التدخين يمنع الجسم من التصدي لمرض السرطان
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

التدخين يمنع الجسم من التصدي لمرض السرطان

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - التدخين يمنع الجسم من التصدي لمرض السرطان

مخاطر التدخين
واشنطن - عمان اليوم

اكتشف علماء في «معهد أونتاريو لأبحاث السرطان» (OICR) إحدى الطرق التي يسبب بها تدخين التبغ مرض السرطان ويجعل علاجه أكثر صعوبة من خلال تقويض وسائل حماية الجسم ضد المرض.
وتربط الدراسة المنشورة (الجمعة) في دورية «ساينس أدفانسيز»، تدخين التبغ، بالتغيرات الضارة التي تطرأ على الحمض النووي أو ما يطلق عليه «طفرات كسب الإيقاف»، التي تدفع الجسم إلى التوقف عن تصنيع بروتينات معينة قبل اكتمال تشكلها، أو كما يصفها محمد شعبان، باحث الدكتوراه في جامعة «إمبريال كوليدج لندن»، ومعهد «فرانسيس كريك» في بريطانيا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بالبروتينات المعيبة غير مكتملة التشكل». ويضيف: «تعدّ نتائج الدراسة مهمة للغاية لأنها توفّر فهماً أعمق للآليات الجزيئية التي يسهم من خلالها تدخين التبغ في تطوّر السرطان وتطور مقاومته للعلاج».
يقول معدّو الدراسة إن تلك الطفرات كانت سائدة بشكل خاص في الجينات المعروفة باسم «مثبطات الأورام»، التي تصنع البروتينات التي تمنع الخلايا الشاذة من النمو بشكل طبيعي. وهو ما تعلق عليه نينا أدلر، طالبة الدكتوراه في جامعة تورنتو، التي قادت الدراسة خلال بحثها بعد التخرج في مختبر الدكتور يوري رايماند في معهد «أونتاريو» لأبحاث السرطان: «أظهرت دراستنا أن التدخين يرتبط بتغيرات في الحمض النووي تعطل تكوين مثبطات الأورام».
وأضافت أنه: «من دون مثبطات الأورام سيُسمح للخلايا غير الطبيعية بالاستمرار في النمو بلا رادع من دفاعات الخلية، ما يمكن أن يؤدي إلى تطور السرطان بسهولة أكبر».
استخدم أدلر وريماند وزملاؤهما أدوات حسابية قوية لتحليل الحمض النووي من أكثر من 12 ألف عينة من الأورام عبر 18 نوعاً مختلفاً من السرطان. وأظهر تحليلهم وجود صلة قوية بين طفرات كسب الإيقاف في سرطان الرئة و«البصمة» التي يتركها التدخين في الحمض النووي.
ثم نظر الباحثون فيما إذا كان مقدار تدخين الشخص له تأثير، ومن المؤكد أن تحليلهم أظهر أن المزيد من التدخين أدى إلى المزيد من تلك الطفرات الضارة، التي يمكن أن تجعل السرطان أكثر تعقيداً وأصعب في العلاج.
يقول شعبان: «يمكن للإفراط في التدخين أن يجعل السرطان أكثر تعقيداً وأصعب في العلاج من خلال تعزيز تراكم تلك الطفرات في جينومات السرطان. وكلما زاد تدخين الشخص، زادت عدد هذه الطفرات الضارة، التي يمكن أن تؤدي إلى اختلال الوظائف الخلوية، كما تؤثر في كثير من الأحيان على المسارات الأساسية الكابتة للورم، مما يجعل السيطرة على المرض أمراً صعباً».
ويوضح أنه من الناحية العملية، هذا يعني أن الأفراد الذين يدخنون بشكل مفرط ليسوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان فحسب، بل يواجهون أيضاً تعقيداً أكبر في أورامهم، مما يؤثر على نتائج العلاج.
في حين يشير ريماند، وهو أستاذ مشارك في جامعة تورنتو، إلى «أن التبغ يلحق الكثير من الضرر بالحمض النووي لدينا، ويمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على طريقة عمل خلايانا». وأضاف: «تسلط دراستنا الضوء على كيفية قيام تدخين التبغ بتعطيل البروتينات المهمة، التي تعد اللبنات الأساسية لخلايانا، وما يمكن أن يكون له تأثير طويل المدى على صحتنا».

وحددت الدراسة أيضاً عوامل وعمليات أخرى غير التدخين مسؤولة عن إنشاء أعداد كبيرة من طفرات كسب الإيقاف، ترتبط بقوة بسرطان الثدي وأنواع أخرى من السرطان، مثل النظام الغذائي غير الصحي واستهلاك الكحول، لما لها من آثار ضارة مماثلة على الحمض النووي، لكن ريماند يقول إن هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات لفهم كيفية عمل ذلك بشكل كامل.
أما بالنسبة للتدخين، فيقول أدلر إن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة هي جزء مهم من اللغز وراء السبب الرئيسي للسرطان في العالم. ويوضح: «يعلم الجميع أن التدخين يمكن أن يسبب السرطان، ولكن القدرة على شرح إحدى الطرق التي يعمل بها هذا على المستوى الجزيئي هي خطوة مهمة في فهم كيفية تأثير نمط حياتنا على خطر الإصابة بالسرطان».
يقول رئيس «معهد أونتاريو لأبحاث السرطان»، الدكتور لازلو رادفاني، إن هذه الأفكار الجديدة يجب أن تعزز أن تدخين التبغ هو أحد أكبر التهديدات لصحتنا.
من جانبه، يشدد شعبان على أنه يمكن أن يوجه هذا البحث لتطوير استراتيجيات علاجية جديدة، كما يمكن الاستفادة منه لتطوير حملات أكثر فاعلية لمكافحة التدخين. فمن خلال فهم أفضل لكيفية تعطيل التدخين لمثبطات الأورام، يمكننا استكشاف علاجات مستهدفة للتخفيف من آثار هذه الطفرات.
ويضيف: «تفتح هذه الورقة البحثية الباب أمام حقبة جديدة من علاج السرطان الشخصي، وتكييف التدخلات وفقاً لتاريخ التدخين لدى الفرد وملفه الجيني، مما يؤدي في النهاية إلى رعاية أكثر فاعلية ودقة لمرضى السرطان».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الإقلاع عن التدخين مبكرًا بتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة

نيوزيلندا أول دولة تستعد لمنع شبابها من التدخين نهائياً

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التدخين يمنع الجسم من التصدي لمرض السرطان التدخين يمنع الجسم من التصدي لمرض السرطان



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 21:47 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 19:40 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 04:43 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:09 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab