الكشف عن مقبرة امرأة نوبية مدفونة على الطريقة المصرية القديمة
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

مزجت بين ثقافة القوى الاستعمارية والسكان الأصليين

الكشف عن مقبرة امرأة نوبية مدفونة على الطريقة المصرية القديمة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الكشف عن مقبرة امرأة نوبية مدفونة على الطريقة المصرية القديمة

العثور على مقبرة من الطبقة المتوسطة شرق نهر النيل
الخرطوم - جمال إمام

اكتُشِفت مقبرة قديمة من الطبقة الوسطى في شرق نهر النيل تظهر المزج بين ثقافة القوى الاستعمارية والسكان الأصليين، وتنتمى المقبرة المصرية المكتشفة فيما عرف باسم النوبة العليا إلى امرأة تدعى "وريت" مدفونة على الطراز النوبي لكنها مزينة بتمائم من الآلهة المصرية، ويقول الباحثون الذين اكتشفوا المقبرة أنها تعد مثال للتداخل الثقافي وتظهر الخيارات الفردية التي نشأت مع ظهور هوية ثقافية جديدة.

ووضعت المرأة في القبر بشكل ملتوي راقدة على سرير على جنبها للدفن، وأفاد الباحثون أن هذا الطراز هو الطراز النوبي، إلا أن القبر الذي وجدت فيه قبر مصري كما ارتدت تمائم حول عنقها لإله بيس المصري الحامي للأسر، ودفنت "وريت" مع جعران ما يشير إلى كونها من النخبة، ويعتقد المصريون أن هذا الرمز يساعد الميت في وقت الحكم الإلهي.

واكتشف الباحثون القطع الأثرية في قرية "تومبوس" القديمة وهي منطقة شمال السودان حاليا، وناقش ستيوارت تايسون سميث، أستاذ علم الآثار في جامعة كاليفورنيا وميشيل بوزون عالم الآثار في قسم الأنثروبولوجيا في جامعة بوردو النتائج التي توصلوا إليها في ورقة بحثية نشرت في American Anthropologist.

وأوضح سميث أن تومبوس أصبحت مركز استعمارى مهم بعد غزو المصريين للنوبة في حوالي عام 1500 قبل الميلاد، وكشفت المقابر خلال هذا الوقت عن مزيج من الثقافتين مع وجود اختلافات في طرق العرض بسبب الخيارات الفردية، مضيفا " تم مزج هذه الثقافات المتشابكة بشكل مثير للاهتمام حقا من خلال عناصر مختلفة، ويبدو أن هناك أيضا العديد من الاختيارات الفردية، والأمر ليس مجرد مزج للثقافتين حتى ينتج لنا هذا الهجين، ويبدو أن هناك المزيد من الاختيار الفردي من حيث ما إذا كنت ترغب في سرير نوبي أو تابوت مصري أو أن تكون ملفوف مثل المومياء، أو تريد تميمة على الطراز المصري أو النوبي أو مجوهرات نوبية"..

الكشف عن مقبرة امرأة نوبية مدفونة على الطريقة المصرية القديمة

ويعد هذا العام الثاني من بين ثلاث سنوات من الدراسة قام فيها الباحثون بدراسة مقابر عصر الدولة الحديثة في الفترة من (1550 م – 1070 ق م)، والفترة الانتقالية الثالثة (1070 م – 615 ق م )، وقام بوزون بفحص مواصفات الجمجمة والوجه للأشخاص الذين تم اكتشافهم في الموقع لفهم العلاقات البيولوجية وتأثير اندماج الثقافتين، وتكشف الهياكل العظمية مع محتويات الدفن في المقابر عن وجود تحول في الهوية الثقافية في الفترة التي سبقت الغزو النوبي من مصر وعهد الأسرة المصرية الخامسة والعشرين (فترة نابتن 750 م حتى 650م).

وعلى الرغم من أن النوبيين أطاحوا بحكام مصر قدم القادة الجدد أنفسهم على أنهم قادة مصريين أصحاب أصول ثقافية، وأضاف سميث " نحن نبحث في الديناميكية الاجتماعية التي ظهر منها الفراعنة النوبيون وكيف ساهمت الثقافة المتشابكة في خلق ديناميكية ثقافية ساعدت الفراعنة في المجيء وليس فقط كمجرد غزاة ولكن كمصلحين للأمور في وقت التدهور".

وأفاد الباحثون أن المقابر تكشف عن الأثر الناتج على الثقافتين أكثر من فرض المصريين ممارسات على النوبيين، حيث ولد الفراعنة النوبيون من هوية نوبية جديدة نتيجة التزاوج والتعددية الثقافية، وذكر سميث " ما نسعى إليه هو نموذج تشاركي أكثر دقة بين الثقافة المصرية والنوبية وكيف قادت الخيارات الفردية هذا النوع من التغير العرقي والثقافي وتمكين الفراعنة النوبيية في النهاية من تولى القيادة، وقاد السكان المحليون والمستعمرون القادمون من مصر توجيه مسار الحضارة بنفس قدر قيادة سياسات مصر الاستعمارية، إنها ليست مجرد مصر التي تطب ثقافتها على النوبة، حيث أثّر السكان المحليون حقا على الأشياء وجعلوا الأمر ممكنا للنوبيين لحكم مصر في النهاية".

الكشف عن مقبرة امرأة نوبية مدفونة على الطريقة المصرية القديمة

وبيّن الباحثون أن هذه النتائج تتحدى المعتقدات التقليدية بشأن ديناميكيات الغزو، وأوضحوا أن هناك دلائل في المقابر على وجود تحول ثقافي ساهم في تشكيل كلا الجانبين وقاد ذلك الخيارات الفردية.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكشف عن مقبرة امرأة نوبية مدفونة على الطريقة المصرية القديمة الكشف عن مقبرة امرأة نوبية مدفونة على الطريقة المصرية القديمة



GMT 20:21 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

GMT 10:06 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

GMT 16:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غارة إسرائيلية قرب موقع بعلبك الأثري يعود لآلاف السنين

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab