الفنّانة منال الديب تسردُ ذكرياتها في بلادِها
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

تعتبرُ لوحاتها لغةٍ للتعبيّر عن مأساةِ وطنها

الفنّانة منال الديب تسردُ ذكرياتها في بلادِها

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الفنّانة منال الديب تسردُ ذكرياتها في بلادِها

الفنانّةُ الفلسطينية الأميركية منال الديب
واشنطن ـ إبراهيم ديب

تَعتبّرُ الفنانّةُ الفلسطينية الأميركية منال الديب فلسطين هي خبز أمّها في البيت، ورائحة الأشجار بعد المطر، والجلوس مع أشقّائها، وشقيقاتها و الحديث عن المدرسة، فيما تشرح منال أنّ ذكرياتها تتركز على دفء الحياة اليومية بدلاً من تركيزها على ما يجري في فلسطين من متاعب واضطرابات يوميّة، فيما قالت "لقد كانت هناك مشاكل وحروب ومساوئ وظلم للناس، ولكنّي وضعتها جانبًا وركّزت على ما أشتاق له في الوطن، وما يدور في خلدي عن البيت والوطن."
 وتضيف منال : "لقد ضاع شيء من طفولتي، وقد كتبت كيف يمكن للأشجار الموجودة أمام البيت أن تتخيل أنه لم يعد قائمًا، فالوطن ما زال في وجداني كما كان عندما كنت في سن الـ17 أو الـ12، أعتقد أن الوطن لم يتغير بعد".
و تتحدث منال عن بيت جدها الذي كان موجودًا عندما غادرت منال مدينة رام الله في العام 1986 قائلة  "لم يعد يتغيّر بيت جدي  أبدًا في عقلي، فهو كما أريده أن يكون، ولكنه في الواقع تغيّر كثيرًا عمّا كان.
و قالت منال "إنّ ذكرياتها تتشكل بما يجري في وجدانها وبمشاعرها نحو فلسطين، وليس بما يجري هناك من نزاعات. "إنّها تشبه محاولة رسم صورة رائعة للعيش في بيت يغمره الحبّ في بلد جميل."
وأضافت "أعتقد أن لوحاتي الفنيّة ستعيدني للوطن وللناس الذين أحبّهم مع رسالة قويّة إلى العالم كلّه أنّ ما يجرى في العالم من مشاعر ورسائل نحو العرب والمسلمين والفلسطينيّين لا يمنعني من إعطاء صورة إيجابيّة عن هويتي وجذوري الثقافيّة."
وأعربت  منال أنّ لديها رغبة عارمة لرسم هذه الذكريات الجميلة عن الوطن التي تلهم أعمالها وفنّها لتصبح سلوى وهروب حيث قالت  "وبما أنّ هذا الوطن ليس كما أفكّر فيه، لذلك حاولت خلق وطن في أعمالي الفنية، فأنا أستطيع أن أخلق الراحة والمكان حيث أستطيع الهروب إليهما، ولذلك فأنا أسمّي أعمالي الفنّيّة بالوطن."
وتابعت "إنها لوحات مدفوعة برغبة لتصوير الروح البشريّة التي يصعب الوصول إليها بوسائل أخرى، وباستخدامها اللوحات الشخصيّة فهي تبحث عن كينونتها في لحظة زمنيّة في حياتها وعن مكانها في العالم خلال رحلة وجودها في المنفى.
وتصف منال لوحتها التي تحبّها كثيرًا "من هناك" أنّ وجهي في اللوحة لا يُظهر سوى الابتسامة وبعض الكلمات التي تقول أنا من هناك، وأعني بها من فلسطين. "إنّ ملامحي تتلاشى لأنّي بعيدة عن الوطن وفي المنفى، ومع ذلك فهناك الابتسامة، لأني أعتقد أني في سلام ورضا مع أعمالي الفنيّة وإحساسي بالأمل لوطني."
وبسؤالها عن إن كانت تشعر بسعادة أم بحزن  عند رسمها تلك اللوحات أجابت قائلة" الحزن؟ هذا شيء ليس لي عليه أيّة سيطرة، فالعمل الفنيّ يمثل أيّ شيء ويعكس وصفًا إنسانيًّا أو كفاح المرأة. لا أعني شيئًا معيّنًا في لوحاتي سوى إظهار مشاعري".
وتستطرد منال إنها "كافحت لسنين لكي تجد مكانها وشخصيّتها في العالم وهي تعيش بعيدة عن الوطن، إن الرسم قناة للتعبير عن المشاعر، أحسّ فجأة أن التعبير عن نفسي بالعمل الفنيّ ونقل رسالة ما يعطيني الأمان وتلك الابتسامة على وجهي."
هذا وتظهر بعض الآيات القرآنيّة في لوحاتها لتحفّز خيالها وهي جزء من شخصيّتها. "إن هذه الكلمات في لوحاتي هي الطاقة التي تساعدني في التعبير عن مشاعري بطريقة هادئة."
ومع أن منال لها خبرتها وآراؤها الخاصة في رسم لوحاتها، إلا أنها لا تتوقع من مشاهدي أعمالها أن يكتسبوا رسالة خاصة من كونها فنّانة فلسطينيّة، حيث تعلق على ذلك قائلة "فلا غرابة أنّ بعض الناس قد يقرؤون أعمالي سلبيًّا ويرون أنّ لها علاقة بالأمور السياسيّة. وفي الوقت الحاضر يُعرض لمنال بعض اللوحات في إحدى معارض مقر الأمم المتّحدة في نيويورك، وقد جرى العرض من 29 نوفمبر /تشرين الثاني 2012 إلى 11 فبراير / شباط 2013، وقد صادف ذلك مع رفع وضع فلسطين إلى دولة غير عضو في الهيئة الدوليّة".
ويُذكر أنه بعد 12 يومًا تم نشر مقالة على الموقع الإخباري "بريتبارت"  تقارن بين عدد من لوحات منال في المعرض بشعار على غلاف خطاب الرئيس محمود عباس، حسب رأي الصحافيّة "آن بيفسكي" أنها تصوّر كل إسرائيل كفلسطين وتطالب بحل الدولة الواحدة، فلسطين ودون إسرائيل.
وبسؤالها  إذا ما كانت تعتقد أن الفنّ والرسم يستطيعان أن يغيّرا أو يؤثّرا في الحالة الفلسطينيّة، أجابت منال: "أنا أعتقد أنها أحسن لغة تعبر عن ذلك"، حيث أكدت أنها صدمت من بعض المقالات ردًّا على لوحاتها من وجهة نظر إسرائيليّة، ومن طريقة تفسيرهم للرمزيّة في أعمالها، ومن اعتقادهم أنها كانت تصوّر فلسطين.
وأضافت منال  "إن ما يراه المُشاهد في اللوحة يعتمد على خبرته في الحياة وعلى ما يريد أن يراه في اللوحة."
وتابعت "فأنا فخورة جدًّا بغطاء الرأس عند المرأة الفلسطينيّة في إحدى لوحاتي لأني فلسطينيّة، كما أنني فخورة بالمرأة الفلسطينيّة بشكل عام لأنها قويّة –مثل والدتي-، اما بالنسبة للشخص الذي يعارض الفلسطينيّين وينظُر إلى اللوحة ويقول -حسنًا، هذا شيء مُزعج ويثير القلق لديّ-، فحقًا هذا هو الدرس الذي أردته من تلك اللوحة."
وتعتبر  منال أن لوحاتها لتعريف الناس في كلّ أنحاء العالم بفلسطين، ومن هم الفلسطينيّون "الحرب والقتل في أيّامنا هذه شيئان فظيعان، لذلك فكّرت في استخدام الفنّ ليشاهد العالم الحقيقة عن فلسطين والوطن العربيّ، مركّزة على الوفاق والهدوء بدلاً من العنف والقسوة."
وأضافت منال " مهما يرحل الفنانون الفلسطينيّون فإن اللوحات والصور هي الباقية، وشخصية وروح الفنان هما الباقيتان في هذا العالم، وهذا شيء عظيم ويحمل رسالة عظيمة لتستمدّ وتخلد وجودنا." قالت منال.
واختتمت لقائها  بمقولة للفنّانة الأميركية "أودري فلاك": "إذا مات الإنسان قبل أن يموت، فإنه لا يموت عندما يموت. ومن خلال الفن يستطيع الفنّان أن يعيد الحياة لأعماله كي تموت في وقتها."

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنّانة منال الديب تسردُ ذكرياتها في بلادِها الفنّانة منال الديب تسردُ ذكرياتها في بلادِها



GMT 20:21 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

GMT 10:06 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

GMT 16:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غارة إسرائيلية قرب موقع بعلبك الأثري يعود لآلاف السنين

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab