الشباب الصوماليون يعيدون بناء مقديشو الرائعة بعد الحرب
آخر تحديث GMT14:02:44
 عمان اليوم -

استخدام التكنولوجيا الرقمية للحفاظ على الروعة المعمارية

الشباب الصوماليون يعيدون بناء مقديشو الرائعة بعد الحرب

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الشباب الصوماليون يعيدون بناء مقديشو الرائعة بعد الحرب

ميناء صيد في مقديشو
مقديشو ـ عبدالباسط دحلي

أجرى زار يوسف شيغو، قبل خمس سنوات، زيارة إلى أنقاض فندق "العروبة"، الذي كان كبيرًا في يوم من الأيام ويطل على المحيط الهندي على الواجهة البحرية لمقديشو, حيث عمل جده في فندق مجاور في السبعينات، وشاركه قصص مع الدبلوماسيين وكبار الشخصيات الذين مكثوا هناك في زيارات متكررة إلى البلاد التي كانت تُعرف آنذاك باسم "سويسرا الأفريقية", وبعد عقود من الحرب الأهلية، كانت نوافذ فندق العروبة المقوّسة وواجهة الجص الأبيض في حالة يُرثى لها, وقد اختفى الطابق الرابع بأكمله، حيث أُطلق بنيران الهاون.

- مشروع الهندسة المعمارية الصومالية هو أمل الشباب في إحياء مقدشيو:
بالنسبة إلى شيغو، وهو خريج حديث من مدرسة مانشستر للهندسة المعمارية، فالمباني كانت عبارة عن مدرسة علمته عن بلد غادره إلى المملكة المتحدة عندما كان طفلًا, لقد علقوه بقصص والديه وأجداده, ويقول "كانت هناك طرقًا ومبانِ جيدة مثل أي مكان آخر", وكان من الممكن أن تكون واحدة من أكبر المدن في أفريقيا".

ويعتبر شيغو مؤسس مشروع الهندسة المعمارية الصومالية، وهو مشروع يُعيد بناء المباني والآثار الرقمية بشكل رقمي من عصر ما قبل الحرب في مقديشو، ويقدم رؤية إيجابية لمدينة كانت في يوم ما عاصمة اقتصادية وثقافية مزدهرة - ويمكن أن تكون مرة أخرى, ويتضمن عملهم مجموعة طموحة من النماذج الرقمية ثلاثية الأبعاد للمباني البارزة التي دُمِّرت إلى حد كبير، والتي أنشأها شيغو بعد سنوات من الأبحاث الأرشيفية, وهناك أيضًا حساب على Instagram مشهور يضم مئات الصور لعظمة تلك المدينة السابقة.

- استخدام التكنولوجيا الرقمية للحفاظ على الروعة المعمارية:

إن مشروع شيغو هو أحدث مبادرة تستخدم التكنولوجيا الرقمية للحفاظ على الروعة المعمارية للماضي وإعادة إنشائها, ولقد استلهم مشروع من وحي الناشط السوري الراحل باسل خارتابل وبدعم من معهد الآثار الرقمية (IDA) ومنظمة اليونيسكو التي كان لديها متطوعين قاموا بالتقاط صور ثلاثية الأبعاد لمدينة تدمر قبل سقوطها لمقاتلي تنظيم "داعش" في عام 2015, وتم بعد ذلك إعادة بناء قوس النصر في المدينة القديمة على نماذج ثلاثية الأبعاد تم إنشاؤها بواسطة قاعدة بيانات الصور، مع الإشراف من مدير متحف تدمر, "من خلال التركيز على الكيفية التي كانت عليها المدينة، نحن نسأل أيضًا أين تسير المدينة الآن"، كما يقول, ويأمل أن تكون النماذج ثلاثية الأبعاد بمثابة دليل للتطوير المستقبلي، لتذكّر مخطّطي التراث المعماري بهذه المدينة

- جذب هذا المشروع المواطنين الصوماليين
ووفقا لروجر ميشيل، مدير المؤسسة الدولية للتنمية، فإن الهدف من هذه المشاريع يتجاوز الترميم، وبناء المجتمعات وإشراك الناس في تاريخ ثقافي مشترك, ويقول "هذه النماذج مفيدة في إعادة الأمور من الماضي للمعرفة والترميم، ولكنها أصبحت نصب تذكارية في حد ذاتها", المشروع الصومالي لا يستفيد من الكاميرات ثلاثية الأبعاد, فالضرر في مقديشو حدث بالفعل, ويعتمد شيغو وفريقه بشكل كبير على الصور الفوتوغرافية الأرشيفية التي تم توفيرها بواسطة مستخدمي الشبكة, وجذب هذا النداء لمثل هذه الصور ردودًا من أنحاء الشتات الصومالي العالمي الهائل الذي يُقدّر بأكثر من مليون شخص, والذين غادر معظمهم البلاد التي مزقتها الحرب في التسعينات.

- يجعل هذا المشروع الأفراد غير منفصلين عن جذورهم:
لم تطأ قدم مدينا سكاتشي، وهي مهندسة معمارية صومالية إيطالية مقرها في روما، الصومال, ووجدت صعوبة في التوفيق بين ذكريات والديها عن حياتهم في مقديشو مع الصور الحديثة للمباني المهدمة, وتقول "تسمع قصصًا لطيفة عن مقديشو، لكنني لم أستطع رؤية الأشياء التي رآها والديّ, كل ما تراه هو الدمار," وقد عثرت سكاتشي على حساب Instagram لمشروع الهندسة المعمارية الصومالية من خلال صديق كندي صومالي, ولقد جذبتها النماذج الثلاثية الأبعاد مما دعاها للاتصال بشيغو، وفي النهاية انضمت إلى الفريق كمتطوعة, يوفر المشروع لها طريقة للشعور بانفصال أقل عن جذورها.

- خطوات بسيطة نحو تحقيق الاستقرار في الصومال:
ويأتي هذا النشاط من الشباب الصومالي في وقت الأمل متردد للمدينة والبلد, وبينما استعادت القوات الحكومية السيطرة الكاملة على مقديشو في عام 2012، لا تزال الهجمات الإرهابية تشكل تهديدا خطيرا, وقد أدى انفجار شاحنة مفخخة من قبل متطرفين إسلاميين في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى مقتل أكثر من 500 شخص وتضاؤل ​​الثقة في عودة الاستقرار, لكن الصوماليين الذين فروا من العنف والجفاف في العقود الماضية لا يزالون يصلون إلى ديارهم من جميع أنحاء العالم, في السنوات الأخيرة، أعادت الصين والولايات المتحدة إنشاء مراكز دبلوماسية في الصومال، في حين أن المملكة المتحدة شيّدت سفارة في مقديشو، وكلها مقدّمات إلى ما تأمل أن تكون البلاد عائدًا للاستثمار الأجنبي - وتكثيف إعادة الإعمار.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشباب الصوماليون يعيدون بناء مقديشو الرائعة بعد الحرب الشباب الصوماليون يعيدون بناء مقديشو الرائعة بعد الحرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 04:06 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 19:02 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 09:36 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

افتتاح معرض ومؤتمر سلطنة عمان للبيئة "جلف إكو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab