الاقتتال يحرم أطفال ليبيا من التعليم ويضاعف أزماتهم
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

مظاهر العنف تجعلهم ضحية سهلة للجماعات المسلحة

الاقتتال يحرم أطفال ليبيا من التعليم ويضاعف أزماتهم

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الاقتتال يحرم أطفال ليبيا من التعليم ويضاعف أزماتهم

منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"
طرابلس - العرب اليوم

توقّف عدد من أطفال منطقة قصر بن غشير، الواقعة جنوب العاصمة الليبية طرابلس، قبل أيام قليلة عن الذهاب إلى مدارسهم بسبب تجدد الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة، التي أثرت على جميع مظاهر الحياة هناك، وهو ما دفع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" لمضاعفة جهودها قصد تقديم الدعم للمشردين منهم، ومساعدتهم على تجاوز محنتهم.

وينظر للأطفال في العاصمة على أنهم ضحايا للاشتباكات المسلحة، التي تندلع في طرابلس من وقت لآخر، فتكون النتيجة توقفهم عن الدراسة، وبخاصة إذا كانت فصولهم واقعة في مناطق الاقتتال، مما يترك أثرًا سيئًا في نفوسهم، فضلا عن استخدام بعض المدارس لإيواء العائلات النازحة تحت القصف العشوائي.

يقول عبد الله جُمعان، أحد مواطني العاصمة، "الأطفال في ليبيا هم أكثر الفئات المجتمعية تضررًا بالحروب التي شهدتها طرابلس خلال السنوات الماضية"، مشيرًا إلى أن "المجموعات المسلحة تحتل المدارس أثناء الاشتباكات، وتحولها إلى نقاط ارتكاز، أو ما يشبه غرف عمليات عسكرية". ولفت إلى أن "هذه الحروب المتقطعة في البلاد أدت في السنوات الماضية إلى تعطل الدراسة لعدة مواسم، وتعرض الأطفال لأوضاع نفسية سيئة".

أقرا أيضًا: كيف تعالج مشكلة قضم الأظافر عند الأطفال؟

من جهتها، قالت "يونيسيف" إنها تقدم دعمًا لـ1251 طفلًا تأثروا بالاشتباكات التي دارت في العاصمة منذ أيام، بهدف مساعدتهم على التغلب على آثار عمليات التشريد وتعطيل التعليم. وأضافت في بيان أن مركز "بيتي" يواصل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بتلك الصراعات، لافتة إلى أنه جرى مساعدة 716 فتاة و535 طفلا على تجاوز آثار عمليات الاقتتال التي عايشوها في محيط منازلهم.

بدوره، أوضح أحمد حمزة، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أن "أعمال العنف والاشتباكات المسلحة التي تندلع في البلاد تؤثر تأثيرًا كارثيًا على الأطفال، وتكون لها تداعيات سلبية على أمنهم وحقهم في حياة مستقرة"، وأضاف أن "الجميع يعلم مدى تأثير أعمال العنف على نفسية وتكوين الأطفال، وهي خطيرة جدًا، خاصة الذين يعيشون في بيئة عنف مستمر"، مبرزا أن هذه التداعيات "تمتد أيضا إلى الأطفال الذين ينزحون مع أسرهم ويشردون في الداخل الليبي، وهو ما يؤدي إلى حرمانهم من الدراسة، والأمن والحياة الكريمة... وهذه البيئة تسهم في شحن الأطفال، وتكوين وجدانهم على العنف واستخدام القوة"، بالإضافة إلى "الأطفال الذين انخرطوا في أعمال العنف، وتم تجنيدهم للقتال في صفوف أطراف النزاع المسلح وحرمانهم من حياتهم المستقرة مع أسرهم".

ومع كل اشتباك يقع بين الميليشيات المسلحة، يكون الأطفال في مقدمة المتضررين من هذه النزاعات المسلحة. فقد سبق أن حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي من أن نصف مليون طفل في العاصمة طرابلس معرضون لخطر مباشر مع تصاعد القتال، بينما أصبح أكثر من 2.6 مليون طفل بحاجة للمساعدة في ليبيا.

يقول المدير الإقليمي لـ"يونيسيف" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خِيرْت كابالاري في بيان نقلته الوكالة الفرنسية إن "عددًا أكبر بكثير من الأطفال يواجهون انتهاكات متعددة لحقوق الطفل"، مشيرًا إلى تقارير حول "مزيد من الأطفال يجري تجنيدهم للقتال، ما يعرضهم لخطر محدق. وقد قتل طفل واحد على الأقل نتيجة لذلك".

وأدت الأجواء المضطربة في ليبيا إلى حرمان عدد من الفتيات من التعليم، وقد حددت السفارة البريطانية لدى ليبيا في وقت سابق، أعدادهن بمائة ألف فتاة، وقالت "إنهن في حاجة ماسة إلى التعليم".

والتخوف الذي حذر منه رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، من وجود الأطفال في بيئة مشحونة بالعنف، وتأثير ذلك على وجدانهم مستقبلًا، وجد صداه بشكل ملحوظ في حياتهم اليومية، حيث لوحظ أن طرق الاقتتال بين الميليشيات المسلحة، وإغلاق الشوارع بالسواتر الترابية طغت على أساليب لعب الأطفال في العاصمة، خلال السنوات الماضية، إذ باتت المجسمات المشابهة للأسلحة والألعاب النارية هي الطاغية على لهو الصغار، كما تقول راوية السلاوي من حي الزهور بطريق الوادي جنوب العاصمة.

وتضيف السلاوي موضحة "بعد انتهاء الحرب، وانسحاب الآليات العسكرية من الشوارع، ترك الصغار منازلهم، ونزلوا إلى الساحات، يديرون حربًا مشابهة للمجموعات المسلحة... وأصبحوا يطاردون بعضهم في الشوارع وهم يحملون قطعًا حديدية أو بلاستيكية في تشبيه لسلاح (آر بي جي)، أو بقايا قذائف الهاون، أو صواريخ الغراد".

من جهتها، تؤكد تقارير مراكز حقوقية إلى أن تكرار الاشتباكات المسلحة، وخاصة في العاصمة، بما يتخللها من جميع مظاهر العنف في البلاد، أفقد الأطفال في ليبيا كثيرًا من حقوقهم، وأدخلهم في صراع ليس لهم فيه أي اختيار، علمًا أنه سبق للجماعات المتطرفة في درنة استخدام الأطفال في المعارك المسلحة، والدفع بهم في مقدمة الصفوف. وقد أظهرت مقاطع فيديو بثتها وسائل إعلام محلية بعض الأطفال القُصّر، وهم يحملون الأسلحة، بعد انخراطهم في صفوفها بعيدًا عن أسرهم.

وقد يهمك أيضًا: 

مَدرسة في جنوب أفريقيا تُثير أزمة كبيرة بسبب "العنصرية"

مديرة مدرسة بريطانية تؤكّد بحث بعض تلاميذها عن الطعام في "صناديق القمامة"

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتتال يحرم أطفال ليبيا من التعليم ويضاعف أزماتهم الاقتتال يحرم أطفال ليبيا من التعليم ويضاعف أزماتهم



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 05:15 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

توازن بين حياتك الشخصية والمهنية

GMT 08:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الثور

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab