تمكن علماء ألمان من تطوير عقار جديد يحرق الدهون المتراكمة عن طريق زيادة نسبة الدهون البنية الصحية في الجسم، بما يساعد على فقدان الوزن بشكل سريع.
وأسفرت التجارب الأولية التي أجراها العلماء عن نتائج إيجابية مشجعة لاستخدام هذا الدواء، مما يثبت فاعليته في تسريع معدل حرق الدهون في الجسم، فضلًا عن أنَّ التجارب السريرية خلصت إلى أن الدواء آمن.
ويعمل الدواء عن طريق تشجيع إنتاج المزيد من الدهون البنية الصحية، التي تولد حرارة وتعزز عملية الأيض، والحد من إنتاج الدهون البيضاء غير الصحية.
وتمتص خلايا الدهون البيضاء السعرات الحرارية وتخزنها في أماكن مختلفة في الجسم مثل البطن، وجانبي الخصر والفخذين، ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني.
وتحتوي أجسام الناضجين على كمية صغيرة من الدهون الصحية البنية التي تحرق السعرات الحرارية وتولد الحرارة في الجسم لحرق الدهون.
وتوصل الباحثون في جامعة بون في ألمانيا إلى اكتشاف إنزيم خاص يدعى "SGC"، ويتسبب في تحويل الطعام إلى من الدهون البنية وكمية أقل من الدهون البيضاء.
وتبلغ نسبة الدهون البيضاء المتنوعة غير الصحية في أجسام البالغين، حوالي 90% من متوسط الدهون الموجودة في الجسم .
أما أجسام الرضع والأطفال فتحتوي على الكثير من الدهون البنية، للحفاظ على شعورهم بالدفء، أما البالغين الذين لديهم نسبة دهون بنية عالية، يتمتعون بجسم أقل حجمًا من هؤلاء الذين لا يملكون دهون بنية.
وتوصل فريق البحث الألماني إلى وسيلة لزيادة نسبة الدهون البنية في الجسم، وأظهرت التجارب المبكرة التي نشرت في المجلة الطبية "Nature Communications"، أن فئران التجارب التي تلقت الدواء التجريبي أطلقوا مستويات أعلى من إنزيم "SGC"، ما أدى إلى تشكيل المزيد من الدهون البنية.
وتمكنت هذه الفئران من خسارة الوزن وحرق الدهون البنية، وتخزين كمية أقل من الدهون البيضاء، ورحب الخبراء بنتائج الدراسة، لافتين إلى أن الدواء سيحتاج المزيد من الوقت لتطويره؛ ليصبح علاج للإنسان.
وصرَّح الخبير في التغذية والحمية في كلية "كينغز" في لندن، الباحث توم ساندرز، قائلًا: "تتمتع هذه الدراسة بأهمية كبيرة، لأنها تسلط الضوء على وجود آلية تساعد على حرق الدهون".
وأوضح ساندرز: "اهتم الكثير من العلماء بإنضاج الأنسجة الدهنية البنية، وارتبطت النتائج بخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وذلك لاقتران الدهون الزائدة بالإصابة بالمرض".
وأضاف: "تم إجراء هذه الدراسة على فئران التجارب، لأن نسيجها الشحمي البني يلعب دورًا أكثر أهمية في الحفاظ على توازن الطاقة أكثر من البشر، ويتبقى أن نكتشف ما إذا كان الدواء له أي آثار جانية على ضغط الدم".
ولفت الباحثون، بقيادة الكسندر فايفر من جامعة بون، إلى أن تطوير العلاج لا يزال في مرحلته المبكرة، ولا ينقص سوى اختبار تأثيره الطبي على البشر.
أرسل تعليقك