زال على مقاعد الدراسة لديه إصدارات أدبية متعددة".
الطباعة بالخارج
حديث البادي فتح لنا سؤال حول إصدارات الكتاب العمانيين التي تُطبع في الخارج، وحول وجهة نظره قال: "أعرف أن مؤسسات دور النشر في السلطنة لا تغلب الربح على المحتوى، فمثلا لا تتبنى طباعة أي إصدار إلا بعد الوقوف على محتواه ورؤية ما إذا كان يرتقي للنشر والاصطفاف في رفوف المكاتب العمانية، وهذا الأمر قد يجعل عددا قليلا من الكتاب يذهب إلى مطابع من خارج السلطنة لطباعة إصدارات لا ترقى للنشر، وللأسف في دور نشر لا تهتم أبدا في المحتوى إنما تغلب الجانب المادي، ولا أعني في كلامي أن كل الكتب العمانية التي تُطبع في الخارج لا ترقى للكتاب المحكم أو الكتاب القيِّم، بل هناك عوامل أخرى تدفع بالكاتب إلى طباعة اصداراتهم خارج السلطنة منها السعر وغيرها من العوامل، ولكن أتأسف على حال بعض مؤسسات دور النشر التي تطبع الاصدارات دون مراعاة المحتوى أبدا، وهذا أمر يسيء للمكتبة العمانية".
تعاونات
وسألنا البادي عن تعاون فرع الجمعية مع مختلف الجهات في البريمي، فقال: "نعقد تعاونات كثيرة، ومنها مع فريق فلج الصعراني بقيادة المهندس طالب الجابري، كما أن لنا تعاونا وثيقا مع فريق البريمي الخيري، وكذلك اللجنة الثقافية بنادي البريمي، ومن التعاونات تعاون وثيق مع مكتبة حدائق الفكر، ونحاول أن نترك بصمة تحسب للجمعية من خلال المشاركة في الفعاليات التي تقيمها بعض الجهات، منها على سبيل المثال المشاركة في فعاليات اللجنة الثقافية بنادي البريمي بشهر رمضان. ونظمت اللجنة مهرجانا اجتماعيا أقامت فيه العديد من الفعاليات والانشطة، وشاركنا في المهرجان من خلال استضافة شعراء وكتاب، وكذلك نشارك في الملتقيات الطلابية التي تقيمها الجامعات الموجودة في المحافظة، وليس هذا فحسب، بل كذلك نشارك كفرع في بعض الفعاليات التي تقام خارج المحافظة، ففي النسخة الماضية ال 24 من معرض مسقط الدولي للكتاب، حيث كانت البريمي ضيف شرف، شاركنا في كافة الفعاليات، ورسمنا الكثير من الخطط لإحياء الفعاليات الثقافية المتنوعة، وعززنا حضور الأعضاء في المعرض، فوقع أكثر من 12 كاتبا من البريمي اصداراتهم وأكثر من شاعر كذلك اصداراتهم".
وتابع حديثه: "نكون حاضرين في المشهد الثقافي بالبريمي في كثير من الأحيان، وعلى سبيل المثال نشارك عادة في تنظيم أمسيات صالون فاطمة العليان الأدبي، وهي أحدى أعضاء فرع الجمعية في البريمي".
أمنيات
وحول ما يتمناه محمد بن نجيم البادي من الجمعية العمانية للكتاب والأدباء -الفرع الرئيسي- أوضح: "أمنياتنا ليست كثيرة، ومنها منح الكتاب أو معدي أوراق العمل في الفعاليات التي يقيمها الفرع مكافأة مالية، وبشكل عام كلما زاد الدعم المادي كلما أثر ذلك إيجابيا على مسيرة الفرع، وأتمنى من الأعضاء كذلك الالتفاف حول جمعيتهم، وبدوري أنا أعمل إداري وأخدمهم بالذي أستطيعه، وأقول ليس هناك رئيس مجلس إدارة ومرؤوسون بيننا، جميعنا نعمل لخدمة المجتمع والأديب العماني، أبواب الجمعية مفتوحة لكم، مقترحاتكم محل ترحيب، لكل من أراد تنظيم حلقة، أو امسية، او ندوة فالجمعية ترحب بتلك المبادرات".
قد يهمك أيضا:
نبيل الحلفاوي ويحيي الفخراني يظهران معًا في مهرجان المسرح العربي
معرض الكتاب في انطباعات أدبية نسائية وصورة ناصعة للحراك الثقافي والفكر
أرسل تعليقك