واشنطن ـ رولا عيسى
تمكن علماء أميركيون من التوصل إلى اكتشاف مذهل يمهد الطريق لجيل جديد من العلاجات لأمراض مختلفة مثل الخرف والتوحد، وقد يغير هذا الاكتشاف المناهج الدراسية العلمية.
وتوصل العلماء إلى وجود حلقة مفقودة بين الدماغ والجهاز المناعي، وأن الاثنين يرتبطان بشكل مباشر بأوعية ليمفاوية لم تكشف الأبحاث السابقة عن وجودها.
وأكد الباحثون في كلية الطب من جامعة "فيرجينيا" أن هذا الاكتشاف يمثل طفرة في عالم الطب يمكن أن تؤدي إلى علاجات جديدة للخرف، ومرض التوحد والاضطرابات العصبية الأخرى، وأضافوا أن حقيقة عدم ظهور الأوعية الليمفاوية في المخ في الأبحاث السابقة، بالرغم من رسم التفاصيل الدقيقة لخريطة الجهاز الليمفاوي في الجسم هو أمر يثير الدهشة في حد ذاته.
وبينوا أن "المغزى الحقيقي" من اكتشافهم يكمن في الأثر الذي قد يبدو جليًا أثناء إجراء الأبحاث وعلاج الأمراض العصبية، وينتج مرض الزهايمر، على سبيل المثال، عن تراكم البروتينات في الدماغ، ويرى الفريق البحثي أن هذه الأوعية الليمفاوية تلعب دورا رئيسيا في منع تراكم هذه البروتينات لدى الأشخاص الأصحاء.
وأكد مؤلف الدراسة وقائد الفرق البحثي، جوناثان كيبنيس، أن الأوعية الليمفاوية لا تعمل بشكل صحيح لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر، ويعني التوصل إلى وجود أوعية ليمفاوية في المخ، وجود علاجات جديدة تلوح في الأفق.
وأوضح كينيس أن "الاكتشاف الجديد يغير تماما الطريقة التي ندركها عن التفاعل العصبي المناعي، فنحن دائما ندرس الأعصاب الليمفاوية باعتبارها شيء باطني لا يمكن دراسته، ولكن الاكتشاف الجديد أتاح لنا طرح أسئلة حيوية".
وأضاف" نؤمن بأن كل مرض عصبي يحتوي على عنصر مناعي ، وهذه الأوعية الدموية تلعب دورا رئيسيا، فمن الصعب التصور أن هذه الأوعية الليمفاوية لن تدعم العامل المناعي في المرض".
وتمكن الباحثون من الكشف عن الأوعية اللمفاوية السرية، التي تنقل السائل الليمفاوي، بعيدا عن الأنسجة قبل إعادته إلى الدم في أدمغة فئران التجارب، ويعتقد كينيس أنه لم يتم الكشف عن هذه الأعصاب الليمفاوية الخفية حتى الآن، مضيفًا أن أحد الأوعية الدموية الرئيسية الخفية تصل إلى الجيوب الأنفية، في منطقة يصعب تصورها.
ووصف رئيس قسم علوم الأعصاب في الجامعة، كيفن لي، رد فعله عند اكتشاف الفريق، موضحًا "عندما تمكن الفريق البحثي من إظهار النتائج الأساسية، قلت فقط جملة واحدة، سوف نضطر إلى تغيير الكتب المدرسية".
وأشار لي إلى أن " الأبحاث السابقة لم تكشف عن وجود نظام لمفاوي للجهاز العصبي المركزي، وهو الأمر الذي اتضح بشدة من أول تجربة فردية، ودعمته الكثير من الدراسات منذ ذلك الحين، إلا أن الاكتشاف الجديد سيحدث تغيير جذري في طريقة نظر الناس في علاقة الجهاز العصبي المركزي مع الجهاز المناعي".
ولا يزال كينبيس متشككًا على الرغم من النتائج المبكرة، مضيفًا أنه بدلا من التساؤل حول كيفية دراسة الاستجابة المناعية للدماغ، فيمكن للعلماء الاقتراب من القضية بصورة حيوية وميكانيكية، وذلك لأن الدماغ هو مثل كل الأنسجة الأخرى المتصلة بالنظام المناعي الطرفية عن طريق الأوعية اللمفاوية السحائية.
أرسل تعليقك