مسقط - عمان اليوم
أكَّدت المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة العُمانية، أنَّها تُواصل متابعة تطورات فيروس "كورونا" المستجد 2019، مع تفعيل خطط الجاهزية على المنافذ الحدودية، وفي جميع مؤسسات الرعاية الصحية للتعامل مع الحالات المشتبه بإصابتها، ورفع مستوى الوعي العام حول المرض؛ وذلك في ظل استمرار الجهود الدولية -خاصة في جمهورية الصين الشعبية- لاحتواء فاشية الفيروس المستجد، وحثَّتْ الوزارة المواطنين والمقيمين على الالتزام بإلاجراءات الوقائية لمكافحة العدوى، واتباع العادات الصحية السليمة أثناء السفر إلى الصين، وغيرها من المناطق الموبوءة، والتوجُّه إلى أقرب مركز للرعاية الصحية فور ظهور أية أعراض، مع الإفصاح عن تاريخ السفر.
وقالتْ الوزارة إنَّ التحريات الوبائية حول العالم جارية للتعرف على الناقل الحيواني لفيروس كورونا المستجد المتفشي في الصين "2019 n-COV"؛ حيث أثبتت الدلائل الأولية أنَّ عدوى فيروسات كورونا المستجدة تنجم عن مخالطة حيوانات مصابة بالفيروس. وأوضحت الوزارة -في تقرير لها تلقت "الرؤية" نسخة منه، أمس- أنه تم إثبات انتقال الفيروس من شخص إلى آخر؛ وذلك عن طريق الاتصال عن قُرب مع الشخص المصاب عادةً، كما يحدُث في سياق الأسرة أو أماكن العمل أو في مراكز الرعاية الصحية مثلًا. وكذلك عن طريق التعرض للأسطح الملوثة بإفرازات الشخص المصاب. إضافة إلى ذلك، فلقد تم تسجيل حالات انتقال للعدوى بين العاملين في مجال الرعاية الصحية؛ نظرًا لاقترابهم من المرضى أكثر من عامة الناس؛ لذلك يوصى هؤلاء العاملين باستخدام وسائل الوقاية الشخصية المناسبة من العدوى واتباع تدابير المكافحة اللازمة.
وأشارت إلى أنه بين حالة من الترقب لتوارد مزيد من المعلومات حول الميكروب المسبب لحالات من الالتهابات الصدرية الشديدة بولاية ووهان الصينية في أواخر ديسمبر من العام المنصرم، وبين الكشف عن كون الفيروس من عائلة التاجيات المعروفة بالكورونا؛ ظلت الهيئات والمنظمات الصحية والعلمية بين المشكك والمتأكد من قابلية انتشاره خارج حدود ووهان، فيما مكن الإعلان عن الشيفرة الجينية لفيروس كورونا المستجد 2019 -كما تعارف على تسميته مؤقتا- من إيجاد الفحص الخاص به والذي يؤكد إصابة أي مريض مشتبه في حمله لهذه العدوى؛ مما سَاعد في تشخيص عدد الحالات المبلغ عنها داخل وخارج مدينة ووهان، وفي عدد من الدول الأخرى، والذين كان لهم تاريخ سفر إلى ووهان خلال فترة 14 يوما قبل التشخيص.
وأوضحتْ أنَّ فيروسات كورونا تعد فصيلة واسعة الانتشار تسبب طائفة من الأمراض تتراوح بين نزلات البرد الشائعة ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحادة، مضيفة أنَّ من أمثلة فيروسات كورونا المستجدة التي تسببت سابقا في أوبئة فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم "سارس"، وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس".
وتابعت أنه تم الإبلاغ عن أول حالة للإصابة بفيروس كورونا المستجد الحالي بتاريخ 31 ديسمبر 2019 في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي بجمهورية الصين الشعبية، وحتى تاريخ 26 يناير 2020 تم تسجيل ما يزيد على 1000 حالة في الصين؛ من بينها: 59 حالة وفاة، مع تسجيل 34 حالة مؤكدة خارج الصين في كل من تايلند وماليزيا وسنغافورة واليابان وتايوان وكوريا الجنوبية وهونج كونج وماكاو وفيتنام ونيبال وأستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ولم يتم حتى الآن تسجيل حالات للإصابة بالفيروس في السلطنة أو في منطقة الشرق الأوسط، ولا تزال تحديثات التقصي الوبائي مستمرة حول الخصوص.
وتتلخَّص أعراضُ الإصابة بهذا الفيروس فيما يلي: الحمّى، والسعال، وضيق النفس وصعوبة التنفس. وفي الحالات الأشد وطأة قد تسبب العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي وحتى الوفاة.
وأكدت الوزارة أنه حتى الوقت الراهن لا يوجد لقاح فاعل لهذا الفيروس، وفي حالة ظهور مرض جديد لا يتوافر له أي لقاح ما لم يتم تصنيعه أولًا، وقد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل التوصل إلى تصنيع لقاح ضد الفيروس. وبينت أنه لا يوجد علاج محدد للمرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، غير أنَّ العديد من أعراضه يمكن معالجتها، اعتمادًا على الحالة السريرية للمريض، وقد تكون الرعاية الداعمة للأشخاص المصابين بالعدوى ناجعة للغاية.
وبحسب المعطيات المتوفرة حاليا عن المرض، فإنه لم يتم فرض قيود على السفر إلى جمهورية الصين أو أي من المناطق التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد، غير أن اتخاذ مثل هذا الإجراء في المستقبل يخضع أولا بأول لكل ما يستجد من معلومات حول الفيروس.
وحول قدرة العالم على مواجهة هذا الطارئ بناءً على الخبرات التراكمية الناتجة عن التعامل مع فيروس السارس وكورونا متلازمة الشرق الأوسط، بيَّن التقرير أن الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذا التساؤل من واقع ما يستجد من انتشار للمرض وشدة الإصابة به.
ودعت المديرية المواطنين والمقيمين إلى استقاء المعلومات حول الفيروس من مصادرها الرسمية، وعدم الالتفات أو التسويق للشائعات؛ لما في ذلك من إضرار بمستوى الوعي العام وتشتيت الجهود المبذولة فيما لا طائل فيه.
قد يهمك أيضا:
إصابتان بـ كورونا في الرياض والحوية
المزروعي يؤكد أن فيروس كورونا له ناقل آخر غير الجِمال
أرسل تعليقك