الراقص الاستعراضي دان هيرست يعود الى مدرسته الاولى
آخر تحديث GMT14:02:44
 عمان اليوم -

الرقص بعيدا عن الفقر في جنوب أفريقيا

الراقص الاستعراضي دان هيرست يعود الى مدرسته الاولى

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الراقص الاستعراضي دان هيرست يعود الى مدرسته الاولى

دان هيرست وقاعة الرقص في رامبرت انتقلت إلى جنوب أفريقيا
كيب تاون - منى المصري

دفعت رياح الشوق الراقص الاستعراضي دان هيرست الى مدرسته الاولى حيث بدأت بذور الرقص تنمو داخله، بعد مرور 13 عاما على غياب نجم فرقة رامبرت الاستعراضية عن مدينة بورت اليزابيث في جنوب أفريقيا.

الراقص الاستعراضي دان هيرست يعود الى مدرسته الاولى

وقام اليوم على ارض المدرسة مركز صحي للأطفال اضافة الى عيادة لعلاج امراض السل ومكتب ومخزن خمور، وقابل شخص يدعى جاستين دان خارج المبنى، حيث بادر دان بالتعريف عن نفسه مقدما نفسه على انه راقص من المملكة المتحدة الا انه نشأ وتربى في هذه المنطقة، وخلال حديثهما اخبر جاستين دان ان هناك عدد كبير من العصابات تعيش في شوارع هذه المنطقة حيث احصى ما يقارب 18 عصابة بالقرب من محطة الحافلات القديمة والتي وصل بطشها الى قتل 50 شخص خلال الاشهر الثلاثة الماضية اخرها طفلة ذات عامين قتلت خلال تبادل اطلاق نار في الشارع , وحكى له دان ان له عم قد قتل اثناء تنظيفه لمركبته في الشارع نتيجة تبادل اطلاق نار ايضا.

الراقص الاستعراضي دان هيرست يعود الى مدرسته الاولى

وقرر دان بعد هذه المحادثة المؤلمة الذود بنفسه بعيدا عن صخب الحياة وضجيجها مخبرا جاستين بأنه قرر امتهان الرقص ليفر واقرانه من ذلك الواقع واضاف " قمت مؤخرا بشراء شقة للرقص في لندن " وأضاف بأن تلك الشقة هي الانطلاقة الاولى التي تعلم فيها القواعد الاولى للرقص  خاصة وان فرقة رامبرت كانت تجري بروفاتها السابقة فيها قبل ان يتم بيعها لتنتقل فرقة الرقص الى بيت جديد في  منطقة تشيسوك على الضفة الجنوبية من لندن.

الراقص الاستعراضي دان هيرست يعود الى مدرسته الاولى

 ويشير المدير الفني لفرقة رامبرت مارك بالدوين " تعتبر هذه شقة بمثابة اليابسة التي يقف عليها دان والتي ستكون مهبطا للعديد من هواة الرقص من جنوب افريقيا, لقد رسمت الخطوط العريضة على مدى 15 عاما في تاريخ الفرقة"

الراقص الاستعراضي دان هيرست يعود الى مدرسته الاولى

وعبر دان خلال حفل توزيع جوائز Critics' Circle  والتي نال فيها  لقب افضل راقص لعام 2014, عن حلمه في استخدام الرقص لتمكين الشباب في وطنه الام كما انه طلب مساندته لتحقيق ذلك وفي الوقت الحالي بدا فعلا في تحقيق حلمه خاصة بعدما طلب من المهندس ادم كالكين تصميم مركز لتعليم الرقص مصمم من حاويات السفن البحرية وستكون الشقة القديمة جزءا من المركز ومن المقترح ان تحمل اسم " بورت اليزابيث"

ويذكر دان اولى تجاربه مع التفرقة العنصرية عندما كان صغيرا في ملعب غليفاندال الرياضي والذي كان مصنفا ضمن مناطق عيشالملونين, حيث هجم الناس هناك بالحجارة مبني توينبي ولا يذكر حينها دان سوء اختباءه تحت طاولة الخياطة الخاصة بجدته والتي كانت تحيك ازياء مدرسة الرقص المحلية آنذاك، فيما يشاهد طفل أخر وهو يحطم بعض ألواح الأرضيات، فأراد أن يكون بمثل قوته.

وتركت مطارح عدة بصمتها في شخصية دان خلال مراحل نضوجه، كما ان والداه الغير عاملان اثرا فيه على حد سواء, ليتمخض عن هذا وذاك احتواء دان لنفسه واعتماده عليها، كانت والدته "مورين" تعيش مع اخواته الثلاثة شمال بورت اليزابيث  في بويسون بارك بعد الانفصال عن زوجها، الا ان دان عاش مع عائلة والده في جلفندال وكان الطعام بالكاد يكفيهم، فلجأ الولد الى الرقص، ولكن مورين فضلت ان يعيش ولدها في كنفها مع اخواته حيث عانت الامرين في تربية 4 اطفال وحدها, ولضيق ظروف العيش فضل دان التوقف عن حضور دروس الباليه في منطقة جلفاندال بسبب انفاقه الاموال على سيارات الاجرة التي كانت تأخذه الى هناك.

وحاول بعد ذلك التواصل مع اقرانه المحليين في تلك المنطقة الا انه فوجئ بنفسه محاصرا في احدى المرات مع حشد من الناس اضرموا النار في اطارات وقبضت عليهم الشرطة وألقتهم داخل شاحنة كاسبير والتي كانت احدى رموز القمع العنصري, فما كان منه حينها إلا انه قرر العودة الى والده والعيش كي يتمكن من العودة الى الرقص، وفي احدى الأيام لمح والدته وهي تحاول أن تشاهده من خالال ثقف في بناء نادي توينبي للرقص، وعندما حاول اللحاق بها هربت منه، فقرر عندها التركيز على الرقص، وعندما حقق دان الفوز في عدة مسابقات بدأ طموحه في السفر والخارج في الاتساع حد الافق.

وشرح دان في ربيع عام 2015 في كينغستون لامرأة تدعى ليدي سينسبوري خطته بأنه يريد أن يعود الى وطنه ليفتتح مدرسة للرقص، وطلب منها أن تساعده قائلا " هل يمكنك أن تدليني على الطريق؟" فطالعته في الشقة صورة لها تعود لابريل 1993 تجمعها مع نيلسون مانديلا وهما يرقصان في حفلة خاصة بمدينة جوهانسبرغ.

 وطلبت ليدى من دان ان يوضح لها طبيعة رقص مانديلا, وشرح لها دان أن مانديلا كان يرقص بفرح رقصة توي توي التي تعتبر رقصة الحرية في جنوب أفريقيا، وأخبرته هي بدورها عن تفاصيل تلك الصورة ففي السابق كانت ليدي راقصة باليه ضمن فرقة سادلر ويلز، للباليه وقبل لحظات من التقاط الصورة كان هناك نقاشا بين ليدي ومانديلا اتفقا فيه على امكانية تواجد راقصات من جنوب افريقيا في بريطانيا في خطوة لنبذ التفرقة العنصرية, وقالت ليدي انها جمعت اموال ضخمة لتمكن الطلبة المتفوقين من التدريب في كلية رامبرت وحينها فاز المعلم الروحي لدان السيد وارين ادمز بأول منحة للتدريب على الرقص ثم لحق به دان, وفي الوقت الحالي يعمل ادامز مصمم رقص برودواي.

وكان أدامز قد أعرب عن اندهاشه وتشجيعه لفكرة مدرسة الرقص في جنوب افريقيا عندما اخبر دان عن الشقة المعدة من حاويات السفن البحرية , وقال له حينا " انها فكرة ممتازة، وهذا طموح كبير." فرد عليه دان " اعرف انه جنون" فأجبه أدامز " الجنون يفوز دائما."

وظلت حياة دان مرهونة لفرقة رامبرت وأفرادها طوال فترة تواجده في بريطانيا الا انه عندما بلغ 32 عام قرر الانفصال عن فرقة ليحقق حلمه بمفرده, فكانت اخر رقصة تجمع افراد الفرقة بدان في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في ادنبرة.

ويشير " أغلب الناس يعتقدون أنني مجنون كي اترك عملي، ولكني أشعر بأن قلبي تغلب على علقي، لقد كبرت في الشركة، ولكنها مثل كل العلاقات على الجميع ان يفكر في اتخاذ خطوة بعيدة عن عائلته أن عمله، وقد حان الوقت كي أقوم بذلك"، ووصلت كل معدات الرقص للمشروع الجديد في نيسان/أبريل، وأنشأ الراقص المحترف بالتزامن مؤسسة تدعى " مشروع الجمعية المتحرك" الذي أطلق مشروع رائدا في بوت اليزابيث والذي يتكون من أسبوعين من ورش العمل في البلدة عن الصحة والتوعية ضد فيروس المناعة البشرية وغيره.

وتستمر التحضيرات لبناء مدرسة الرقص الجديدة باستخدام أرضية معدنية حمراء مع أسقف مموجة، واستعان دان براقصة أخرى في رامبرت تدعى استيلا ميرلوس لتساعده في تعليم الاطفال الأفارقة الرقص، واليوم لديه حوالي 50 طفل يتعلمون الرقص تدعى احداهم ايابونغا ميناجي وهي طفلة بابتسامة عريضة تندفع في الهواء برشاقة.

ويتكلم معظم الاطفال لغة " خوزا" وبعضهم يتكلم  لغة " سوتو"، ويقر دان بانه سمح له فقط بتعلم اللغات الاستعمارية مثل اللغة الافريكانية والانكليزية، ولكنه شعر بأن الرقص جعله جزء من العالم ولكن بلغة خاصة به، لا تهتم بلون الانسان أو بلغته، فعندما تعزف الموسيقى تغيب كل الحواجز.

ويوضح أحد الاطفال ويدعى غوبيزا سويسا " الرقص يتحدث الكثير من الأشياء، ففي يوم كنت اغسل الصحون في المطبخ ثم بدأت أقوم ببعض الحركات، فقالت أمي، ماذا ترقص، لا أصدق."  وقبل أسبوع كان الكثير من الطلاب يشكون في ورش العمل، ولكن حبهم لتعلم الرقص دفعهم للالتزام بها.

ويستمعون في ساعات الغداء الى بيونسيه وغاي زي، ويرقصون في ثنائيات بلطف ودون حرج، وهو فرصة لتكوين بعض الصداقات، وفي المقابل يعتبر نجاح ورش العمل في اوبونتو بادرة خير للمزيد من الروش في البلدات الريفية المجاورة في غراهامستاون في ديربان، وهو ما يحلم به دان في المستقبل، وتابع غوبيزا " اذا كنت غاضبا أو حزينا أو لدي الكثير من العاطفة، فان الرقص يعوضني." وهذا هو هدف دان في الحقيقة، أن يعطي الاطفال وسيلة للعيش بدون عنف، فهذا هو ما أنقذه، وهو ينتظر اليوم اكمال مشروعه في بروث اليزابيث.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الراقص الاستعراضي دان هيرست يعود الى مدرسته الاولى الراقص الاستعراضي دان هيرست يعود الى مدرسته الاولى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:12 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 عمان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 عمان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 عمان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab