مسقط-عمان اليوم
قرية “منال” إحدى قرى وادي بني رواحة التابعة لولاية سمائل بمحافظة الداخلية، وتطل على الشارع العام المتجه لمحافظات: الداخلية وظفار والظاهرة والقادم منها إلى محافظة مسقط.
وتعد قرية “منال” أحد نماذج القرى التراثية بمحافظة الداخلية لما تزخر به من تراث عريق يحمل في طياته الكثير من مفردات التراث العماني، وهي قرية أثرية تروي تاريخ عمان القديم، وجميع مبانيها بنيت بالطين والصاروج، كما تحتوي على مقابر أثرية ومساجد وبيوت قديمة.
يقول الشيخ إسحاق بن محمد الهشامي: “تقع قرية “منال” في سفح جبلي صغير، وفيها بني مسجد “القصر” وحوله أبراج شيدت في المرتفعات الصخرية، وتعتبر القرية ذات إرث تاريخي يعود إلى أواخر الألف الثانية قبل الميلاد، حيث اكتشفت وراء السفوح الصخرية الواقعة جهة الغرب من القرية مقبرة أثرية، ودلت الحفريات أن المرحلة السكانية الرئيسية فيها كانت أواخر الألف الثانية وأوائل الألف الأولى قبل الميلاد، حيث قامت في السفوح وعلى مجاري الأودية، وفي هذا الموقع تم العثور على أدوات برونزية وأصداف وعظام حيوانات، إضافة إلى بعض من النقوش الإسلامية والرسوم الصخرية”.
والبيوت الحديثة في قرية منال تنحدر باتجاه الشرق، أما مسجد “القصر” فقد شيد في الخلاء بعيدا عن القرية، وسمي بهذا الاسم إذ يعده الرحل والمسافرون نقطة لبدء قصر الصلاة فيه، وهو يتميز بمحرابه الجميل والزخارف الإسلامية التي تبرز براعة النقش الذي رسم هيكله، ليرسم لوحة زخرفية بقيت إلى اليوم، ولكن بمرور الزمان تداعى المسجد، وتهاوت أسقفه وتشققت جدرانه، وفي العام 1998م قامت وزارة التراث والسياحة بترميمه.
ويوجد بقرية “منال” أكثر من 14 برجًا وقلعة تحيط بها من كافة الجهات أبرزها برج “الدروازه” وأبراج الشرقي والغربي والوادي والمنيحة والشعري والحصاة، وجميعها تحكي مدى صلابة وبراعة المواطن العماني في بناء تلك الأبراج بهدف الدفاع عن سكان القرية وقد قامت وزارة التراث والسياحة بترميم 4 منها.
وتشق قرية منال أودية (العسي والمسقاة ودير ورجم وقري) بالإضافة إلى وادي ” الشوعية” وهو من الأودية الأكثر جرياناً أثناء هطول الأمطار على رؤوس الجبال المحيطة بالقرية، كما توجد في القرية ثلاثة أفلاج وهي فلج “الأسفل” وفلج “السيب” وفلج “المنيحه”.
ويعمل معظم أهالي القرية في العديد من المهن التي تعود عليهم بالرزق الوفير، ومن أهمها مهنة البحث عن عسل النحل العماني من قمم الجبال ليباع في أسواق الولاية، كما أن “تربية الماشية” من المهن التي يحرص على ممارستها سكان القرية سواءً في المنازل أو في مزارعهم، كما يعمل أهالي القرية في زراعة محاصيل الليمون والسفرجل والمانجو.
وللمرأة العمانية دور كبير في القرية في مساعدة عائلتها حيث تعمل في العديد من الصناعات والحرف التقليدية منها صناعة “السعفيات” بمختلف أنواعها وصناعة ” الكمة” والملابس العمانية النسائية المختلفة.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك