المثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها وأتبنى الثورات المتمردة
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

المدير العام الأسبق لوزارة الثقافة اللبنانية عمر حلبلب لـ"العرب اليوم"

المثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها وأتبنى الثورات المتمردة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - المثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها وأتبنى الثورات المتمردة

بيروت ـ العرب اليوم

أكّد المدير العام الأسبق لوزارة الثقافة اللبنانية الدكتور عمر حلبلب أنه من الصعب الفصل بين الثقافة العربية والواقع المرير الذي تعيشه سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، مشدّدًا على أن الثقافة العربية تعاني من جمود وسكون كامل. واعتبر الدكتور عمر حلبلب، في حديث إلى "العرب اليوم"، أن "المثقف الذي تصنعه السلطة أزمة وجب تخطّيها"، مشيرًا إلى أن "أهم عامل لأزمة الثقافة والكتاب  يكمن في مشكلة الحرية، وانخفاض سقف الديمقراطية المتاحة في العالم العربي". وأشار المدير العام الأسبق لوزارة الثقافة اللبنانية الدكتور عمر حلبلب إلى أنه "لا يمكن حصر تعاريف ومفاهيم  الثقافة أو المثقف"، مشدّدًا على أن "الثقافة هي مجموع التراث الإنساني لكل أمة، بما فيها التراث المادي وغير المادي"، مضيفا أن "هذين المكونين الرئيسين مع ما يضاف إليهم من نقل وترجمة من الداخل أو الخارج يشكلون ثروة الأمة وزادها الثقافي". وأوضح الدكتور عمر حلبلب أن "المثقف لا يبدأ من الصفر، بل ينطلق من تراكمات ثقافية سبقته، ليكون نتاج تطور ثقافي آخر"، مشيرًا إلى أن "الخلاف الأكبر في الثقافة العربية يتمحور على العلاقة بين المثقف والسلطة". ولفت الدكتور حلبلب إلى أن "المثقف الحقيقي هو الذي يخلق السلطة وليس الذي تخلقه السلطة، والمثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها". وبيّن حلبلب أن "الثقافة العربية تعيش في مناخ عربي مرير، ملؤه الإنهزام، والتفتيت والانقسام، فضلاً عن بقية القضايا الداخلية المتشعّبة لشعوب المنطقة العربية، وهو ما لا يترك مجالاً ولو بصيص نور للقراءة بشكل حيادي"، مؤكّدًا أن "الثقافة العربية تعاني من جمود وسكون كامل"، وأضاف "لو قارنا فترة الرسول العربي محمد، صلى الله عليه  وسلم، وصولاً إلى ابن رشد وابن خلدون والمعتزلة، مع الأجيال التي خلفتهم، وصولا إلى المرحلة الراهنة، سنجد في المرحلة الأولى ثقافة متمردة، تجعل من العقل أساسًا لها، بينما  في أيامنا هذه فنحن نعيش جمودًا وتحجرًا وانكفاء إلى الوراء، بينما العالم  من أمامنا يتقدم". وبشأن أسباب الأزمة الثقافية التي يعيشها العالم العربي، أوضح حلبلب أن "المواطن العربي يقرأ ثلث صفحة في العام كله، بينما الأميركي  يطالع 11 كتاب في العام، وهذا يعود إلى أسباب عديدة من بينها ما هو اقتصادي، نظرًا لوجود شرائح اجتماعية غير قادرة على تحمّل كلفة الكتاب، فضلاً عن آثار العولمة على تردي نسب القراءة والمطالعة، إضافة إلى أن نسبة الأمية مازالت مرتفعة جدًا في العالم العربي، وهو ما جعل العديد من أسواق الأدب والشعر غير مجدية  اقتصاديًا، نظرًا لغياب القراء وعزوفهم عن الكتب الجدية مثل النقد الأدبي". وشدّد على أن "أهم عامل لأزمة الثقافة والكتاب في العالم العربي يكمن في مشكلة الحرية، وانخفاض سقف الديمقراطية المتاحة في العالم العربي"، مشيرًا إلى أن "الحاضن الأساسي لتنوع الثقافة وتطورها هو الحرية، وهو ما جعل لبنان يتفوق نسبيًا على غيره من الأقطار العربية في هذا المجال". ويرى حلبلب أن "الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي، والحكم المطلق، شكلا احتقانًا للشعب العربي، اجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا، وصل إلى درجة الإنفجار مع ثورات الربيع العربي"، معتبرًا أن "الثورات ثقافة متمردة من نوع جديد، تعبّر عن الاحتقان، والوجدان الشعبي الثقافي في العالم العربي، وهي التي ستكون أداة التغيير الثقافي المستقبلي للعالم العربي، وضد كل خطاب ارتدادي إلى الماضي". في ختام حديثه، أكّد المدير الأسبق لوزارة الثقافة اللبنانية الدكتور عمر حلبلب أنه "يتبنى الثورة المتمردة وليست المدجنة، التي تتبناها السلطة"، لافتًا إلى أن "الثقافة العربية، رغم التحديات التي تعيشها، فهي متأصلة، وأن الكتلة الشعبية ستصمد، في إطار بناء إنسان عربي جديد".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها وأتبنى الثورات المتمردة المثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها وأتبنى الثورات المتمردة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab