إذاعة القرآن المصرية 51 عامًا في خدمة الثقافة الإسلامية
آخر تحديث GMT11:14:06
 عمان اليوم -

"إذاعة القرآن" المصرية 51 عامًا في خدمة الثقافة الإسلامية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "إذاعة القرآن" المصرية 51 عامًا في خدمة الثقافة الإسلامية

إذاعة القرآن الكريم
القاهرة ـ أ.ش.أ

فيما تحل اليوم "الأربعاء" الذكرى الواحدة والخمسين لتأسيس إذاعة القرآن الكريم من القاهرة ، فإن هذه الإذاعة المصرية الرائدة تنهض بدور هام في الثقافة الإسلامية المستنيرة بقدر ما هي مدعوة لمزيد من الجهد المبدع لتجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

وعلى مدى 51 عاما تميزت إذاعة القرآن الكريم بمحتوى ثقافي ديني استحق التقدير والتف حوله المستمعون في مصر وخارجها فيما باتت تمتلك تراثا هائلا من البرامج التي اتخذت من وسطية الإسلام منهجا لها وهي بحق تعبر عن الثقافة الإسلامية الصحيحة.

ولئن باتت إذاعة القرآن الكريم تشكل بؤرة إشعاع للثقافة الإسلامية الأصيلة والمستنيرة وتساند المصريين الذين يتطلعون لغد أفضل فإن ثمة حاجة لتأمل الدور الثقافي لهذه الإذاعة الرائدة حقا واستعادة "صفحات جميلة كتبتها في الحياة المصرية والعربية.

وإلى جانب تقديم المصحف المجود بأصوات أعلام التلاوة تقدم إذاعة القرآن الكريم من القاهرة أعلام المبتهلين وبرامج تفسير القرآن فضلا عن الفتاوى والسنة النبوية الشريفة وأحاديث لشيوخ وعلماء الأزهر فيما بات إرسالها على مدار الساعة منذ الحادي والثلاثين من مايو عام 1994 .

وفي عيدها الواحد والخمسين خص الرئيس عبد الفتاح السيسي إذاعة القرآن الكريم بحوار هو الأول من نوعه لهذه الإذاعة التي يحق وصفها بأنها أضحت جزءا من الحياة اليومية للمصريين حتى أن بعضهم يبدأ يومه بها ويختتمه بصوتها العذب.

ونوه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتاريخها وعراقتها باعتبارها أقدم إذاعة للقرآن الكريم وأقدم إذاعة دينية على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط مشيدا بدورها في بث آيات الذكر الحكيم بمختلف القراءات القرآنية لمشاهير وشيوخ القراء المصريين حسبما صرح السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية .

ودعا الرئيس السيسي إذاعة القرآن الكريم لإعادة بث ما تزخر به مكتبتها من كنوز إذاعية تراثية والاستعانة ببرامجها المتخصصة لصالح نشر قيم الإسلام السمحاء والتعريف بصحيح الدين بما يساهم في إيضاح وتصويب المفاهيم ولاسيما لدى الشباب الذي نعول عليه وعلى دوره الوطني المحوري في دفع عملية التنمية الشاملة في مصر.

وفي سياق حواره شدد الرئيس على أهمية التصدي لدعوات الغلو والتطرف وكافة الدعوات المغلوطة والأفكار الهدامة التي يحاول الإرهابيون والمتطرفون فكريا إلصاقها بالدين الإسلامي خلافا لكافة مباديء هذا الدين الحنيف ، وأشار إلى أن العالم الإسلامي يحتاج إلى وقفة مع النفس "وثورة من اجل الدين وليس على الدين" لتصحيح المفاهيم المغلوطة وإظهار وتطبيق القيم السمحة والتعاليم الغراء للدين الحنيف موضحا أن السبب المباشر لتأسيس إذاعة القرآن الكريم كان بهدف التصدي لنسخة محرفة من القرآن تم نشرها آنذاك.

ويقول محمد عويضة مدير عام شبكة القرآن الكريم ان حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي لاذاعة القرآن الكريم وهو اول حديث يدلي به رئيس مصري لهذه الإذاعة إنما يعد دفعة قوية لها ورسالة لمواصلة طريقها في نشر الإسلام بخطاب ديني متجدد لافتا إلى أن كافة طوائف المجتمع تقبل على هذه الإذاعة.

وأاضاف عويضة في تصريحات صحفية إن احتفال هذا العام يشهد العديد من الأفكار الجديدة التي تؤكد على وسطية الإسلام ونبذ التطرف والتعصب الديني وبيان الأصول الصحيحة للدين.

واللافت بقدر ماهو دال أن أحد أكبر وأعظم الشعراء المصريين وهو الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل كان أول من تولى مسؤولية إذاعة القرآن الكريم عند تأسيسها وهو أيضا الذي سعى بدأب لجمع تسجيلات الشيخ محمد رفعت في التلاوة العطرة وحفظها فيما شب هذا الشاعر المبدع على حفظ القرآن الكريم.

والشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل الذي ولد في الثاني من يوليو عام 1910 و تخرج فى كلية دار العلوم عام 1936و قضي في الخامس والعشرين من شهر ابريل عام 1977 تولى أيضا منصب رئيس لجنة النصوص بالإذاعة المصرية وكان شعره الفريد موضوعا لعدة رسائل جامعية

وإلى جانب الشيخ محمد رفعت يحرص كثير من المستمعين لإذاعة القرآن الكريم على الاستمتاع بالانصات لأصوات الشيوخ عبد الباسط عبد الصمد ومصطفى اسماعيل والحصري والمنشاوي والطبلاوي وابو العينين شعيشع ومحمود علي البنا.

وفيما تظهر استطلاعات الرأي أن إذاعة القرآن الكريم من أكثر الإذاعات التي تحظى بإقبال المستمعين فمن حسن الطالع أن هذه الإذاعة الرائدة تهتم أيضا بقضايا المرأة والطفولة والشباب والمعاملات والأحوال الشخصية وإبراز السلوكيات الإيجابية النابعة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ساعية بإخلاص لتحقيق هدفها السامي وهو تعريف المستمع بصحيح الدين.

وهذه الاذاعة الرائدة حريصة على ربط مواضيع برامجها بالواقع الاجتماعي المتغير والرد على أسئلة المستمعين مع تزويدهم بكل ماهو مفيد من الفكر الإسلامي المستنير والمضمون الحضاري لهذا الدين العظيم ومواجهة الأفكار الهدامة والمتطرفة.

ومن هنا فهي تعكس ثقل مصر في مجال الثقافة الإسلامية بقدر ما تعبر عن دورها الحضاري فيما كان الدكتور عبد الحليم محمود الإمام الأكبر الراحل وشيخ الجامع الأزهر قد وصف يوم بدء إرسال محطة إذاعة القرآن الكريم من القاهرة "باليوم المشهود"مؤكدا أنه كان يسمع القرآن المرتل في كل شارع يمر به يومئذ.

وقد تكون هناك حاجة للاستفادة من جوهر التجربة الناجحة لإذاعة القرآن الكريم بعد أن أعلن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب امس الأول "الإثنين" أن "قناة الأزهر الشريف" ستظهر للنور قريبا لتدافع عن قيم الإسلام السمحة وأنه سيتم اختيار عدد من العلماء والباحثين للظهور في هذه القناة بعد تدريبهم إعلاميا على مخاطبة الجماهير .

وقال الإمام الأكبر في لقاء مع وفد من العمداء والأساتذة والباحثين في جامعة الأزهر " إن الأزهر هو المسؤول عن الفكر والثقافة والوعي الإسلامي الصحيح وإذا لم يقم بالدور المنوط به فسوف يكون هناك تخبط وتعصب لمنهج وفكر معين أو مدرسة معينة داعيا لمجابهة الأفكار الخبيثة التي تنال من الأزهر وصوته الوسطي.

ومن نافلة القول أن إذاعة القرآن الكريم تعتمد على كثير من علماء الأزهر الشريف في برامجها كما أنه غني عن البيان التأكيد على أهمية الدور الثقافي للأزهر في الحياة المصرية.

وعندما يحين الوقت للكتابة بتوثيق دقيق حول دور الأزهر في الحياة الثقافية المصرية والعربية ستكون هناك حاجة لوقفة أمام آباء ثقافيين مروا بالأزهر دون إتمام تعليمهم الأزهري لسبب أو لآخر مثل الصحفي الكبير الشيخ علي يوسف والأديب مصطفى لطفي المنفلوطي أو قرروا مواصلة الحياة الأكاديمية في جامعات مدنية مثل عميد الآدب العربي الدكتور طه حسين.

وكذلك ثمة حاجة لتأمل ذلك التنافس الطريف وغير الخفي بين خريجي الأزهر وخريجي دار العلوم ومن بينهم الشاعر محمود حسن اسماعيل أول مدير لإذاعة القرآن الكريم وآثار هذا التنافس في الحياة الثقافية وما يعرف "بالعصبية اللغوية" لأنصار كل فريق وهي عصبية لم تكن تخلو من نواحي فكاهية ومناوشات قلمية .

وواقع الحال أن التاريخ الثقافي للأزهر والأزهريين واهتمام المصريين بمواقف الأزهر في اللحظات الفارقة امر يكاد يكشف بجلاء عن حقيقة ان المصريين لا يمكن ان يخاصموا هويتهم وينسوا تدينهم بقدر ما هم يرفضون التطرف لأنه يجافي الوسطية التي تعد سمة أصيلة من سمات الحياة المصرية واحتفال المصري بالحياة رغم كل المنغصات واي منغصات وكروب.

ومن هنا أيضا يمكن فهم التفاف الكثير من المستمعين حول إذاعة القرآن الكريم من القاهرة باعتبارها صوتا للوسطية والثقافة الإسلامية المستنيرة ..فتحية لهذه الإذاعة الرائدة في عيدها الواحد والخمسين..تحية لصوت ثقافي وإعلامي يسهم في حراسة أحلام المستقبل والتصدي للشطط والانحراف وكشف هؤلاء الذين يسعون في الأرض فسادا وخسرانا للدنيا والدين.

دامت إذاعة القرآن الكريم ذخرا للوطن وذخيرة للثقافة الإسلامية الأصيلة والمستنيرة وان ادلهم الليل واشتدت الرياح الهوجاء أحيانا.. صوت حاضر في ضمير أمة وصحوة فجر ووطن وفي الغد الطالع من عزم الرجال..هذه هي إذاعة القرآن الكريم من القاهرة فأبشر يا وطن.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذاعة القرآن المصرية 51 عامًا في خدمة الثقافة الإسلامية إذاعة القرآن المصرية 51 عامًا في خدمة الثقافة الإسلامية



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 10:56 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

أحمد حلمي يدعم منى زكي بعد ترشيح فيلمها للأوسكار
 عمان اليوم - أحمد حلمي يدعم منى زكي بعد ترشيح فيلمها للأوسكار

GMT 18:09 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
 عمان اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 09:56 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab