لندن ـ ماريا طبراني
تؤكّد الكثير من الأساطير والبحوث أنّ الكلاب هي أفضل صديق للإنسان، وفي حين أن الحيوانات معروفة بقدرتها على التعاون مع البشر, إلا أن نفس الشيء لا يمكن أن ينطبق على التعاون مع بعضها البعض. فقد وجدت دراسة جديدة أن الذئاب هي أفضل بكثير في التعاون مع بعضها البعض من الكلاب، مشيرة إلى أن ترويض الكلاب في المنازل أضعف من قدرتها على التعاون فيما بينها.
وتشكك النتائج في الاعتقاد الذي كان يعتقد تقليديًا أن الترويض ينتج عنه تطوير لقدرات تعاون أكبر بين الكلاب، وتعتبر نتائج البحث هذه منطقية، بالنظر إلى أن الذئاب تعتمد بشكل كبير على التعاون للصيد، وتربية الجراء والدفاع عن أراضيها - على عكس الكلاب، ولقد تضمنت الدراسة، التي نشرت في مجلة "PNAS"، مقارنة السمات التعاونية لدي الكلاب والذئاب التي نشأت في مركز العلوم في فيينا، النمسا.
واختبرت الباحثة سارة مارشال-بيسكيني وزملاؤها مدي أداء كلا من الذئاب والكلاب الذين نشأوا على نحو مماثل في الاختبار التعاوني "سحب الحبل"، وشمل الاختبار تحديا حيث يمكن لزوج من الحيوانات من نفس النوع الحصول على الغذاء فقط إذا قام كلا منها بسحب نهاية مختلفة من نفس الحبل في وقت واحد، وبغض النظر عما إذا كانت الحيوانات قد تلقت تدريبًا مسبقا على الجهاز، فإن الذئاب تفوقت على الكلاب في المتوسط، حيث نجحت الكلاب في تجربتين من أصل 472 تجربة، ونجحت الذئب في 100 تجربة من أصل 416 تجربة.
وتشير النتائج إلى أن التغيرات في التفاعلات الاجتماعية للكلاب، ولا سيما انخفاض اعتمادها على التعاون فيما بينها في مجال الصيد وتربية الجراء، قد يؤثر تأثيرا كبيرا على سلوكها ما بين هذه الأنواع بطرق عديدة. وهذا ما يسلط الضوء على أهمية أخذ التفاعلات الاجتماعية في الاعتبار في النظريات التي تتعلق بالترويض.
أرسل تعليقك