التنمر أو الاستقواء في البيئة المدرسية إحدى أخطر المشكلات التي يواجهها بعض الطلبة في المدارس إذ يتعرضون للسخرية وإساءة المعاملة من قبل زملائهم ويعقبها آثار صحية وجسدية ونفسية ربما تصل في بعض الحالات إلى التفكير في الانتحار أو الانتحار بعينه، "عمان" مع انقضاء الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد وعودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة تستعرض مع الخبراء النفسيين والاجتماعيين مخاطر الاستقواء في البيئة المدرسية وكيفية معرفة الأسرة تعرض أحد أبنائها للتنمر في المدرسة، وبقاء آثاره لمراحل ما بعد المدرسة.
علامات التنمر
وقال الدكتورة منى الشكيلية، استشارية طب نفسي أطفال ومراهقين ويافعين، والمديرة المساعدة للشؤون الطبية والطبية المساعدة بمستشفى المسرة: لتعريف التنمر في البيئة المدرسية لابد من توفر 3 شروط ألا وهي النية في الإيذاء، على أن يكون بشكل متكرر، بالإضافة إلى الاختلاف في القوى ما بين الطرفين، والتنمر من الممكن أن يكون التنمر جسدياً أو لفظياً أو اجتماعياً وكذلك إلكترونياً، وبالإمكان معرفة التنمر الجسدي في البيئة المدرسية من خلال انتزاع جزء من ملابس الطفل أو ظهور آثار ضرب وكدمات، أو من خلال فقدان الطفل لأغراضه في المدرسة، وهذه السلوكيات من الممكن أن تؤثر على الطفل نفسياً وتؤدي إلى انعزاله أو ينتابه الحزن نتيجة لهذا الأفعال، أو تسبب تدهوراً في أدائه الدراسي، وبدء تغيير في شخصيته مما هو معهود بها في المنزل من المرح وسعادة وغيرها ويدخل في نفق الكآبة، مشيرة إلى أن آثار التنمر في البيئة المدرسية قد تبقى سنوات إذ من الممكن أن تظل إلى مرحلة الشباب وربما مقياس بقاء هذه الآثار يعتمد على نوعية التنمر الذي تعرض له الطفل وشخصيته وقدرته في التعالم مع الضغوطات والدعم النفسي الذي يحصل عليه سواء من الأسرة والمدرسة أو من المتخصصين.
وأضافت: لا توجد أسباب بعينها لحدوث التنمر في البيئة المدرسية وقد يكون الأطفال المتنمرون يرتكبون هذه السلوكيات لأسباب منها تعرض الطفل سابقاً للتنمر أو تعبيراً منه عن الإحباط أو الغضب، وقد يكون يواجه مشاكل في المدرسة أو البيت، ومنها الأسباب أيضاً سوء التربية الأسرية بالإضافة إلى الألعاب والأفلام العنيفة التي من الممكن أن تؤثر على بعض الأطفال وتجعلهم أكثر قابلية ليكونوا متنمرين، وأحياناً يكون التنمر في البيئة المدرسية عبارة عن أداء يحاول فيها الطفل أن يكسب انتباه الآخرين إذ ربما لا يحصل الطفل على اهتمام ورعاية جيدين في المنزل أو في المدرسة، والبعض من الأطفال المتنمرين ليس لديهم للأسف ثقافة احترام الآخرين سواء في المدارس أو غيرها لذا أغلب المتنمرين ضعفاء حالهم كالحالة الضحية ويحتاج إلى مساعدة نفسية مشابهة لمن تعرض للتنمر.
الأخصائي الاجتماعي
وأكدت أن الطفل الذي تعرض للتنمر في البيئة المدرسية لابد أن يتحلى بالقدرة على التحدث إلى شخص في المدرسة كالمدرس أو المدير أو الأخصائي الاجتماعي إذ إن التنمر يسبب قدراً كبيراً من العواقب الصحية والنفسية، ومن المهم تواصل الأطفال في الوالدين أو المعلمين حول تعرضهم للتنمر، والشخص المناسب للتعامل مع حالات التنمر في البيئة المدرسية هو الأخصائي الاجتماعي أو النفسي الموجود في المدرسة، ويفضل أن يتواصل الطفل بنفسه مع الأخصائي حول تعرضه للتنمر، ولاحقاً من الممكن للأسرة أن تتدخل، إذ في البداية لابد للطفل أن يتحدث لما تعرض له، ومن المهم جداً معرفة الآثار المترتبة على تعرض الطفل للتنمر فهل هو لديه قلق أو اكتئاب أو أي آثار نفسية واضحة ومن ثم نعالج هذه الآثار باللجوء إلى المتخصصين في هذا المجال.
التفكير في الانتحار
وقالت الدكتورة منى الشكيلية: أن للتنمر في البيئة المدرسة تأثيرات كبيرة على الطفل وواسعة، إذ من الممكن أن يسبب الضيق للطفل، أو يتسبب لبعض الأطفال إلى التفكير في الانتحار أو الانتحار بحد ذاته، كما أن آثار تعرض الطفل للتنمر قد تستمر لمرحلة البلوغ وتؤثر عليهم لبقية حياته، ويؤدي كذلك إلى مشاكل في الصحة الجسدية والنفسية فأحياناً يتعرض الطفل للصداع وآلام في البطن نتيجة الضغط النفسي الذي يتعرض له بسبب التنمر وهذه الأعراض تخف في إجازات نهاية الأسبوع أو في أوقات الإجازات، ومن آثار تعرض الطفل للتنمر أيضاً قلة النوم والتعرض للكوابيس وأحلام مزعجة بالإضافة إلى يستقيظ من النوم وهو خائف بسبب عدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة، من الممكن أن يصل الأمر لبعض الأطفال إلى التبول اللاإرادي خاصة الأطفال في المرحلة الدراسية الأولى وقد يصل الأمر ببعضهم إلى التأتاة وتعرضه لنوبات هلع وربما يصل الأمر إلى إيذاء النفس أو محاولات الانتحار وهذا الأمر رأيناه مع أطفال كثر، مشيرة إلى أن التنمر إذا كان عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيتعرض الطفل لمتلازمة القولون العصبي وقرحة في المعدة وتدني احترام الذات والثقة في النفس بالإضافة إلى الكآبة كل هذه الآثار تحدث بسبب تعرض الطفل للتنمر.
العزلة الاجتماعية
وقال نُهى بنت محمد القرينية، عضو لجنة الخدمات الاجتماعية والتوعية بجمعية الاجتماعيين العُمانية: يُعد التنمر بين طلبة المدارس من المشكلات التي يجب أن يولى الاهتمام بها بشكل كبير لتأثيرها السلبي على الطلبة من جهة والبيئة المدرسية بشكل عام، وتعرف مشكلة التنمر كما عرفته نورة القحطانية (2015) في دراستها المعنونة بـ"مدى الوعي بالتنمر لدى معلمات المرحلة الابتدائية وواقع الإجراءات المتبعة لمنعه في المدارس الحكومية بمدينة الرياض من وجهة نظرهن" هو تعرّض طالب غير قادر على الدفاع عن نفسه بصورة متعمدة ومقصودة ومتكررة لمدة طويلة للأذى الجسدي أو اللفظي أو المعنوي من قِبل طالب أقوى منه، ويتضمن هذا الأذى أنماط السلوك المباشرة مثل المضايقة، والسخرية، والركل، والتهديد، والوعيد، والتوبيخ، والشتائم، وقد يتخذ التنمر شكلاً غير مباشرٍ مثل العزلة الاجتماعية عن طريق الإبعاد والإقصاء المقصود من جماعة الصف أو جماعة الأقران، ويمكن لأي سلوك عدواني أن يصنف بأنه تنمر عندما تحكمه ثلاثة معايير التكرار في سلوك الإيذاء، القصد والتعمد تفاوت في القوة الجسمانية أو المعنوية.
أشكال التنمر
وفي سؤال حول كيفية معرفة الأسرة أن ابنها يتعرض للتنمر؟ قالت: يعود ذلك إلى أشكال التنمر الممارسة على الأبناء، فالتنمر الجسدي يمكن ملاحظته من خلال وجود علامات في جسد أو وجه الطالب من كدمات أو جروح أو تمزق في ملابسه، وذلك بشكل مستمر، إذ بمجرد متابعة الابن وسؤاله وحثه على تبيان التفاصيل يمكن التعرف بأنه يتعرض لتنمر جسدي، أما الأنواع الأخرى للتنمر فإنه يتخذ الشكل اللفظي والاجتماعي فيمكن ملاحظته من خلال التغيرات المفاجئة التي تطرأ على تصرفات الأبناء مثل عدم رغبته في الذهاب للمدرسة والتعذر بالمرض بشكل مستمر، أو عدم رغبته في دخول الحصص، والإفصاح عن مشاعر الخوف والقلق، وأيضاً قد يؤدي التنمر إلى انخفاض المستوى الأكاديمي للابن، وانسحابه من التجمعات سواء كان في المدرسة أو في الأسرة، أما فيما يتعّلق في كون التنمر إلكترونياً، فيمكن معرفة تأثيره عليه من خلال محاولاته إخفاء شاشة جهازه عند الاقتراب منه، وتبدّل مشاعره إلى القلق والخوف عندما يتلقى رسالة أو مكالمة.
آثار التنمر
وأكدت أن آثار التنمر تبقى لسنوات وخصوصاً إذا لم يتم ملاحظته والمساعدة على التدخل العلاجي في فترة مبكرة في المدرسة، إذ قد تمتد آثاره وتطال حياته الشخصية والمهنية، من خلال التأثير على الجوانب النفسية والعقلية، وتشوه صورته الذهنية، وضعف الثقة بالنفس، إضافة لنقص القدرة في التعامل مع مشاعر الخوف والقلق التي تلازمه، وقد تمتد التداعيات لتشمل المساس بقدرة الشخص اجتماعياً لتكوين علاقات اجتماعية ناجعة في المجتمع.
وأشارت إلى أن هناك عدة أسباب تؤدي بالطفل إلى أن يكون متنمراً كما وضّحتها دراسة العوامل الشخصية والاجتماعية ودورها في تكوين سلوك التنمر عند الطلبة من وجهة نظر الأخصائيين الاجتماعيين، منها: المرحلة العمرية التي يمر بها الطالب ـ المراهقة على سبيل المثال ـ والتي يشعر فيها بالفتوة والقوة الجسدية، والرغبة في الظهور والتسلط وإظهار الذات فيحاول إثباتها من خلال هذه السلوكيات، أيضاً من خلال النتائج التي تم التوصل إليها، عبر تحليل مضمون عينة من حالات للمتنمرين بالمدرسة في عام واحد أتضح أن جميع تلك الحالات تعاني من أسلوب معاملة والدية يتسم بالشدة والتسلط واستخدام القوة، وتنمره على الطلبة في المدرسة ما هو إلا انعكاس لتلك المعاملة، ويبرز دور التكوين النفسي للطالب وما يحمله من ذكريات وأحداث وأحاسيس في داخله إلى أنماط سلوكية معينة في بعض الأحيان كسلوك التنمر، وفي حالات كثيرة يكون التنمر نتاجا لمحاكاة سلوك الأقران.
الطلبة المتنمرون
وأضافت: يصعب أن يكون هناك حل جذري للتنمر، ولكن يمكن التقليل من آثاره ووجوده بين الطلبة من خلال تكثيف وتفعيل الحصص الإرشادية، والجلسات التدريبية والحوارية مع الطلبة من قِبل الأخصائي الاجتماعي في المدرسة للتعرف على توجهاتهم وآرائهم، وأيضاً تنظيم حلقات عمل تخصصية لمختلف الأنساق بالمدرسة (للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور) لتعريفهم بكيفية التعامل الصحيح مع الطلبة المتنمرين والحديث حول آليات ضبطهم، والنسبة للطلبة الذين تعرضوا للتنمر أو المتنمرين أنفسهم، فيمكن الوقوف على مساعدتهم من خلال الجلسات الإرشادية الفردية التي تتضمن أساليب منهجية يتم اختيارها وفقاً لطبيعة كل حالة، من هذه الأساليب: مجموعة الدعم، لعب الأدوار، التعلم الاجتماعي، التفريغ الوجداني، والعلاج المعرفي والسلوكي.
سلوك موجه
وقالت نُورة بنت حمد الصبحية، عضو لجنة الدراسات والبحوث بجمعية الاجتماعيين العُمانية: تعد مشكلة التنمر إحدى المشاكل التي تواجه مرحلة الطفولة وقد تهدد مرحلة النمو السليم وتعد خطراً على القائم بفعل التنمر وعلى الطفل المتنمر عليه وتعرف مشكلة التنمر من وجهة نظر الخبرات المهنية لي كاختصاصية اجتماعية ومن واقع المرور بالدراسات والمراجع المنهجية والعمل في الميدان التربوي مع جميع المراحل العمرية للطفولة بأنه سلوك موجه يصدر عن الطفل يخرج عن إطار السلوك المعتاد للدفاع عن الذات ليكون ملازماً للشخصية سواء أن كان قد صدر فعل من الطرف الأخر أو بدون فعل وتكون نوبة السلوك المرتبطة بالتنمر متعددة الأشكال ولمختلف الأطراف التي يتفاعل معها على المستوى الفعل الجسدي واللفظي والإيماءات.
السلوك الشديد
وأشارت إلى أن هناك أسبابا متفاعلة قد تسهم في ظهور مشكلة الطفل المتنمر والطفل الضحية المتنمر عليه، ومن خلال الرصد العملي للأسباب التي تسهم في مشكلة التنمر لدى المتنمر ، أبرزها أساليب التنشئة الاجتماعية المرتبط بأسلوب القسوة والتربية الشديدة أو على العكس باتباع نمط أسلوب التراخي أو إهمال أسلوب التوجيه أو الجفاف العاطفي والإهمال النفسي والذي قد يولد ردة فعل سلبية وعكسية ومشاعر من الانفعال الشديد تترجم في السلوك العنيف أو القول الشديد أو الايماءات التي تسيء للآخرين بدون أن يشعر الطفل أن لديه سلوكاً مختلفاً عن أقرانه ويجعله يشعر بأنه نمط من السلوك الأساسي الذي يلازمه عند التفاعل مع الآخرين سواء على نفس دائرة الأسرة أو الأقران بالإضافة للمعتقدات الخاطئة؛ إذ تعتبر بعض الأسر أن السلوك العدائي والتنمر على الآخر هو من مقومات الرجولة وخاصة عند الذكر أو من مقومات الشخصية القوية بالإضافة إلى عدم وجود قواعد للأسرة وتنظيم أسس علاقة ترسي دعائم احترام داخل نطاق الأسرة أولاً ومحددات العلاقة خارج نطاق الأسرة، بالإضافة إلى العوامل الصحية أو العوامل المرتبطة بشكل وبنية الجسم والتي قد تؤثر على ثقة الطفل بنفسه بالإضافة إلى المقارنات بين الطفل وإخوته والتي تنعكس سلباً على تصرفات الطفل ويُعبر عنها بشكل من أشكال التنمر بالإضافة إلى المؤثرات الخارجية المرتبطة بالمشاهدة المرئية لما يعرض من وسائل الإعلام ورسائل أفلام الأطفال والمشاهد التي تركز على العنف بدون رقابة أسرية أو توجيه للانتقاء عبر التلفاز أو مواقع التواصل الاجتماعي أو بسبب تأثير الألعاب الإلكترونية مما يجعل من الطفل أداة سهلة خارج عن نطاق التحكم في حين أن الأسباب نفسها قد تكون سبباً لخلق شخصية طفل متنمر عليه إلا أن مما يجعل طفل متنمرا وآخر متنمر عليه هو الثقة ولغة الحوار والحماية النفسية التي يمنحها الوالدين للتعبير عن الذات والحاجات والدفاع عنها في وسط أمان أسري والتي تغيب عن بعض الأسر في ضوء ظروف اجتماعية وأسرية قد تكون صاخبة تفقد الأسرة الأجواء الطبيعية للتربية مما يؤثر على كيان الطفل سلباً وخلق شخصية مهتزة تتعرض للتنمر بالإضافة إلى ثقافة الخوف التي لا يجد فيها الطفل من الأسرة تفهماً عند تبليغهم عن تعرضه للتنمر وإنما قد يجد ردة فعل عكسية تسقط عليه شخصية الضعف وعدم الفائدة منه بالإضافة الانشغال الأسري عن متابعة الحوار الأسري وتوجيه الأبناء لأسس الدفاع عن النفس وأسس التصرف السليم عند التعرض للتنمر.
جذور التنمر
وأضافت: وعلى المستوى المؤسسي إن جذور مشكلة التنمر ترافق الطالب للمحيط المدرسي مما يسبب له العديد من التحديات على المستويات النفسية والاجتماعية والسلوكية وتكون عقبة أمام تطوره الدراسي وانسجامه المدرسي بل وحتى في تركه لمسيرة الدراسة، ويمكن حل مشكلة التنمر من خلال التعاون الأسري والمؤسسي لمناقشة المشكلة وتقديم حلول منهجية على المستويات الوقائية والعلاجية والتنموية من خلال مساعدة الأسرة على فهم أساليب التربية والتنشئة الاجتماعية المتزنة داخل الأسرة والتي تؤسس طفلا قادرا على التفاعل مع المحيط الأسري والخارجي ضمن احترام حق الآخر واحترام الثقافات والخلفيات لكل طفل على حدة مع غرس القيم الدينية وأسس التسامح واللين بما لا يتعارض مع حق الطفل في الدفاع عن نفسه وخلق مساحات واسعة للاهتمام بطاقة الطفل الحركية وإجاداته المتنوعة من خلال إيجاد متنفس من عالم الموهبة والرعاية بالألعاب التربوية المفيدة التي تتناسب مع عمر الطفل وإشراكه في الألعاب الرياضية ومهارات السباحة وعالم الرياضات المختلفة أو تعليمه فنون الرسم والتشكيل وزيارة المؤسسات التي تعنى بتقديم برامج جاذبة ومتنوعة لاهتمامات الطفل مما يكسب الطفل عالما من القيم الإيجابية وتوجه طاقته للتعامل الإيجابي مع الدوائر الأخرى بالإضافة إلى حضور الأسرة في الانتقاء وتفنيد ما يعرض على وسائل الاعلام ومواقع التواصل المختلفة بالإضافة للتركيز على تقديم الرامج الأسرية التي تساعد على الوعي الأسري بتحقيق الحماية النفسية للطفل وبرامج تعزيز الثقة بالنفس كحقوق نفسية للطفل تسهم في الشعور الإيجابي وتقدير الذات بالإضافة إلى توعية الأسر بالكشف المبكر لجميع مشكلات الطفولة لسهولة التعامل المبكر مع أي مشكلة قد تكون لها علاقة في خلق شخصية متنمرة أو ضحية للتنمر من الأطفال.
المؤسسات التعليمية
وأكدت أن وجود فئات مختصة في المؤسسات التعليمية بدءاً من رياض الأطفال مع أسس واضحة للتعامل الواضح والصريح لمشكلة التنمر يسهم في وجود حلول على المستويات الوقائية والعلاجية والتنموية من خلال الكشف المبكر عن الحالات الفردية والتعامل والتشخيص الدقيق لها بالتعاون مع الأسر والمؤسسات الأخرى بالإضافة إلى وجود برامج توجيهية مختصة تتناسب مع كل مرحلة عمرية على حدة تساعد في خلق سلوك إيجابي للطفل من خلال استثمار محاور الحياة المدرسية بدءاً من ركوب الطالب للحافلة وفي الطابور المدرسي وداخل الصفوف المدرسية والساحات وفي مختلف القاعات والتي يجد فيه الطفل روح القوانين المنظمة والاستغلال الأمثل لطاقاته والمشاركة في وضع حلول للمشكلات والأخذ برأيه في وضع مثل هذه القوانين مع فهم واضح من قبل الاختصاصيين وإدارات المدارس والهيئات التدريسية لآلية التعامل مع السلوكيات الطلابية بشكل يتناسب مع ثقافة الحق والواجب للطفل، كما أن هناك حاجة لفهم إيماءات وسلوكيات الطلاب المتنمرين والمتنمر عليهم مع ربط واضح لكل ما يسهم سواء البيئة الأسرية والمؤسسية والأطراف المتفاعلة كعامل مباشر أو غير مباشر في هذه المشكلة، بالإضافة إلى أهمية التركيز على البرامج التوجيهية التي تركز على أسس الدفاع عن النفس وآلية التعامل مع النزاعات المختلفة وتعليم الأطفال مهارات إدارة النزاعات والتفاوض وأن يكونوا صناع سلام في مواقعهم المختلفة ، مؤكدة أن مشكلة التنمر ليست بمشكلة طارئة على العصر إلا أن مؤشراتها السلوكية وتطورها النوعي في الحدة والأثر والأشكال تتطلب أن تكون قضية جادة في إطار من الشراكة المتفاعلة من المؤسسات المختلفة للأخذ بمسار نمو الطفولة الأمنة كحق ومطلب ديني وقانوني ومجتمعي مع رغبة صادقة في تقديم رسالة الوعي ورسالة العلم قبل الألم الذي يعيق رسالة الطفولة الحقيقية.
قد يهمك أيضا:
تعليق الدراسة في المدارس والجامعات القطرية اعتبارا من الثلاثاء
اتحاد الناشرين المصريين يؤكّد أن إحدى الجامعات نظّمت معرض للكتاب المزور
أرسل تعليقك