كانبيرا ـ ريتا مهنا
دعت الباحثة الأسترالية المتخصصة في صحة وأمراض العيون، كاثرين روز، إلى تشجيع الأطفال على اللعب خارج المنزل، لتفادي الإصابة بقصر النظر، والتي قد تؤدي إلى العمى.
وأوضحت أنَّ المرض يصيب العين ويتسبب في رؤية الأشياء البعيدة بطريقة غير واضحة، بينما تظهر الأشياء القريبة في وضوح، مشيرة إلى أنّ الأبحاث كشفت عن أنَّ أعلى معدلات الإصابة بقصر النظر، توجد في الدول التي تتسم بتطبيق نظام تعليمي مكثف، يدفع الأطفال إلى قضاء معظم أوقاتهم داخل المنزل.
وبيّنت "لاحظنا ارتفاعاً في معدلات الإصابة بقصر النظر في أصعب حالاته، وهي تعد إشكالية في حد ذاتها"، مضيفة أن العوامل البيئية تلعب دورًا كبيرًا في تطور المرض.
وتابعت "من الواضح أن هناك العديد من العوامل البيئية التي تتسبب في تطور حالات قصر النظر، لأن معدل انتشاره في بعض البلدان ارتفع بنسبة كبيرة على مر العقود".
ولفتت إلى أن "البعض اعتاد على التفكير أن مرض قصر النظر وراثي، إلا أنه اتضح عكس ذلك تماماً، بسبب التطور السريع في الحالات، مما يعني أن السبب ليس الجينات ولكن العوامل البيئية".
ورصدت الباحثة أن البلدان ذات الأنظمة التعليمية المكثفة، التي تدفع الأطفال إلى قضاء وقت أقل في الهواء الطلق، تعاني من معدلات أعلى في حالات قصر النظر.
وكشفت دراسة حديثة أجريت على الأطفال الصينيين في سيدني وسنغافورة، أن الأطفال الذين يدرسون في أستراليا، لديهم معدلات أقل في مشاكل العين.
وتبين أن نسبة الإصابة بقصر النظر بين الأطفال الصينيين في سيدني تصل إلى 3%، مقارنة بنسبة 29 % بين الأطفال في سنغافورة.
ويمضي الأطفال الصينيون في أستراليا حوالي 13 ساعة في الأسبوع خارج المنزل، وفي سنغافورة يكونون في الهواء الطلق لمدة ثلاث ساعات.
وشددت الباحثة على أن "قصر النظر ليس له أي علاقة بالأصل العرقي، ولكنه يرتبط بنمط الحياة".
ويتسبب مرض قصر النظر، في زيادة حجم بؤبؤ العين، مما يعني أن الضوء لا يصل إلى الأنسجة الحساسة وكذلك شبكية العين، في الجزء الخلفي منها، وبدلا من ذلك، تتركز الأشعة الضوئية أمام الشبكية، مما تسبب في ظهور الأشياء البعيدة بصورة غير واضحة.
ويفيد موقع "Nature" المتخصص في الأبحاث العلمية الرائدة في مجال العلوم، أن النظرية الرائدة التي تكشف عن سبب منع الأشعة الضوئية من الإصابة بقصر النظر، تعتمد على فكرة أن الضوء يحفز إفراز "الدوبامين" في شبكية العين، وهو ناقل عصبي يمنع بدوره استطالة العين أثناء النمو.
أرسل تعليقك