لندن ـ عمان اليوم
أفاد باحثون من جامعة فلندرز في أستراليا بأن التعرض إلى الضوء في الليل يؤدي إلى خلل في الساعات البيولوجية للجسم، ما يؤثر بشكل مباشر على عملية التمثيل الغذائي ويزيد من خطر زيادة الوزن والإصابة بمرض السكري.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، استندت هذه الدراسة إلى تحليل أرقام من البنك الحيوي البريطاني، وهي قاعدة بيانات بحثية مذهلة تحتوي على معلومات من أكثر من نصف مليون شخص.
وأطلقت الحكومة البريطانية مشروع قاعدة البيانات في عام 2006، وهو مشروع مستمر يجمع البيانات الصحية من خلال استبيانات مفصلة وتقييمات بدنية، بالإضافة إلى عينات الدم والبول، ويستخدم الباحثون كل هذا لمعرفة المزيد عن المرض ومحفزاته.
وبحث فريق فليندرز بيانات 84 ألف مشارك، جرى تزويدهم جميعا بأجهزة مراقبة لتقييم كمية الضوء التي تعرضوا لها في الليل على مدار أسبوع، وقارن الباحثون البيانات بأخرى عن أولئك الذين أصيبوا بمرض السكري من النوع الثاني على مدى السنوات الثماني التالية.
وكانت النتائج مذهلة: تم تشخيص إصابة ما يقرب من 2000 شخص بمرض السكري خلال فترة الدراسة - وكان أولئك الذين تعرضوا لمزيد من الضوء في الليل معرضين لخطر أكبر: كان الأشخاص المعرضون لنحو 0-20 في المائة من الضوء أكثر من المشارك العادي معرضين لخطر الإصابة بالنوع الثاني بنسبة 29 في المائة أكثر من أولئك الذين كانت مستويات الضوء الليلي لديهم أقل من المتوسط.
وكان أولئك الذين تعرضوا للضوء بنسبة 20-40 في المائة أكثر عرضة للخطر بنسبة 39 في المائة؛ وأولئك الذين تعرضوا للضوء بنسبة 40-50 في المائة أكثر عرضة للخطر بنسبة 53 في المائة.
كانت هذه بالطبع دراسة مراقبة - وليست المعيار الذهبي في الإثبات، أي تجربة سريرية عشوائية - لذا فإن النتائج أعطتنا ارتباطًا ولكن ليس بالضرورة رابطًا سببيًا.
ويعتبر التعرض الفعلي للضوء كان العامل المسبب، كلما زادت كمية الضوء، زادت حالات الإصابة بمرض السكري. ولكن الأهم من ذلك أن هناك تفسيرا بيولوجيا: فنحن نعلم الآن أن الضوء في الليل يعطل نومنا وساعتنا البيولوجية ــ الساعة الداخلية التي تنظم دورة النوم والاستيقاظ.
ويحمل هذا الخلل عواقب وخيمة في طياته فهو قد يضعف حساسية الأنسولين، أو استجابة خلايانا للأنسولين، وهذا الهرمون هو الذي ينقل السكر من الدم إلى الخلايا، وبما أن خلايانا تصبح أقل حساسية، فإن مستويات الجلوكوز في الدم تصبح أعلى وينتج الجسم المزيد من الأنسولين.
وتحول هذه العملية الجلوكوز الزائد إلى دهون ولكن مع مرور الوقت، تطول العملية إلى الحد الذي تظل فيه مستويات الجلوكوز في الدم مرتفعة، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك